مقالات

《الحضارة الغربية وحش كاسر》

حينما يتلفظ الانسان بكلمة “حضارة ” فأول ما يتبادر إلى ذهنه ويحضر في خلده “مفهوم الانسان والانسانية” لأنّ الحضارة هي المعارف والتقاليد والقيم والسلوك والأخلاق والابداع … بما يميّز أمّة عن أمّة وتتفاضل أمة عن أخرى ….
وهنا بيت القصيد ومحط الكلام فإنّنا نُريد أن نتساءل عن ” ما يسمّى بالحضارة الغربية ” وهل فعلاً هناك حضارة غربية ؟
قد يبدو لأي إنسان منّا لأول وهلة أن يتعجب من السؤال بل ربما يسأل بتعجب أنّه إذا لم يكن للغرب حضارة مع كلّ ما نراه فأين الحضارات الأخرى وما هي الحضارة إذن ؟
ولكنّنا في مقام الجواب نريد أن نخفّف عن المتسائل والمتعجب فقد لا يُحسن التفريق بين التقدّم ” ما يسمّى بلغتهم بالتكنولوجيا” وبين الحضارة فيخلط ما بينهما كما هو حال أكثر الناس حيث ذابوا في “ما يسمّى الحضارة الغربية ” بفعل الدعاية الماسونية والصهيونية والصليبية “المغرضة” وبفعل غسل الأدمغة التي تعرّض لها الكثيرون .
فإذا أردنا أن نتحدث عن العلوم والمعارف فالكلُّ يعرف أنّ الغرب بكلّه وكلكله سرق معارف الشَّرق وكتبه ولا سيّما كتب ومعارف المسلمين طوال فترة ألف عام من الصليبية الأولى وإلى الصليبيات المتأخرة المتعددة وأكبر شاهد على ذلك كتبنا الموجودة في متاحفهم ومكتباتهم العامة في أماكن متفرقة إن في بريطانيا “العظمى” إلى فرنسا “أم الحريات” إلى إلمانيا “النازية” إلى بلد الديمقراطيات ” العم سام قاتل الهنود” إلى ……

وأمّا في العادات والتقاليد والألبسة فإنّهم سرقوا كثيرا منها وأخذوها إلى بلادهم …

وأمّا في الأخلاق والقيم والتي هي لبُّ الحضارة فلا نجد منها شيئا في بلاد الفرنج والروم وهذا ما دلّت وحكت عنه أفعالهم وأقوالهم وعلاقاتهم فهم وحوش كاسرة تدمّر الحجر والبشر والتراب والهواء كل ذلك لأجل ماديتهم المقيتة من نفط وغاز و… وكلُّ حروبهم الضروس سواء التي كانت فيما بينهم أم ما بينهم وبين الدول والأمم الأخرى التي أبادوا قسما منها أو استعبدوا أخرى بفعل حقدهم وأنانيتهم وحيوانيتهم المنحطة وشهواتهم السَّافلة ونفوسهم الرخيصة فما تركوا شعبا إلّا وأذاقوه الويل والعذاب الأليم فشعوب أمريكا الأصليين أبيدوا وشعوب أفريقيا سُحقت تحت مسميات وذرائع وشعوب آسيا و الشرق ، وبالأخص المسلمين الذين سلبوهم علومهم وكتبهم وأموالهم وأراضيهم ولم يتركوا شيئا من الفظائع إلا وفعلوها ، فهذه الجزائر وليبيا واليابان أفغانستان وفلسطين وفيتنام … أكبر دليل على جرائمهم الفتّاكة
فهؤلاء الغربيون أشبه شيء بالذئاب والحيوانات المفترسة “وأستغفر الله من ظلمي لهذه الحيوانات البريئة ” فتبّاً لكلِّ إنسانٍ يُحبُّهم ويودّهم ويقيم لهم وزنا في موازين الإنسانية هؤلاء الذين سلبوا البشرية نعيمها وهدوءها وطمأنينيتها وحولوها إلى مستنقع خلافات يضرب بعضها بعضا ليكونوا المستفيدين والمرجع عند حل النزاع والخلاف الذي قد يحدث بين دول “العالم غير الغربي” فأسسوا لذلك نوادي ومراكز ومجاميع ومجالس ….كالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية ….ومسمّيات أخرى وكلُّ ذلك لفرض السيطرة والعبودية على الآخرين وسلبهم حقوقهم فهم لا يعرفون إلّا أنانياتهم الفردية، وغرائزهم الشيطانية ، وإمامهم في ذلك إبليس بل ربّما تفوّقوا عليه ولذلك وصفهم الإمام الخميني”ره” “بالشيطان الأكبر” .
هؤلاء هم المستكبرون المستعلون المدّعون للربوبية ،
وما فعلوه أخيرا في دعمهم المباشر للغدة السرطانية والشّر المطلق ربيبتهم إسرائيل التي سحقت أدواتها كلَّ ما طالته يداها …. في سحق وقتل وإبادة الشعبين الفلسطيني واللبناني لأدلُّ دليل على ذلك ،
وعليه فمن يرى “في الغرب” نافذة خير فهو مخطئ لأنّ الإناء لا ينضح إلّا بما فيه وقد نضحوا بالحقد والحسد والغلّ والضغينة والكراهية للشعوب فأبادوها كما فعلوا “في هذه الأيام” بالشعب الفلسطيني المجاهد الصّابر المحتسب وكما يفعلون في لبنان الحبيب .
مزّق الله بلادكم – أيُّها العتاة الفجرة -وفتّ عضُدَكم وفلَّ حدَّكم وأوقعَ الخلافَ والفتن بينكم وسلّط بعضَكم على بعضٍ إلى آخرِ الدَّهر .

        ع . ش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى