ايران من الصبر الاستراتيجي ..الى الرد الاستراتيجي ..
د. خالد المطرود
– ان قيام الكيان الصهيوني بضرب مقر القنصلية الايرانية بدمشق يعتبر حماقة سياسية كبرى سيندم عليها الكيان الصهيوني وحكومته وسيدفعون ثمنها غالياً على الصعيد الاستراتيجي
– ان الاستعصاء العسكري الذي وصل اليه نتنياهو وحكومته المتطرفة في غزة ادى الى ان تفقد حكومة الكيان اعصابها وتوازنها وترتكب خطأً استراتيجياً بضرب القنصلية الايرانية بدمشق و سيكون الرد عليه ايضاً استراتيجياً وكبيراً – ان رد الفعل الاولي للقيادة الايرانية كان حازماً وحاسماً ومن جميع القيادات السياسية والعسكرية بأن الرد آت لا محالة
– بدأت دوائر القرار بالعالم تفكر بنوع الرد وبدأت التحليلات السياسية والاعلامية تتحدث عن ضربة عسكرية دون تحديد مكانها او زمانها ..
– قامت الولايات المتحدة الامريكية بجس نبض ايران عن طريق عدد من اصدقاءها بالمنطقة للحيلولة دون الرد على اسرائيل مع تقديم عروض برفع العقوبات الاقتصادية عن ايران مع اغراءات سياسية ووعود بالعودة للاتفاق النووي بتفاهمات جديدة .. وكان الجواب الايراني واضحاً وصريحاً للجميع ان الرد على اسرائيل حتمياً ..
– تخوفت امريكا من تداعيات الرد الايراني على اتساع ساحة الاشتباك والحرب في غزة كما يشتهي نتنياهو و يخطط لذلك للهروب للامام من فشله في غزة وهزيمته الكبرى .. ولخلط الاوراق بالمنطقة من خلال جر الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة ايران بعد الرد .. وهذا ما لا تريده امريكا وترغب به لانعكاس ذلك سلباً على قواعدها العسكرية بالمنطقة و مصالحها الاقتصادية وحلفاءها ..
– قامت الولايات المتحدة الامريكية بالطلب من حلفاءها الاوربيين بالتوسط لدى ايران بالترغيب تحت عناوين فسح المجال امام الدبلوماسية لايجاد مخارج لحل الازمة بعيداً عن التصعيد العسكري ..- تفاعلت ايران بهذه الدعوات مع التاكيد على الجهوزية للرد العسكري في اي لحظة في حال لن تستطع الدبلوماسية ايجاد المخارج المناسبة لذلك- قدمت ايران خيارين لا ثالث لهما للرد على اسرائيل :
1- رد عسكري مباشر وصاعق وجاهز على الكيان الصهيوني مع بنك اهداف محدد وكبير ..
2- رد استراتيجي يتضمن دعوة الولايات المتحدة الامريكية بتبني قرار بمجلس الامن يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة مع الانسحاب الكامل للجيش الاسرائيلي من غزة اضافة الى فتح المعابر وادخال المساعدات ..
– امريكا ارسلت رئيس هيئة الاركان لديها الى تل ابيب بزيارة عاجلة لدراسة الخيارات وتم تمديد زيارته للوقوف على التطورات السياسية والعسكرية .. بمعنى ان امريكا بدأت تعمل بشكل مباشر لانقاذ اسرائيل من الرد الايراني من خلال الضغط على نتنياهو للقبول بوقف الحرب في غزة خوفاً من الرد الايراني العسكري وتداعياته الكبيرة والخطيرة- ايران ومحور المقاومة الذي تعرض الى الكثير من الاعتداءات الاسرائيلية والامريكية بالوكالة او بالاصالة .. جاءت اللحظة التاريخية للانتقام الكبير بعدما حافظ محور المقاومة على الصبر الاستراتيجي لعقود من الزمن وفي جميع ساحات الاشتباك ..
– لقد بدأ الرد الايراني يحقق اهدافه و يأخذ مفاعيله من اللحظة الاولى لضرب القنصلية الايرانية بدمشق من خلال الاستنفار والقلق الذي يعيشه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة معه لمعرفتهم بقوة وقدرة ايران على الرد العسكري الموجع لاسرائيل والذي سينعكس سلباً على هيبتها بالمنطقة ودورها ..
– في حال وافقت اسرائيل على وقف الحرب في غزة تكون ايران قد ثبتت انتصارا لمحور المقاومة بغزة .. وهزيمة اسرائيل الكبرى والتي ستؤسس الى تآكل الكيان من الداخل وبداية النهاية له ..
– وفي حال رفضت هذا الخيار سيكون الرد العسكري مدوياً وستفقد اسرائيل هيبتها ومكانتها ودورها الوظيفي بالمتطقة خاصة مع تعذر انخراط الولايات المتحدة والغرب في المواجهة المباشرة لحسابات دولية معقدة مع روسيا والصين وخوفاً على مصالحهم بالمتطقة ..
– ايران تنتظر الرد الدبلوماسي الغربي لتقرر الانتقال من الصبر الاستراتيجي في دعم محور المقاومةالى الرد الاستراتيجي بانتصار محور المقاومة …
– ساعات وايام لن تزيد عن ذلك …
– العالم كله بالانتطار ..
/2024/4/13