مقالات

قوى الشر والعدوان اوجدت قواعد اشتباك وتحاول اقناع القوى الاقليمية بتلك القواعد

كتب /سعيد فارس السعيد :

٢٤/ ٩/ ٢٠٢٤

منذ حرب تموز عام ٢٠٠٤ الى الآن والمقاومة الوطنية اللبنانية قد درست وهيأت وحصنت نفسها لكل احتمالات الحرب والمواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه وشركائه .وباتت تمتلك كل انواع القوة لمواجهة اي تطور للمعارك مع العدو .اضافة الى انها ستكون واعية جدا لكسب تأييد الرأي العام العربي والاسلامي والعالمي لها من خلال التزامها بالمبادئ الانسانية في الحرب بغض النظر ان معظم اليهود هم صهاينة ومعظمهم يحاربون بشكل او بآخر بصفوف جيش الاحتلال الاسرائيلي .والمقاومة الوطنية اللبنانية تعرف وتدرك جيدا بأن معركتها الآن طويلة مع العدو ، وقد وضعت بحساباتها الدقيقة بأنها ( “قد” ) تبقى لوحدها في مواجهة العدو ، وان العدو قوي وغدار ويستعمل القوة المفرطة بعدوانه والتي لا يتقيد بأية قوانين دولية او اعراف ..

كما ان المقاومة وضعت بأولوية عملها للمواجهة احتمالات كثيرة.. اهمهما بألا تطلب من حلفائها أواشقائها اية مساعدات وتترك لهم خياراتهم التي تتناسب مع اوضاعهم حتى ولو ذهبوا الى اية تفاهمات او اتفاقيات مع القوى العالمية لخدمة مصالحهم. لان المقاومة الوطنية اللبنانية واثقة من نفسها وقدراتها هي ايضا واثقة من حلفائها واشقائها .وايضا فإن المقاومة أعدت العدة وهيأت نفسها جيدا بأن هذه المعركة هي معركة وجود ومصير لكل الاطراف .فهي لن تكون مستعجلة بشيئ وهي تواجه العدو خطوة بخطوة واي تصعيد بتصعيد أكبر وبما يتناسب مع الساعة ومع اللحظة باللحظة بالمواجهة والحرب .وهي بذلك استطاعت الى الان من تحقيق انتصارات كثيرة :

١/ يتم يوميا ازدياد عدد النازحين من شمال فلسطين .

٢/ استهداف وتدمير ثلاث قواعد عسكرية اسرائيلية استراتيجية هامة .

٣/ استهداف وتدمير وتعطيل معظم قواعد الرصد والردارات التي تنبه القبة الحديدية الصاروخية الاسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة .

٤/ استطاعت المقاومة ان توسع دائرة ومدى الاستهداف الى مابعد حيفا بعدما قامت بتعطيل ردارات الرصد للقبة الحديدية من اعتراض صواريخ المقاومة .

٥/ يزداد عدد المغادرين اليهود من فلسطين يوميا بدون القرار بالعودة لانهم قاموا بتهريب واخراج كل اموالهم ومدخراتهم ..

٦/ تعطلت وتوقفت عمليات الانتاج الصناعي والزراعي بمعظم مؤسسات العدو .

٧/ لم يبق الكيان الاسرائيلي القوة التي تضمن استمرار المصالح الامريكية والغربية وتحميها .

٨/ انكشف القناع والتضليل للرأي العام بأن العرب هم دائما يقومون بالاعتداء على( اسرائيل المسالمة والتي تتعرض للابادة ..)فيما ” اسرائيل ” بحرب غزة وبحربها على لبنان هي التي تقوم بالعدوان وتمارس كل اشكال وانواع الابادات الجماعية ..)

٩/ باتت النخب الاقتصادية والشركات الكبرى في امريكا واوروبة تعرف جيدا بأن الكيان الاسرائيلي وقادته يقومون بابتزازهم واستغلالهم من اجل مصالحهم ومصالح اليهود الصهاينة وليس من اجل مصالح تلك الشركات والنخب الاقتصادية في اوروبة وامريكا .

امام هذا المشهد فإن قوى الشر والعدوان أوجدت معادلة اشتباك جديدة بالمنطقة مابين الكيان الاسرائيلي وقوى المقاومة ويحاولون اقناع القوى الإقليمية بها.حيث أن القوى الكبرى كما الاقليمية كل منهم سيدعموا طرفا من اطراف الصراع بدون ان يتدخل أيا منهم ميدانيا بشكل مباشر مع اي طرف .وهذا ما لمسناه وما قرأناه منذ قرابة الشهر الى الآن من كافة الأطراف ، سواء من خلال التصريحات الأمريكية والاوروبية او من خلال تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة .الذي يمثل الفريق السياسي الإصلاحي في إيران .

بحيث أن أمريكا وبريطانيا وفرنسة والمانيا ومعهم بعض الأنظمة العربية سيستمرون بدعم الكيان الاسرائيلي بكل اشكال الدعم ماليا وبالعتاد المتطور واعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا ولدى كل الهيئات والمنظمات الدولية ولكن بدون ان يتدخلوا بشكل مباشر وميدانيا في الحرب .وكذلك فإن ايران وبظل “رئاسة الإصلاحيين” ستدعم المقاومة بكل اشكال الدعم ولكن بدون ان تتدخل بشكل مباشر وميدانيا في الحرب .لذلك لايستطيع الكيان الإسرائيلي أن يقدم على ما أقدم عليه من عدوان على لبنان ، لولا انه متأكد تماما وبشكل عملي من استمرار الدعم والتعاون الأمريكي والاوروبي له اضافة الى ضمان دعمه التام من قبل كل حلفاء امريكا بالمنطقة .وكذلك فإن الكيان الاسرائيلي لايمكن ان يقوم بهكذا عدوان وهكذا جرائم في لبنان لو أنه غير متأكد تماما من أن ايران لن تتدخل بشكل فوي ومباشر بالحرب .تلك الامور جعلت المنطقة الآن أمام الخيارات التالية :

١/حرب واسعة ومفتوحة بكل الاتجاهات مابين قوى المقاومة في فلسطين ولبنان والعدو الاسرائيلي .قد تتطور لتشمل كل دول وقوى المحور والمنطقة .

٢/ من المتوقع جدا وللضغط على المقاومة اللبنانية وللقبول بالشروط الاسرائيلية بوقف جبهة الاسناد للمقاومة الفلسطينية ولتمكين المستوطنين الصهاينة للعودة الى شمال فلسطين واحداث منطقة عازلة شمال نهر الليطاني..ان يقوم الكيان الاسرائيلي بتوسيع عدوانه واستهدافه لكل المدن اللبنانية بحجة تواجد مستودعات اسلحة للمقاومة او شخصيات قيادية للمقاومة . .

٣/ لن تتوقف الحرب الاسرائيلية على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان قبل ٤٥ يوما لحين انتهاء الانتخابات الأمريكية .

٤/سيستمر العدو الاسرائيلي باستهداف مواقع يدعي انها مواقع عسكرية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية واليمنية .كما ستستمر المقاومة اللبنانية من استهداف كل المواقع الهامة للكيان الاسرائيلي في العمق الفلسطيني .

٥/ لن تتوقف الحرب إلا باتفاق وتفاهمات مشتركة مابين الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا واسرائيل وقطر وتركيا ومصر؛ مع رئاسة ايران الحالية والعراق واليمن ولبنان حيث ستطلب القوى العالمية من ايران ممارسة الضغط والترغيب على المقاومة اللبنانية وعلى حركات المقاومة الفلسطينية وعلى اليمن والعراق لقبولهم بما سيتم التوصل اليه من تفاهمات وهدوء بين كل اطراف الصراع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى