مبادرة لبنان للحرب الشاملة
بيت العنكبوت في حرب الإرادات: الخطاب الذي كان سائداً خلال عقود قبل الحرب الحالية لم يكن مبنياً على أساس الانتصار بالضربة القاضية، بل على أساس حرب الاستنزاف ومواجهة الارادات، ولا يزال نفس هذا الخطاب قائماً، والإشارة إلى أن العدو يمتلك التفوق على صعيد القدرات العسكرية لا تتناقض مع افتراض أنه قابل للهزيمة ولديه نقاط ضعف جوهرية تسمح بتحقيق النصر عليه. موازين القوى وحرب الاستنزاف: موازين القوى الحالية القائمة بين المحور الغربي ومحور المقاومة تتناسب مع الواقع الذي ساد أغلب حالات المواجهة بين حالات المقاومة وحالات الاحتلال، مع فارق أن تلك الحالات كانت محلية، فيما نحن الآن نشهد حالة اقليمية مشكلة من دول وشبه دول وفصائل، فلا يعني وجود الدول في جبهة المقاومة، رغم قدراتها واستعدادتها، توفر توازن وتماثل في القوة، ولذلك فإن الحرب الممكنة هي الحرب اللامتماثلة في مواجهة التكتل الغربي الصهيوني العربي. الظهير الاستراتيجي وامكانية الاستمرار: توفر ظهير استراتيجي قادر على استنزاف العدو لفترة طويلة، والمشاركة في المشروع البعيد المدى لإضعافه وإخضاعه، يشكل قيمة جوهرية للمقاومة في فلسطين، وفي حال تحولت ساحة هذا الظهير إلى ساحة حرب، فإن المدى الزمني لمشاركة هذا الظهير، ومدى إسهامه وتأثيره في الحرب الجارية سيتغير، فبدلاً من أن تكون ساحته آمنة والأزمة الحقيقية في أرض العدو وفي وضعه الديموغرافي والنفسي، سيتحول إلى ساحة تتعرض للضغوط بشكل متكافئ مع الوضع في شمال فلسطين. مراحل المواجهة: انتقال العدو من ساحة إلى ساحة، من غزة إلى الضفة إلى لبنان، ضمن مراحل تدريجية، يساهم في استنزافه وإضعافه، فهو لم يخض حروباً طويلة، وكلما طالت الحرب، كلما تنامى التفسخ الداخلي كما نلاحظ في الضفة الغربية، حيث بدأت “الدولة الدينية الصهيونية” بالظهور كدولة ضمن الكيان المؤقت، بقوانينها وسلاحها وأموالها وهويتها، وكما نلاحظ في الدعوات المتكررة من مستوطنات الجليل لتكوين فدراليتهم الخاصة، لتبقى غوش دان معقل الليبرالية الاشكنازية برؤيتها الأمنية وحساسيتها الخاصة تجاه الاستهداف.
هادي قبيسي