الحرب/ قواعد الاشتباك/ الخطوط الحمر؟
ميخائيل عوض بيروت ؛ ١٥/٨/٢٠٢٤
في تعريف الحرب؛ انها استمرار للسياسة بوسائل عنفيه وهي اشبه بالعمليات التجارية.تقع الحرب عندما لا تعود السياسة والدبلوماسية مؤثرة او فاعلة.بوقوعها تسقط كل قواعد الاشتباك والخطوط الحمر والا فما كانت لتقع لان السياسة / الدبلوماسية هي الناظمة للخطوط الحمر ولقواعد الاشتباك.اكثر الحروب خطورة وتدمير وحسم هي الحرب الوجودية. فكيف بالحرب الجارية وقد وصفها السيد حسن نصرالله بالوجودية والمصيرية.الحرب الوجودية والمصيرية نادرة في تاريخ البشرية وتعني حرب ابادة الخصم وانهاء وجوده وتقرير المصائر بدونه.فهل يقبل الحديث عن خطوط حمر وقواعد اشتباك في حرب بهذه المنزلة.من وضع قواعد الاشتباك ومن نظمها ويشرف على تطبيقها؟ وكيف اتفق المتحاربون ؟من اليوم الاول للحرب على غزة ومشاركة الجبهات بوضيفة الاسناد والاشغال اسقط محور المقاومة وجبهاته وفصائله بمبادرة منه قواعد الاشتباك والخطوط الحمر بل الصح ان عملية الطوفان العجائبية التي حدثت من خارج النص والسياق وجاءت بوقائعها ونتائجها مفاجئة وصادمة كسرت قواعد الاشتباك والخطوط الحمر ووضعت الصراع في زمن اخر الحروب واشدها واطولها لتكون حاسمة وقد ادركتها اسرائيل وقيادتها بعقلها الباطني انها وجودية فقرر نتنياهو واعلن انه سيخوضها بصفتها حرب الوجود والبقاء او الفناء.وفي وقائع ومسارات الحرب فمحور المقاومة وجبهاته كسر قواعد الاشتباك والخطوط الحمر بفتح الجبهات وتحويل جبهة الشمال والشرق الى مسرح عمليات متصل وكسرها الحوثيون وتجرؤوا على البحار واشتبكوا مع امريكا والاطلسي وتمكنوا من ايصال صواريخهم وطائراتهم الى ايلات والى حيفا. بل جاوزوا بوصول طائرة يافا الى قلب تل ابيب واهم الحصون.هذه وقائع ومعطيات معاشه وحدثت تحت انظارنا وجميعها يمكن وصفها بانها خارج النص التقليدي للحروب العربية الاسرائيلية وكاسرة للقواعد والخطوط الحمر.يحزنني ويضحكني الحديث عن خطوط حمر وقواعد اشتباك وكأنها فعل مدان في الحرب؟؟ وقد كان المحور وفصائله من بادر بالطوفان وبوحدة الجبهات وبالأداء وما بلغته الصواريخ والمسيرات. فهل يعقل ان خبراء واستراتيجيون وجنرالات الفضاء الافتراضي يخرجون على الناس يولولون ويجترون الحديث عن كسر قواعد الاشتباك والخطوط الحمر بإقدام العدو الغاصب والعنصري ومرتكب المجازر والمتمرد على الشرعيات السماوية والارضية باستهداف القائد شكر في الضاحية واغتيال القائد هنية في طهران.اذا كانت الحرب تقع لان قواعد الاشتباك والخطوط الحمر فقدت فعاليتها ومسارات الحرب اكدت ان المبادر لكسرها كان المحور وعن سبق تصور وتصميم وارادة ولكل الدوافع فتكون عملية التهويل والاستغراب والحديث عن كسر قواعد الاشتباك والخطوط الحمر بمثابة اما تهويل او تكبير للأحجار او تعبير عن حالة سعار ورهاب يعيشها المجترون للكلام بلا تدقيق او تكون تعبيرا عن نقص في فهم الواقع والحرب ومجرياتها وتعكس ذهنية دفاعية قاصرة ومحدودية التفكير يفترضون ان الزمن يجري على هواهم واهواءهم ومقاساتهم.تكبير الحدث وإعطائه توصيفا خارج دلالاته فعل قاصر ونتائجه سلبية بكل الابعاد.في تاريخ الحروب والازمات عندما تقع حرب تحت السيطرة وتضبطها قواعد وخطوط حمر تكون حرب مسرحية لتمرير وانجاز خطوات خطيرة بأبعادها ونتائجها ومثالها الحرب الاهلية اللبنانية وحرب تشرين ١٩٧٣ التي قادها السادات بصفة حرب تحريك وخاضها السوري بعقلية حرب تحرير . يطرح السؤال؛ جنرالات العالم الافتراضي واعلامي محور المقاومة في تناقض مع الواقع ومجرياته؟ ام في التباس من امرهم؟.الافعال تنبء وترسي وقائع ونتائج متعاكسة مع اقوالهم وتوصيفاتهم .فهل هي ازمة فهم الواقع وعدم ادراك نتائج الافعال ومالاتها؟للبحث صلةوسعي للجواب على حالة من يفعل ولا يعرف نتيجة افعاله والتجارب تفيد بانه لن يكون مؤتمنا على الانتصارات يبددها لنقص في المعرفة او لغايات في نفس يعقوب؟بل هل الاعلاميون والجنرالات يمثلون المحور وفصائله؟ ولماذا يتناقضون حديا مع كلام السيد حسن نصرالله والسنوار ومع مجريات الميدان؟