إلى الشيعة الذين يتهجمون على ناجي حايك ومروان حمادة
بقلم ناجي أمهز
بداية لا اعتقد بان للطائفة الشيعية اية فوائد من التهجم بهذه الطريقة على الوزير مروان حمادة، خاصة ان الوقت عصيب، وهناك تقارب بناء وفاعل ومهم جدا بين حزب الله ووليد بيك جنبلاط.وبما ان الوزير حمادة تراجع عن اقواله، ارجو من الاعلاميين الجهابذة المنتظرين سكوب اعلامي حتى لو على حساب كل الشيعة ووجودهم، ان يرحمونا يرحمهم الله، *لان والله العظيم مش ناقصنا.**يا أبناء أمتي وديني ونفسي،* ألا يكفينا ما نخوضه من اقتتال وحرب ضارية وجودية مع إسرائيل، ومعركة سياسية أساسية مع أمريكا، والخلاف مع أكثر من 90% من دول العالم وبينها دول عربية، وأزمات لا تنتهي في الداخل اللبناني، إضافة إلى تكفيرنا من قبل عشرات الملايين الذين ينتمون إلى المذهب الوهابي.*هل انتهت كل أزماتنا وحُلّت كافة مشاكلنا ولم يبقَ أمامنا إلا أن نعترض على ما يقوم به الدكتور ناجي حايك.* بالامس ارسل لي احد الاصدقاء رابط لقاء للدكتور ناجي حايك على منصة يوتيوب، فحوى الحديث هو عن تهجم بعض الاشخاص الذين يضعون صور “خميني وقاسم سليماني” هكذا تحدث عن الاسماء، وحتى قال ان الذين يضعون صور الجنرال عون هم معرفون بتقاربهم ويمكن مراجعة صفاحاتهم وهناك حسابات وهمية وهؤلاء لا يريدون ان يحصل اي تقارب مسيحي مسيحي.إلى أبناء أمتي الشيعية الذين يتهجمون على الدكتور ناجي حايك، وخاصة بعض المتوهمين بأن ناجي حايك زرعته القوات في التيار الوطني الحر. الحق ليس على الدكتور حايك، الحق عليكم لأنكم خدعتم أنفسكم واوهمتموها بان خطاب ناجي حايك هو غريب عن التيار، واعتقدتم ان التيار جزء من محور المقاومة، ومشروعه التوجه نحو الشرق.بينما غالبية الموارنة وعلاقاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والتربوية ومصالحهم الاقتصادية هي مع الغرب، بل اكثر ٩ مليون ماروني من اصل لبناني يتواجدون بالغرب.لا اعرف كيف اقتنعتم انه يمكن ان يتوجه الجنرال عون او الوزير باسيل نحو الشرق.اصلا لا يوجد تفسير كيف اقنعتم انفسكم بهكذا تصور ان يتوجه التيار الوطني الحر نحو الشرق.مع العلم ان التيار كان واضحًا منذ عام 2006 أن ما يقوم به هو فقط في السياسة، يعني طالما مصلحته السياسية مع الحزب، فهو مع الحزب، ولكن عندما تنتفي المصلحة السياسية، له الحق الخروج من التفاهم.ولان الشيعة يخلطون بين السياسة والعاطفة، فلا نمتلك القدرة على تحديد الخطوط وبناء التوازن، وفي كل شيء نذهب إلى الأخير، عندما نعطي نعطي دون حدود، وعندما نحب نحب دون حدود، وعندما نكره حتى لو قال أحدهم كلامًا لمصلحتنا فإننا نكرهه دون حدود.أما بقية الطوائف فقد تمرست منذ عقود طويلة في السياسة والحكم ونسج المصالح، والسير على حافة الهاوية بتوازن غير طبيعي.يا أبناء أمتي، غالبية الموارنة سواسية في النظرة إلى لبنان، لكن الفرق أنه يوجد في التيار الوطني الحر قيادة أبرزت خطابًا بسبب المصالح مع الشيعة اظهر أنها على مقربة من الشيعة، وعندما انتهت هذه المصالح انقلب الخطاب. الجميع يتذكر خطاب الوزير باسيل ٢٠٢٣ الذي قال فيه عن الثنائي الشيعي إنهما بلا “وفاء”عندما دعا: “فريق الثنائي الشيعي إلى وقف أي لغة تخويف وتهديد، ووقف التدخل في شؤون التيار الداخلية والضغط بمحاولة استدراج نواب ومسؤولين في التيار، وتحريضهم على الانشقاق عن قيادة التيار”، وقال: “هذا أمر منافٍ لكل الأعراف الأخلاقية، ولم يحصل حتى مع خصومنا، فكيف من الممكن أن يحصل من جانب أصدقائنا؟”يا أبناء أمتي الشيعية صدقوني، إن 80% من العونيين يفكرون ويتكلمون ويشعرون ويعتقدون ان الرئيس بشير الجميل هو الزعيم الماروني المطلق كما تشعر القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية تمامًا.يعني مقولة بتحالف مع هذا ولا اتحالف مع ذاك، وهذا غير ذاك هو فقط في مخيلتكم. لا فرق، انتم تتصنعون الفرق فقط بعقولكم.الجميع يعرف أن هناك 10% من العونيين ينتمون إلى طوائف إسلامية وأقليات مسيحية، و10% آخرين كانت لهم مصلحة مع حزب الله. استطاع هؤلاء الـ10% تغييب أصوات 80% من المعترضين على ورقة التفاهم والتقارب مع حزب الله. وأحيانًا كان يتم إقناع القاعدة العونية بأن التفاهم مع الحزب ضرورة انتخابية تفرض مثل هذه التحالفات، وأحيانًا أخرى كان الحديث عن أن التقارب السياسي هو من أجل التصويت في مجلس الوزراء، وأحيانًا تحت عنوان محاولة احتواء حزب الله، والكثير من الأخبار خاصة التي بدأ يكشفها بعض الذين استقالوا أو أُقيلوا، ولو تحدث هؤلاء بـ1% مما كان يدور في النقاشات المغلقة، أعتقد بأن الشيعة سوف يعيشون صدمة من نوع آخر.علينا ان لا ننسى إن التيار أيضًا دخل لعبة السلطة ولم يعد قادرًا على الخروج من حزب الله لأنه كان الضامن الوحيد لوصول الجنرال عون إلى الرئاسة، والجميع يتذكر ما فعله وقدمه حزب الله من أجل وصول الجنرال عون ، والذي امتد من سوريا إلى العراق إلى إيران.بل الشيعة تنازلوا عن وزارة الخارجية التي تعتبر الرئة الوحيدة التي يتنفسون من خلالها في العالم، وقدموها هدية الى التيار الوطني الحر.بالمقابل فإن الوزير باسيل أفشل الحزب في إيصال فرنجية، بل رشح وانتخب ضده الوزير أزعور.المشكلة عند الشيعة انهم اعتقدوا بان الوزير باسيل تحالف مع حزب الله من اجل قتال اسرائيل ومحاربة امريكا، بينما الحقيقة ان الوزير باسيل تحالف مع حزب الله من اجل الحصول على السلطة. الوزير باسيل قبل وضعه على لائحة العقوبات الامريكية، كان قبلها وضع على اللائحة السوداء بسبب تحالفه مع حزب الله.لذلك يعتقد الوزير باسيل بابتعاده عن حزب الله ربما يرفع اسمه عن اللائحة السوداء والتي تكون هي مقدمة لرفع العقوبات عنه.وحقيقة، لا قيمة للمال والمناصب إذا وضع أي شخص على لوائح العقوبات الأمريكية، خاصة أن أمريكا لم تضع على أحد عقوبات واستطاع أن يكمل حياته الاقتصادية أو السياسية.والوزير باسيل يعرف انه في قادم الايام ربما لن يجد من يتحالف معه خشية اما يصبح على اللائحة السوداء، أو حتى تطاله العقوبات الأمريكية.كما ان الجميع يقرأ في تصريح الوزير باسيل عن وجود خلاف مع “حزب الله” حول مفهوم الدولة وكيفية إدارتها.يعني انه باللغة الدبلوماسية لا يوجد خلاف أكبر من هذا.بالختامأقصد أن الدكتور ناجي حايك يمثل التيار الوطني الحر الحقيقي، ودوره هو استعادة غالبية الذين غادروا التيار.واعتقد ان هناك امور اكثر اهمية يجب على الشيعة الاهتمام بها.