حَلِمتُ في ليلي العميق أنَّ إسرائيل أوقفت إطلاق النار على غَزَّة …
كَتَبَ إسماعيل النجار
حلمٌ مزعِج جعلني أخاف النوم لكن النُعاس يغافلني فاستسلم له دون إرادة، حَلِمتُ في ليلي العميق أنَّ إسرائيل أوقفت إطلاق النار على غَزَّة وعدنا جميعاً نتفقد ديارنا ونبحثُ عن بعضنا البعض، دخلتُ أول أحياء المدينة رأيتُ ما يجعل الأطفال تشيبُ من هَول الدمار،إنه المكان الذي وُلِدتُ بهِ ونشأت وتربيتُ ولعبتُ في شوارعه وأزقتهِ،محلٌ بيع الزهور مُدَمَّر فسألتُ عن البائع أخبروني أنه استشهد هو وعائلته،على الزاوية الأخرىَ من الطريق كانَ هناك محل لبيع المحلات والجرائد فلا أثرَ له، سألت عن صاحبه فأخبروني بأنه لا زال تحت الركام هو وعائلته،مشيتُ قليلاً إلى المكان الذي كانت فيه عيادة طبيبنا الذي اعتدنا معاودته في تلك العيادة سألت عنه قالوا لي أنه اعدِمَ بدمً بارد عندما كان يحاول أن يسعف الجرحى والمصابين،أكملتُ رحلتي صعوداً ودموعي تشقُ طريقها نزولاً على وَجنَتَي سألتُ عن بائع الحَلوَىَ وبائع الخضار وبائع الحليب وبائع الكاز وبائعَ الخردوات وبائع القماش قالوا لي جميعهم ماتوا فلم يبقى أي أحد في تلك الديار،بكيتُ وطني وعزتي ومسقط رأسي ورفعتُ يدي إلى السماء أسأل،،، يا رب لماذا كل هؤلاء ماتوا وبائع الوطن لا زال حياً؟ ،،ولماذا بائعُ الضمير لا زال حياً؟ ولماذا ماتَ كل تجارَ وطني إلا تجار الموت لا زالوا أحياء؟يا رب إنَّا نُقسِمُ عليكَ بملكوتك، وبعزتَك وجلالك وعُلوَك في مكانك،يا رب إنَّ نشكو إليكَ قهرنا وظُلمنا وقتلنا وتشريدنا وخيانَة مَن كنا نظن أنهم اهلنا وتآمروا علينا وهآنَت عليهم أرواحنا وأعراضنا ودمائنا لأجل مالٍ أو جاهٍ أو منصب أو مُلك،يا رب إنكَ أنت الوحيد القادر المقتدر، العزيز المنتقم الجبار، يا مَن إسمكَ بين الكاف والنون فتقول للشيء كُن فيكون، كما رفعت دماء الإمام الحسين واصحابه من كربلاء إليك إرفع دماءَ أطفال وشيوخ وحرائر وشباب اهل غزَة إليك لتكون شاهداً ودليلاً على ما اقترفت يَد الصهاينة والأميركيين والعربان فينا،يا رب انتقم لنا وخذهم أخذ عزيزٍ مقتدر، وسَلِّط عليهم جندَك القادرون ذي بأسٍ شديد،يا رب إننا الضعفاء وأنت القوي إنتقم من رئيس مصر وملك الاردن ورئيس الإمارات وملك السعودية والبحرين والمغرب واجعلهم كالعصف المأكول،
بيروت في،،،، 24/22024