مقالات

العدو إرتكب “مجزرة المصلين/مدرسة التائبين” عمدًا

عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

*بعد عودة نتنياهو من أمريكا بدأ بالتركيز على إستهداف مدارس النزوح في غزة تحت أعذار جاهزة ( مقر عسكري/مكتب عمليات/……) وبدون أي دليل مادي دامغ؛ لحصد أكبر عدد من الأرواح البشرية لإرضاء ساديته وتنفيذًا لمضمون رسالته إلى الجنود في غزة التي وجهها يوم الجمعة، 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، حيث أكثرَ فيها الاقتباسات من التوراة، لتحريضهم ضد قطاع غزة.**وفي الرسالة التي وزّعها مكتب نتنياهو، كتب مخاطبًا الجنود: “أذكر ما فعله بك عماليق”.**وهذه فقرة من سفر التثنية نصها “اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ”.**ويمثل العماليق ذروة الشر في التقاليد اليهودية، ويستخدم هذا التعبير للإشارة إلى الشعوب التي تُهدِّد الوجود اليهودي، واستخدمه نتنياهو أكثر من مرة في تحفيز الجيش الإسرائيلي في حربه ضد قطاع غزة.**وفي كتاب صموئيل، الفصل 15، تقول الآية 3: “والآن اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم. بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً”.**وننتقل سويًا إلى تحليل رواية العدو في تنفيذه مجزرة الفجر والتي إستهدفت نازحين يؤدون صلاة الفجر في مدرسة التائبين حسب البيان المشترك للجيش والشاباك.*وجاء في البيان المشترك للجيش الإسرائيلي والشاباك: “تأكيد تصفية 19 مخربا على الأقل ينتمون إلى حماس والجهاد الإسلامي في الغارة التي استهدفت مقر القيادة العسكري داخل مدرسة التابعين”.*فهذه الرواية ضعيفة جدًا ولا يمكن إعتمادها لأنها تخالف القواعد والبروتكولات الخاصة بإنشاء مقر القيادة العسكرية. فمن المستحيل أن يكون مقر القيادة العسكري داخل مدرسة وبشكل علني.**ولا بد من الإشارة بأن جيش الإحتلال فشل طيلة 10 أشهر فشل في إكتشاف مقر القيادة العسكرية لأي مقر لأي فصيل جهادي.* وأضاف: “استهدف الجيش والشاباك اليوم مخربين عملوا داخل مقر عسكري تم وضعه داخل مسجد في مجمع مدرسة التابعين في الدرج والتفاح. بعد دراسة استخبارية يمكن تأكيد تصفية 19 مخربا على الأقل وهم نشطاء إرهابيين من حماس والجهاد الاسلامي والذين قاموا بالترويج لمخططات إرهاببة ضد قوات الجيش ودولة إسرائيل انطلاقا من المجمع الذي تم استهدافه”.*وتابع: “لقد تم تنفيذ عملية الاستهداف من خلال ثلاث قنابل دقيقة.. *تفاخر العدو بأن الغارة لم تسفر عن دمار كبير في المجمع الذي التقى فيه “المخربون” في خطوة لتحويل الأنظار وتشتيت الإنتباه عن المجزرة التي تسبب بها عن سابق إصرار وتصميم الأمر الذي أدى إلى إرتقاء أكثر من 100 شهيد ومئات الجرحى.**ومن خلال تحليل الإجراءات المتبعة في تنفيذ الغارات؛ فلا يتم تنفيذ أية عملية إلّا بقرار من غرفة العمليات.**فتتم دراسة المعلومات الإستطلاعية مع المعلومات الإستخبارية الميدانية ويتم بناءً عليه تحديد نوع السلاح وعدده ونوع الطائرة والإستطلاع الميداني قبل تنفيذ العملية للتأكد من وجود الهدف؛ وبحسب الهدف المذكور فإن الذكاء الإصطناعي سيعجز عن تحديد 19 شخص بين مئات المصلين الذين تم إستهدافهم حين شروعهم في الصلاة.**كانت الأخبار الأولية من المراسلين الصحفيين بأنه تم إستخدام 3 صواريخ زنة 2000 باوند على المدرسة. وفي المساء قالت ال CNN أن إسرائيل استعملت قنابل أمريكية صغيرة الحجم (الرأس الحربي 93كلغ) ؤمن من طراز “GBU 39” في قصف مدرسة التابعين في غزة.* *وهذه هي مواصفات الصاروخ الأمريكي:-**الوزن: 129 كجم (285 رطل)**الطول: 1.80 متر (70.8 بوصة)* *العرض: 190 ملم (7.5 بوصة).**المدى الفعال : أكثر من 110 كم (60 ميل بحري)* *وزن الحشوة : 93 كجم (206 رطل)* *SDB FLM: blast ultra low fragmentation**نظام التوجيه**GPS / INS**فقد جرى إستهداف جموع المصلين وهم بين ال500 و 1000 مصلي بصواريخ أمريكية صناعة شركة بوينغ؛ قأرتقى أكثر من 100 شهيد، ومئات الجرحى نتيجة إنفجار ما مجموعه 279 كلغ من المتفجرات الحديثة المتطورة والتي يتراوح سرعة إنفجارها بين 6000 و8000 متر /الثانية.**وقد استشهد عشرات المصلين وجرح المئات نتيجة عصف الموجة التفجيرية والتي أدت إلى تهتك الأعضاء الداخلية وتحويل الموجودين بالقرب من مركز الإنفجار إلى أشلاء. وقد صُمِم هذا الصاروخ بتقليل الشظايا إلى حده الأدنى.**وبناءً عليه فإنه تم إستهداف المصلين عن سابق تصور وتصميم؛ لأنه في كل الدول العالم يتم إلغاء اية عملية إستهداف أو إغتيال أو تحرير رهائن إذا كانت الأضرار الجانبية كبيرة وضخمة ولا يمكن تفاديها، إلا في الكيان المحتل لأنه تم إستباحة الدم الفلسطيني الذي يمثل عماليق اليوم من ناحية؛ ومن ناحية أخرى فإن معتقدات الصهاينة تبيح قتل “الغوييم” (الأغيار وقت الحرب).**وقد أصرّ مجرم الحرب وسفاح العصر النرجسي السادي العنصري نتنياهو والجاحد الناكر للجميل الأمريكي بإستعمال أسلحة أمريكية في جريَمة حرب مكتملة العناصر بإستهداف مدنيين أثناء تأدية فريضة الفجر في مدرسة التابعين لأنه وبموجب قانون الكونغرس الأمريكي لا يجوز تصدير أي سلاح لأي دولة يستعمل فيها للقتل وليس للدفاع. فنتنياهو إستعَل هذا السلاح بعيد الحصول على 3.5 مليار دولار لشراء أسلحة ومعدات عسكرية متطورة.**لم نسمع أية إدانه لجريمة العصر والإمعان في عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين في غزة علمًا بأن أمريكا واوروبا وكل من زوّد إسرائل بالسلاح والدعم السياسي هم شركاء حقيقيون في إرتقاء أكثر من 150,000 مدني بين شهيد وجريح ومفقود .**فهل يقتنع كذًاب العصر بلينكن الآن بأن إسرائيل تقترف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وبأسلحة أمريكية؟**لقد إختار نتنياهو التوقيت الذي يضغط فيه على بايدن بعناية فائقة؛ فأصبح بايدن كالبطة العرجاء في آخر ايامه وأي قرار يمس إسرائبل سيؤثر على مصير مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس.**فنتنياهو بإرتكابه مجزرة الفجر بحق المصلين يريد أن يبلغ الجميع بأنه مستمر بعمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة ورفح أولًا وفي الضفة لاحقًا لتحقيق الغيتو اليهودي الإنعزالي والشرق الأوسط الجديد.**وإن غدًا لناظره قريب**11 آب/ أغسطس 2024*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى