البعد اللاأخلاقي للأمبريالية الامريكية
محمد علي اللوزي
أثبتت الامبريالية الامريكية أنه لايعنيها حقوق إنسان ولاديمقراطية ولا تنمية وأمن واستقرار. قدرمايهمها مصالحها كأمريكا أولا وأخيرا.. هكذا يجب أن يفهم المراهنون عليها، أن تحالفاتها وقتية ليست مبنية على ثقة وتعهدات واحترام مواثيق دولية. هذه مجرد أكاذيب وذرائع لتدخلات سافرة حينما ترغب أمريكا في ذلك ويعبر عن مصالحها. لقد تأكد اليوم من خلال سقوط كابول كنظام رعته امريكا وصرفت عليه مئات المليارات من الدولارات لعشرين عاما وتهاوى وانهار في أسابيع قليلة. أن مايعني أمريكا ليس الشعوب مطلقا، كما لايعنيها الفوضى او النظام، قدر مايعنيها مصالحها. إنها برجماتية فجة وخالية تماما من الإنساني، وليس على هذه البسيطة من عدو للقيم والأخلاق والشعوب مثل الغرب الأورو امريكي. الذي يتخذ من الحقوق والحريات وسيلة لإبتزاز وقهر الشعوب، وعند ئذ يسقط كل شيء بمافي ذلك العملاء والخونة لهذا الغرب. لعل سقوط افغانستان في يد طالبان وما تركته أمريكا خلفها من عتاد عسكري هائل لهذه الحركة، نموذج صارخ للدعارة السياسية الاورو امريكية التي كشفت عن الوجه القميء للغرب، الذي يبتز وينتهك ويستلب الشعوب إرادتها، ويقدم الكثير من التسهيلات لخلق تناقضات في المجتمع الواحد، ويدفع بقوى في مواجهة أخرى.. إن الأمر الأكثر غرابة، أن تغادر أمريكا افغانستان في ليل ليجد الإفغانيون انفسهم في حالة صدمة مماحدث، وتنهار دولة لتقام دولة اخرى، لعلها تثير الكثير من المشكل مع جيرانها على وجه الخصوص مع إيران.نحن لن نستبق الأحداث هنا، لكننا نتأمل الغد من خلال المعطى اليومي الذي جعل وزيرالدفاع الافغاني يصرح: أن الرئيس ( اشرف غني) قيدنا وباع افغانستان، لكأنه امر دبر بليل، والهدف القادم ربما إيران، في كل الاحوال لقد كانت الصين اشد انتباها لمايحدث، لذلك اهتبلت الفرصة لتعلن أنها ستقيم علاقات دوبلوماسية مع الدولة الطالبانية.هي قراءة شديدة الذكاء لمعنى انسحاب امريكا المفاجيء . الأمر إذا أنناأمام امريكا اللاقيمية، او لنقل الدولة المخاتلة التي لاتقيم وزنا لاي معاهدات او مواثيق دولية بقدرما تهتم بمصالحها الذاتية، هذه سياستها، الرعونة والخداع وتزييف الحقائق والإدعاء بحقوق وحريات الإنسان. لن نعرج على العراق وما احدثته من خلخلة مجتمعية وانهيار اقتصادي ليقع فريسة الديني المتعصب والميليشيات بتنسيق عال مع القوى اللامنتمية. ولن نأتي على أمريكا اللاتينية وشعوب اخرى عانت وتعاني من القهر الأورو امريكي. أن المثل الذي يقول:( المتدثر بأمريكا عريان) هو صحيح فعلا. فهل تعقل شعوب المنطقة دول البترو دولار او مايسمى بنادي الأغنياء وتضع التجربة الإفغانية ماثلة للعيان؟! أم ستبقى في ذات النهج من العلاقة القائمة على سلبها ونهبها الثروات مقابل وهم الحماية لها؟ وهل ستنحو باتجاه دراسة كيفية حلحلة مشاكل دول المنطقة بعيدا عن التدخلات الاورو امريكية باقل التكاليف أم ستبقى تراهن على جواد الكابوي الخاسر؟