مقالات

قدرنا كعرب أن نختار الأقل سوءاً : هاريس ربحت بالنقاط ضد ترامب!

خليل إسماعيل رمَّال

بعكس أداء رئيسها الخرفان في المناظرة السابقة التي جعلت مُحَرِّكو الدُمى المُموِّلون الصهاينة يُطيحون به بعدها، الظاهر أن كامالا هاريس ليلة الثلاثاء ١٠ أيلول (سبتمبر) خرجت فائزة بالنقاط على النَّزِق العُنصري الزينوفوبي xenophobic (الكاره للغرباء) دونالد داك!هاريس بدت في مستهل المُناظرة مُتوجِّسَة ومتوتِّرَة ومُستهيبة قليلاً بالعةً ريقها عدة مرَّات كما أنها تفادَتْ الإجابة على معظم الأسئلة ربَّما بسبب تمرينها الزائد والتحضير المُفرط قبل المُناظرة لكنها بعد ذلك بَدَتْ مُرتاحة وهادئة ومُبتسِمَة ومُتحكِّمَة بنفسها ولم تقع في مكائد ترامب التي نصبها لها.أما دونالد داك فقد تفادى الإجابات أيضاً واستمر في لوم الآخرين لا نفسه واستحضار الماضي عن خسارته وهو الأمر الذي يُعرف به فقط كما واصل الشيء الوحيد الذي يبرع به وهو الهجوم الشخصي ولم يُوَفِّرْ أحداً وبدا وكأنه مُصاب بخيبة الأمل بسبب انسحاب بايدن من السباق لأن الأخير كان هدفاً سهلاً وكان يوجّه نيرانه وكأن بايدن أمامه فما كان من هاريس إلا أن ذكَّرَتْه بعد أن أصبح هو الخرفان هنا بأنه مرشح ضدها وليس ضد خصمه القديم. الشيء الوحيد الذي استفز دونالد داك (الذي يحب اختراع الألقاب المُهينة) وجعله يعود لترامبيته هو عندما عيَّرَتْه هاريس بفقدان الألَق في مهرجاناته الإنتخابية المُتضائلة وترك الناخبين له بسبب إرهاقهم ومَلَلِهِم منه، أكثر مما همَّه سرد الحقائق عما يهمُّ الناخب الأميركي مُردِّداً أكاذيب وعموميات منها بإن كل مهاجر هو إرهابي وقاتل ومُغتصِب وأن مهاجري هاييتي يخطفون الكلاب والقطط من مربيها في سبرينغفيلد أوهايو ويأكلونها رغم نفي الشرطة بوجود تقرير واحد عن ذلك.

ورغم محاولته الواصخة للجم نفسه ووضع رسن الكَلب حول عنقه كيلا يستفز النساء والرأي العام بسلبيته التي لم يتمكن من إخفائها، بدأ عجوزاً وحانقاً وحاقداً ولا يملك رؤيا خاصة باستثناء نرجسيته ومدحه لنفسه مُتقيِّأً كيف أن زعماء العالم يحترمونه (رغم تقريق زعماء أوروبا عليه وضحك العالم عليه في خطابه لدى الأُمَم المُتَّحِدَة)!ما يهمُّنا في المناظرة كعرب مسلمين ومسيحيين أن ترامب تنبَّأ بزوال إسرائيل إذا فازت خصمته وعايرها بأنها لا تحب إسرائيل ودليله على ذلك أنها لم تحضر خطاب المجرم نتنياهو في الكونغرس لتصفق له كالدمى التشريعية الحقيرة التي عوَّمَتْ الجزار القادم من مجازر وحرب إبادة غزَّة، وهذا يُحسَب لها لا عليها. هاريس أيضاً ذَكَرَتْ حل الدولتين في الشرق الأوسط والدولة الفلسطينية ولو من باب الإنشاء المُجتَرّ كالتبن، وأوردَتْ عبارة “تقرير المصير للشعب الفلسطيني” وهذه عِبارة مُستجَدَّة في القاموس السياسي الأميركي، رغم اقتناعنا بكذب وزيف وعهر ونفاق كل ساسة أميركا قاطبةً لكن كُتِب علينا أن نختار بين السيء والأقل سوءاً! هذه المُناظرة حسَمَتْ أو ستحسم حظوظ المرشَّحَة كامالا هاريس وعلى الناخبين العرب، خصوصاً في ميشيغن، أن يحزموا أمرهم لمن سيقترعون وبسرعة قبل أن تداهمهم الأيام والظروف ولا يعودوا يملكوا التأثير في ولاية ميشيغن المُتأرجِحَة إذا صعدت أسهُم هاريس، وهذا الموضوع سيتم تناوله في المُقبِل من الأيَّام!

(مقالة مُعدَّلَة من الكاتب)

١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى