من قال الحرب خياراً خاطئاً….!
مضى قرن من الزمن على الصراع مع العدو ومن خلفه وتحديداً الغرب ببلطجة واشنطن مليئة بالمجازر والقتل والتدمير من دون حسيب أو رقيب، باستثناء المقا.ومة، إذ أن أنظمة الطوق ومنظمة التحرير وقعتا اتفاقيات مع الكيان المؤقت، في حين رفضت دمشق ذلك وتبنت المحور الرافض ودعمت المجا.هدين في كل من لبنان وفلسطين، فتآمر الجميع مع العدو وكانت الحرب الإرهابية على الشعب السوري تحت عناوين وشعارات براقة انتهت بالفشل، كما لحق بالشعب السوري التهجير والتدمير والقتل الذين ساهمت فيهم واشنطن وأتباعها. ولما بدأت تستعيد عافيتها، سارعت تل أبيب إلى شن غارات بهدف ارباكها وتطويعها، لكنها رفضت وواجهت حتى عجز القريب والبعيد، ووصل الأمر بهم للعودة إلى سوريا وفتح السفارات وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها…!وإذ بطوفان الأقصى يعيد عقارب الساعة إلى نقطة الصفر، ويقوم بطي ذراع العدو في السابع من أكتوبر، فهرول قادة العالم من بايدن وشلته الفرنسية والبريطانية والالمانية بغية دعم العدو ومنحه كل مقومات العدوان سياسياً وعسكرياً ومالياً…!ومع انتهاء شهر سبتمبر تكتمل سنة على العدوان وهي أطول حرب منذ اغتصاب فلسطين، وحكومة العدوان تماطل وتراوغ في وقف إطلاق النار وتحاول توسيع ساحة الحرب بشن عمليات إرهابية في الضفة الغربية إضافة إلى غزة وتهدد لبنان وتقصف سوريا….!
وعلى ضوء ما تقدم، يثبت أن قيام استقرار في المنطقة في ظل الكيان المؤقت أمر مستحيل، وبالتالي ستبقى المنطقة في حالة من التوتر بين فترة وأخرى وحصول حروب يذهب ضحاياها مئات الآلاف من البشر دون تحقيق أي فريق لانتصار ساحق يلغي الآخر في موازين القوى الدولية وفقاً لمصالحها!…وعليه إن استمرار الصراع سياسياً لن يجدي نفعاً، وأما استمرار الحرب بشكل مفتوح بين أصحاب الحق وأصحاب الباطل، أو بالأحرى محور الحق ومحور الباطل وفرز العالم على مستوى الدول يؤدي إلى حرب كونية تنتهي بإعادة بناء عالم جديد ومنظمات دولية على أسس العدالة، وليس كما حصل في الحربين العالميتين الأولى والثانية ونشوء عصبة الأمم ومن ثم منظمة الأمم المتحدة اللتين فشلتا في تحقيق السلم والأمن الدوليين …!
تثير الحروب المتفرقة هنا وهناك وهيمنة واشنطن على العالم تساؤلات عديدة منها:
١- هل يكون طوفان الأقصى الشرارة التي تذهب بالأمم إلى حرب كونية؟
٢- لماذا نخشى الحرب العالمية ونحن في موقع متقدم من حيث الحق والقدرات والإرادة والتضحية ؟
٣- هل تقدر اميركا على الانتصار في الحرب وقد استعبدت وقهرت شعوب العالم؟
٤- هل تنهار الولايات المتحدة أسوة بالاتحاد السوفياتي وما الاستحقاق الانتخابي إلا مؤشر على ذلك؟
د. نزيه منصور