لا يزال تشرين يأتي لنا بالبشائر والنصر وها نحن اليوم تشرق شمس السابع من تشرين تشرق شمس طوفان الأقصى العجائبية ، طوفان قلب الموازين بعد أكثر من سبعون عام من الإحتلال ، وبعد واحد وخمسون عام من السادس من تشرين البطولة والعزة والآباء ، الذي خاضتها سورية العروبة بعد خذلان وتآمر أنور السادات ، واليوم بقيت سورية قلعة العروبة وهي الحصن الحصين لطوفان الأقصى المبارك وهي عماد وسند محور الخير الذي يمتد من يمن الكرامة إلى أيران الإسلام إلى العراق العزة إلى لبنان المقاومة إلى فلسطين الصمود والتضحية ..
بعد مرور عام على هذه الملحمة التاريخية ملحمة طوفان الأقصى التي نفذها محور الخير ، وكسر بها الهيبة الكاذبة للعدو الصهيوني وجيشه الذي لايقهر حسب ما يدعون ، وأثبت للغادي والبادي محور المقاومة بوحدة ساحاته إن هذا الكيان هو ” أوهن من بيت العنكبوت ” ، هذه العبارة التي قالها قادة محور الخير ، والتي زرعت في نفوس وعقول مستوطنيه الكيان وقادته ، وهاهم قادة الكيان وسيدهم الأميركي يحاولون إزالت هذه الفكرة والواقع من نفوسهم وعقولهم أولاً قبل نفوس مستوطنيه المهزومة وعقولهم الخائفة الوجلة ..
ولكن جاء سبعة تشرين طوفان الأقصى ليثبت هذا القول بالفعل وليس فقط بالقول ، وكان الميدان والليالي والأيام خير دليل كما قالها سيد شهداء طريق القدس السيد حسن نصر الله رحمه الله ..
لقد اسقطت جبهات القتال كل نقاش سابق مع المتصهينين العملاء المرتزقة المأجورين ذو الرؤوس المربعة ، وتم فضح أكاذبيهم وهاهم اليوم لم نعد نسمع نعيقهم ونهيقهم المعتاد الذي يرددون به رواية سيدهم صهيون ؛ بنقيقهم أين هي المعارك ؟ أين هم قتلى الجنود الإسرائيليين ؟ أين جرحاهم ؟ هذه مسرحية بمسرحية !.. أيران باعت المقاومة لبنانية ، سورية تخلت و و و ..
اين اختفى عقيرهم ؟!.. وهم يقولون معركة عواميد المقاومة تقصف مزارع دجاج وأبقار ..
أين أنتم أيها الخونة المارقين ؟!..
هاهو يعترف سيدكم صهيون بلسان قادته أن المقاومة قوية بكل تشكيلاتها ، ويعترفون البارحة بما فعلت المقاومة العراقية في الجولان حيث تم قتل وجرح خمسة وعشرين جندي صهيوني من قوات النخبة ، وها هي المقاومة اليمنية لقد كسرت الهيمنة الأمريكية ومرغت أنفهم بالبحر الأحمر ، وقبل أن يتكلم سيد سيدكم بايدن يذهب ويرفع معنويات جيشه المهزوم بالبحر الأحمر ..
وعلى جبهة لبنان أصبح عدد قتلى وجرحى أسيادكم الصهاينة أكثر من خمسمائة جندي صهيوني بينهم بحد أدنى مئة قتيل خلال أثنان وسبعون ساعة فقط ، ونصف الجرحى الباقيين إصابتهم خطيرة والقاصي والداني رأى فيديوهات وصور تشضي أجساد جنود أسيادكم الصهاينة ، بنيران المقاوميين ودبابات الميركافا التي تحرق وتسحق في ساحات القتال ؛ ولا ننسى من طاف بالطوفان العجائبي مقاومين غزة هاشم والضفة الغربية الذين يسطرون أسمى آيات المجد والصمود ضد المحتل الإرهابي الصهيون ويقفون أمام جرائم الإبادة الجماعية التي يتركبها بغزة ..
وها هو جمهور محور المقاومة وبيئتها لا تهزهم عاتية ، تستشهد قادتهم ويبقى المقاومين بالميدان بل يزدادون بالميدان ضراوة بعد استشهاد قادتهم ؛ وتشعر بيئة المقاومة وجمهورها إن خيارهم صحيحاً وساندين ظهورهم على جبالاً كالرواسي ، ويتحدون الدنيا في هذه المقاومة ويثقون بها وأنها سوف تصنع لهم النصر العظيم والحتمي ، بانجازاتها وبعظمة صمودها وبقوة شبابها وبتضحياتهم الجسام ..
ولو سقط لدولة كما سقط للمقاومة من قادة وجيش ، بنسبة ٢% من الإصابات ، يعني بيئة المقاومة اللبنانية قرابة المليون ونصف من أصل اربعمائة مليون عربي ، ومليار ونصف المليار مسلم ، هذه البيئة فقط مليون ونصف المليون هم مؤيدين المقاومة في لبنان ، هؤلاء فقدوا قائدهم ، وفقدوا ضباط الصف الأول ، وفقدوا عشرين ألف من شهيد وجريح من البيئة ؛ يعني بالحسابات الأمريكية مقتل الرئيس الأميركي وقادة الجيش ووزير الدفاع ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي و و و و .. و ٢% من تعداد الأميركيين يعني من ٣٥٠ مليون اميركي تم قتل وجرح ٧ مليون ، أين تصبح أميركا ؟!.. ما هو شكلها ولونها وحالها ؟!..
اليابان استسلمت بعد قتل ربع مليون ياباني بهيروشيما وناغازاكي ، استسلم الأمبرطور الياباني وكان عدد سكان اليابان ٦٥ مليون بالحرب العالمية الثانية ؛ يعني نسبة ٢% تساوي مليون وثلاثمائة ألف ياباني ولكن استسلمت اليابان بربع مليون فقط ، كيف لو تم قتل الامبرطور وقادة جيشه و و و .. ماذا حدث ؟!..
بينما نتكلم نحن عن رجال الله في الميدان الذي لقبهم بهذا اللقب الشاعر عمر الفرا رحمه الله ، هؤلاء البشر الغير عاديين نتكلم عن صناع معجزات وبطولات ..
هذه هي المقاومة التي ساندت طوفان الاقصى ” ٧ تشرين ” وهذه الإجابة لكل العملاء الخونة بقولهم معركة العامود والعامود ؛ لولا اعماء العدو وتدمير أجهزة المراقبة والرصد والرادارات ، لما كان حال الجبهة بالجنوب اللبناني لما هو عليه اليوم ، ولا نرى النصر الذي يتم على يد رجال الله ، وبالنهاية لا يهمنا نباحهم وأصبحوا وراء ظهورنا ، أقول هذا فقط لكي يرى الغادي والبادي كيف خرست أصوات هؤلاء العملاء ولم نعد نسمع نهيقهم ..
أتمنى على جمهور محور المقاومة وضع لهؤلاء الخونة العملاء صور وفيديوهات قتلى وجرحى جنود أسيادهم الصهاينة ودمار قواعدهم الحربية ومطاراتهم العسكرية ومصانع الأسلحة و و و ..ألخ
وذكروهم بما كانوا يتقولون لاستفزازكم ، واليوم جاء دوركم بالرد ..
المقاومة لا تستعير فيديوهات وصور من حرب ٢٠٠٦ ، وقالت هذه الآن عالجبهة تعالوا انظروا إلى المجازر التي نصنعها بالعدد والعتاد للعدو الصهيوني بكفركلا والعديسة ومارون الراس وعيتا الشعب و و ..
وتخترع القصص والأكاذيب كما يفعل سيدكم العدو الصهيوني المهزوم ؛ يصنع هذه الأكاذيب ويستعير هذه الصور والفيديوهات القديمة لصناعة نصر وهمي لمستوطنيه ، وشد عزيمة جنوده المنهاريين الذي هرب منهم خلال ٧٢ ساعة من الجبهة قرابة الألف ومئتين جندي ، وقد قامت وزارة دفاع جيش العدو بشراء مئة ألف حفاظ حجم كبير لجنوده عالجبهة من هول ما يحدث بهم ، ولم نذكر أدوية الأعصاب وغيرها ..
المقاومة لاتخفي عدد شهدائها وجرحاها ولا تخفي استشهاد قادتها بل تتفاخر بهم ..
المقاومة لديها مليون ومئتين ألف مهجر هل سمعتم أحدهم قال : سوف أقوم بمظاهرة ضد المقاومة وحربها ضد صهيون ، إنما يقولون : فداء المقاومة فداء فلسطين ، فداء السيد حسن ، هاهي المقاومة وبيئتها هاهم المليون والنصف مليون …
ولو اجتمع لاربعمائة مليون عربي أليست كانت فلسطين محررة ؟.. والكيان قد تم قلعه من جذوره ؟!..
ولا أريد الاربعمائة مليون سوف أكتفي في لبنان وحده ؛ ولو كان لبنان على كلمة واحدة لما كانت المقاومة تأخرت باستعمال سلاحها الاستراتيجي من مختلف الصنوف ؟!..
لقد تحملت بجسدها ومن بيئتها وخسرت قائدها وقادتها من الصف الأول ، وجنودها وارزاق بيئتها ،خشيةً من الطعن بظهرها من قبل العملاء الخونة المرتبطين بصهيون وسيده الاميركي ، لقد دفعت ضريبة كبيرة ، ولكن أرست معادلات الردع الذي لم ولن يستطيع كسرها العدو الصهيوني مهما فعل من إجرام ووحشية وإرهاب ، وها هو يذهب إلى زواله المحتوم ..
الفقير لله مجدي نعيم
