الرَّد على عُدوان الضاحية بتوقيت الإمام الحسين (ع)
خليل إسماعيل رمَّال
سيكتُب التاريخ، لو أنْصَف، إنَّ قوَّات العالم الغربي والأطلسي بقضِّه وقضيضه وعجره وبجره وقف حارساً لدولة الإحتلال تَرَقُّباً ودِفاعاً عنها ضد رد المقاومة المُزلزِل بعد عدوان الكيان على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل عدة أسابيع، فأرسل كل حاملات طائراته الأميركيَّة والبريطانية والفرنسية والإيطالية والمُسمَّاة بأسماء ما أنزل الله بها من سُلطان، ورصَدَ كل مُدمِّراته وطائراته التجَسُّسِيَّة وأقماره الإصطناعية وراداراته العلَنِيَّة والخفيَّة وأبراج مراقبته البريطانية على الحدود السوريَّة إضافة للمطارات القبرصيَّة واليونانية (واليونان الحقير مشارك بالإبادة على خطى ألمانيا المُجرمة كما كشَفَتْ حرب غزَّة) ولِقِبَب الكيان الحديدية ومقالعه الداوودية وأسلحته الجويَّة ومنصاته الحربية وأجهزته التنَصُّتِيَّة ودائرته الإستخباراتية ٨٢٠٠ وخرقه لكل الهواتف اللبنانية في البلد السائب الذي يعجُّ بمروانات حمادية وجعجعية وجُميليَّة، وهي أحصنة طروادة صهيونية وأسلحة العدو الإحتياطية وطابوراته الخامسيَّة، وغير ذلك من الأجهزة الأمنية واللوجِستيَّة ومع ذلك خاض حفيد الحسين كل هذا الغِمار وثأر بتسديد من الله، عبر وسيلته الإمام الحسين عليه السلام وسيد الشهداء والأحرار، خاض غمار كل هذه العوائق الاستراتيجية وفي ذروة يقظة وحماية الناتو وكيانه الغاصب وأصاب منه مقتَلاً في عقر “داره” المُحتَل! سيكتب التاريخ، لو أنْصَف، أن كل هذا تحقَّق بسبب وجود فتية مؤمنون طاهرون أتقياء وشُجعان أعارو جماجمهم لله! الرد المُناسب حقَّق أهدافه كاملةً كما يلي:١- ثبُت عُقم التهويل والترويع والتخويف الذي كان يمارسه الغرب والكيان ويربح من خلاله نصف المعركة لكنه اليوم رغم تجنيد عملائه المُنحطِّين، لم ينلْ طرفة عين من عزيمة واقتدار وجُرأة وعزم المُقاومة وبالتالي تعرَّض لرد الصاع صاعين على حربه النفسية من قبل ملك السيكولوجيا و الحرب النفسية سيِّد المُقاومة وأصبحنا نحن اليوم نجرؤ على القول “سنجتاحكم بفرقة موسيقية”. لقد مات شعار قوة لبنان في ضعفه ودُفن للأبَد مع مُطلقيه السيئي الذِكر!٢- انتصرت المقاومة من جديد بإعادة الردع ضد الكيان واستمرار نزع ورقة الحرب والسلم منه، وكبَّدَتْه خسارة جسيمة رغم كذبه وتوريته بحيث أصبح من ورطته يخفي خسائره بشكل أسوأ من الأنظمة العربية ومن “أبو العلوج” محمد سعيد الصحَّاف، بينما الكيان لم يتمكَّن بعد “طوفان الأقصى” من استعادة هيبته وردعه المأكول، ولن يتمكَّن وهذا إنجاز استراتيجي مهم نظراً لما يعانية من تهجير داخلي وحزام أمني بالشمال.٣- رد المقاومة كان موزوناً بميزان الذهب فاختار مُنشأة عسكرية وأمنية لا مدنية (بسبب مبدئه الديني وعقيدته الأخلاقية) على بُعد أمتار من تل أبيب فمنع نتنياهو التوَّاق لحرب كبرى إقليمية من أجل إنقاذ نفسه، من الذهاب لهذه الحرب الشاملة وجنَّب البلد المنطقة من ويلاتها. هذه أشرف وأنبَل مقاومة عرفها التاريخ لأنها تراعي مصالح شعبها أولاً وأخيراً رغم كيد وادَّعاء الحاقدين المسعورين. ٤- حفيد الأمام الحسين الآخر مؤسِّس المقاومة العظيمة، سماحة آية الله العُظمى وحُجَّة الإسلام والمسلمين المرجع المُدَّى الإمام القائد السيِّد موسى (ونحن عشية ذكرى تغييبه مع رفيقيه) هو الذي اختط هذا النهج المُقاوِم وعبَّد الطريق للمعجزات والكرامات والإنتصارات فلا تنسوه مع رفيقيه الجليلَيْن سماحة الشيخ المُجاهِد الكبير محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين من الدُعاء بالعودة، خصوصاً من أولئك الملايين من الزائرين الشرفاء لحضرة الإمام الحسين عليه السلام في العراق العظيم المِضيَاف الأبي.