مقالات

جزء من واقع الأمة

كتب /سعيد فارس السعيد :

أمة ابناؤها يخربون الآثار والأوابد التاريخية ، فتراهم يتمسكون بالعقيدة الدينية وبآن واحد يهدمون اضرحة الانبياء، أو يطلقون على تلك الأضرحة إسم قبائلهم واجدادهم بدلا من اسماء الانبياء والقديسين …هكذا أمة فيها النخبة التي تعتبر نفسها طليعة فكرية وثقافية وعلمية ودينية تعيش بنزاعات الماضي الذي عاشها اجدادهم ، ويعيشون بتقديس مقدسات قبائلهم بدلا من مقدسات الانبياء والعلماء والحكماء. هكذا أمة ستبقى جاهلة ومتخلفة وغارقة بعصبياتها القبلية والعشائرية وتسير خلف عصبياتها وتطرفها الديني..مادام أبناء هذه الامة يمجدون ويعظمون ويقدسون قبائلهم وعشائرهم واجدادهم ، ويفضلونهم عن الأنبياء والقديسين والعلماء والمفكرين ..وما داموا لا يهتمون ولا يحترمون مقدسات الآخرين او ابداعاتهم او اسهاماتهم بل يسعون الى اقصاء الاخرين وبكثير من الاحيان الى تكفيرهم وقتلهم ..معظم ابناء هذه الأمة وللأسف الشديد فإن ولاءاتهم للقبيلة أوللعشيرة أوللطائفة أو لقوى خارجية اختارها لهم أجدادهم أو زعماء القبيلة اوشيوخ العشيرة او رموز الطائفة .وبأية لحظة تراهم يقاتلون ويقتلون ويخربون ويهدمون اوطانهم وديارهم تنفيذا لرغبة كان اجدادهم يرغبونها أو تنفيذا لمصالح زعماء قبائلهم ورموز طوائفهم وكما ترغب القوى الخارجية .. ومعظم ابناء هذه الامة واحزابها ومذاهبها ومعتقداتها لم تقم بترجمة شعاراتها الاخلاقية والانسانية الى افعال ..والمذاهب الدينية والاحزاب والمنظمات بهذه الأمة الى الآن تطلق شعارات الوحدة والتضامن والتقريب ..ولكنها لا تبن ولا تربي ولا تعلم الانسان على الحب والاخلاص والولاء لله وللوطن ولإنسانية الانسان .لذلك يقوم ابناء هذه الامة بأية لحظة تريدها القوى الخارجية التي ترعى ولاءاتهم القبلية او العشائرية او الطائفية بتدمير وتخريب الديار و الاوطان . _________

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى