مقالات

الجديد القادم سوريا وتركيا .

سورية وتركيا وحتمية النقاط الخمسة الاستراتيجية لتحقيق عودة العلاقات ما بين البلدين ..

قراءة تختصر خارطة الطريق في العلاقات والمنطقة وعودتها لموقع الامان والاستقرار ..، فلا مكان لتركيا ولا مستقبل دون سورية ولا استقرار ولا مكان لسورية دون تركيا ..، هكذا هي سياسة المصالح واستراتيجيات تحقيق الممكن للإستمرار في المنطقة تاريخيا كان الكلام ولازال وسيبقى ..!!، بمعنى لابد من تحرك عاجل على مبدأ المصالح وأساسها التفاهم المتبادل على اساس الكرامة والسيادة ما بين البلدين ..!!؟؟

لذلك كانت المقالة تتكلم عن سوريا وتركيا.. في ملفات ما بعد المصالحة للكاتب والمحلل السياسي د. أحمد الدرزي الذي يقول :ماذا بعد اللقاء المرتقب بين الرئيسين إذا ما سارت الأمور وفقاً للتحولات الإقليمية والدولية ..من الواضح أن العلاقات السورية- التركية مقبلة على مرحلة جديدة تختلف عن رهانات ما قبل الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة 2023، وخصوصاً بعد دعوات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشكل متتالٍ للرئيس السوري بشار الأسد إلى اللقاء في ظل أفضل ظروف دولية وإقليمية متاحة للمصالحة بين البلدين، وفق تعبير المبعوث الرئاسي الروسي لاڤرنتيڤ، ما يؤكد قرب انفراج الأزمة المستعصية بين البلدين بعد انقلاب الدور التركي على سوريا في إثر الاضطرابات السورية التي أدت إلى الحرب الكارثية المركبة الأبعاد في سوريا، فماذا بعد اللقاء المرتقب بين الرئيسين إذا ما سارت الأمور وفقاً للتحولات الإقليمية والدولية بعد حربي أوكرانيا وغزة؟وصل البلدان إلى نهاية حتمية بحكم واقع الجغرافيا والتاريخ الحاكمين للعلاقة بين البلدين، وهما العاملان المهمان لكيفية وضع الأسس المستقبلية لفك الاشتباك المستمر من جهة، والوصول إلى استقرار العلاقة الإيجابية بينهما بما ينعكس إيجاباً على حياة أبنائهما، بعد أن ثبت قطعياً أن السياسات السلبية الكارثية التي اتّبعتها تركيا تجاه سوريا وفقاً للمشروع الأميركي لم يحمها من تداعيات الكارثة السورية، وفقاً لآليات الأواني المستطرقة الحاكمة لحياة الشعوب والدول، وهما البلدان اللذان يجمعهما انسياب نهري الفرات ودجلة حيث ظهرت الحضارات الأولى.لعب عنصر الزمن المديد منذ عام 2011 دوراً أساسياً في ترسيخ وقائع على أرض العلاقة بين البلدين، فتمخض عنه تجذر لنتائج الحرب بما راكم من صعوبات معقدة في كيفية حلها من جهة والعامل الزمني المديد الذي تحتاجه، فعلى الرغم من قرب حصول التوافق بين البلدين، فإن حجم النتائج الكارثية للحرب يحتاج إلى نمط مرتفع المستوى من التعاون والتنسيق بين البلدين من جهة، وداخل كل منهما من جهة أُخرى، وهما بالأساس ورثا مشكلات مزمنة من جراء التدخل الغربي الواسع في المنطقة وتحطيمها بعد الحرب العالمية الأولى 1918.- ترتبط بكيف تجاوز البلدان والرئيسان أزمة الثقة بينهما بعد اندلاع الحرب في سوريا، والدور التركي الداعم للجماعات المسلحة، وخصوصاً أن العلاقات بين الرئيسين كانت في أحسن حالاتها قبل 2011 ووصلت إلى مستوى نموذجي على مستوى عائلتي الرئيسين، عدا عن السماحية السورية بخلل التبادل الاقتصادي لصالح تركيا قبل الحرب بشكل كبير، ما أثر في الكثير من الصناعات السورية الحرفية، ومن الطبيعي أن يسيطر الحذر على السوريين جميعاً في علاقتهم مع تركيا، التي تخلَّت عن اللاجئين إليها بعد سنوات من عسل العلاقة معهم، والأمر يحتاج إلى ضمانات دولية لمنع تحوّل تركي مفاجئ وتغيير السياسات، إلى حين تثبيت قواعد الثقة المتبادلة المرهونة باتفاقيات واضحة ومفصلة. 2-قد تكون قضية الكرد هي الأصعب والأسهل في الوقت نفسه تبعاً لطريقة تعاطي كل بلد معها، وهم كتلة سكانية كبيرة في كلا البلدين، تصل إلى 20 % في تركيا و10 % في سوريا، ويتمركزون في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا ولا يفصل بينهم سوى حدود البلدين، وهم دفعوا أثماناً باهظة نتيجةً لتحطيم المنطقة من جهة، وصعود الأيديولوجيا القومية العصبية لديهم في تركيا وسوريا من جهة أخرى، وقضيتهم تحتاج إلى تعاطٍ مختلف بما ينسجم مع التاريخ الطبيعي لما يُعدّ مركز العالم القديم، وبما يحافظ على بُنى الدول القائمة قسراً بحكم الواقع الدولي، وبما يدفعهم إلى المساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع حقهم في المواطنة وحقوقهم القومية الثقافية، وقد يكون التعاطي مع قضيتهم أقل صعوبة بحكم العلاقة الإيجابية الطابع بين الكرد والعرب بعيداً من الأزمات المستحدثة، ونجاح الحل متوقف عليهم أيضاً بمقاربات جديدة لهم من نافذة الوضع الإقليمي المستجد وبدء تغير المعادلات الدولية، بالإضافة إلى ضرورة الخروج من مظلومية العصبية القومية.3- مشكلة الجماعات المسلحة في إدلب وريف حلب الشمالي، وهي جماعات غير عادية، فطبيعة تكوينها الأيديولوجي وتعددية مناشئ الحضور في الحرب السورية تجعل منها ذات بعد دولي، قابلة للانسياب إلى مناطقها الأصلية أو إلى أي منطقة في العالم، بما يمكنها من زلزلة الاستقرار الأمني الضروري لحركة الاقتصاد و لا سيما في تركيا وسوريا، عدا عن كونها تستفيد من سيطرتها على المعابر والشركات بما يدرُّ عليها مبالغ تقارب ال 6 مليارات دولار، وتفكيكها يتطلب تنسيقاً أمنياً عسكرياً عالياً بين البلدين وبقية الدول المتضررة، والأهم من ذلك، يتطلب حل المشكلة على المستوى الزمني البعيد تغيير القاعدة الفكرية الحاكمة لسلوكهم السياسي والاجتماعي بمحتوى مختلف أكثر عقلانية وإنسانية، وهذه الجماعات سهلة الانقلاب حتى على مصنّعيها وداعميها ومسهّلي أعمالها، وتركيا ليست بعيدة عن الاستهداف من قبلها، وقد تكون ردة أفعالها الغاضبة على التقارب السوري- التركي أكثر دلالة بالقدرة على التنبؤ بما يمكن أن تقدم عليها هذه الجماعات.3- اللاجئون في تركيا وفي مناطق الشمال السوري باتوا مشكلة على أنفسهم داخل تركيا بعد أن تحولوا إلى ساحة كباش سياسي بين القوى السياسية التركية بشكل متفاوت، وتحميلهم مسؤولية الأزمات الاقتصادية التركية المتلاحقة، رغم دورهم الإيجابي في الاقتصاد التركي، وهم استطاعوا خلال إقامتهم فترة طويلة التكيف مع المجتمع التركي، عدا عن الأطفال الذين تجاوز عددهم أكثر من 600 ألف، وهم لا يعرفون شيئاً عن مجتمعهم السوري، وسيدفعون أثمان لجوئهم غير المسؤولين عنها بالعودة إلى سوريا التي قد لا يستطيعون التكيف معها، خصوصاً إذا ما أبقت على السياسات الداخلية المتبعة نفسها، عدا عن غياب البنى التحتية والمساكن التي يحتاجونها للعودة، في ظل غياب دورة اقتصاد طبيعية متنامية لا تشجعهم على العودة، مع غياب الخدمات الأساسية الأولية لضرورة الحياة، وهم مرغمون على خيارات مُرة فإما العودة إلى سوريا والبدء من جديد وإما البحث عن ملجأ آخر لهم.- المسألة الاقتصادية وهي أكثر مسألة يمكن لها أن تلعب دوراً إيجابياً في تجاوز العقبات الأربع السابقة إذا ما استطاع البلدان أن يخرجا من منطق الضغوط المتبادلة، فتركيا تمتلك ورقة المياه التي من خلالها تتحكم بحجم المياه المتدفقة عبر نهري الفرات ودجلة من دون الحدود القانونية الدولية بشكل كبير، وفي المقابل، تمتلك سوريا ميزة الممر البري القسري لتركيا نحو الجنوب باتجاه دول الخليج المستهلكة بشراهة للمنتجات التركية، بالإضافة إلى عدم العودة إلى خلل توازن المبادلات التجارية بين البلدين الذي كان قائماً قبل الحربقد تكون هذه النقاط الخمس الأكثر تأثيراً في مستقبل العلاقة بين البلدين، ولكن ما يمكن الرهان عليه أن نتائج الحرب في سوريا كرست معادلة للعلاقة بين البلدين، فلا استقرار في سوريا من دون تركيا ولا دور تركياً سياسياً واقتصادياً جنوباً من دون سوريا.

🙉🙈🙊👍عاشق الوطن ..د. سليم الخراط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى