نعم الدولة هي الأم للجميع ..والدولة هي مهتمة بجميع ابنائها بدرجة متساوية وتقوم بتأمين متطلبات كل ابنائها ضمن امكانياتها المتاحة ..
انطلاقا من ذلك.. مَن ِمن المرجعيات الدينية او المذهبية على اختلاف تسمياتهم في الأمة اعطى ويعطي او انشأ وينشئ بيوتا للفقراء او للشهداء او أقاموا مشافي خيرية لهذا المكون او ذاك او قدموا منحا دراسية لأحد او اقاموا معملا او منشأة انتاجية تعمل به الاسر الفقيرة وارباح هذا المعمل او تلك المنشأة يتم توزيعها للأسر المحتاجة في اي بلد من بلدان واقطار الأمة .لا أحد بالامة كلها قام او يقوم بذلك ..الدولة هي الأم وهي الحاضنة للجميع والمهتمة بالجميع وترعى الجميع ..مخطئ من يراهن على تحسين الحال والاحوال من خلال انتمائه وعصبياته لهذا التكوين الديني او ذاك التكوين المذهبي ..لأن كل المرجعيات الدينية والمذهبية في الامة ليس لديها اي اهتمام بضرورة تلازم البناء الانساني مع البناء الخدمي و العمراني .فكل مرجعية دينية او مذهبية بالأمة وللاسف تريد ان تستقطب اكبر عدد من الناس حولها على قاعدة توزيع السكاكر للاطفال ليفرحوا قبل عودتهم الى اكواخهم او بيوتهم البائسة ..وليفرحوا بقطعة السكاكر والحلوى التي لايستطيع والدهم ان يشتريها لهم ..فللأسف الشديد جدا ، كل المراجع الدينية والمذهبية بالأمة ليس لديهم مشاريع انمائية او تنموية للناس وليس لديهم اية مبادرات فاعلة لبناء الانسان والعمران معا على قاعدة الولاء للوطن . ولايهمهم اي ولاء للأوطان ،سوى الولاء لهم لانهم يمثلون هذا الدين او ذاك المذهب .نعم ومعظم أحاديثهم وخطاباتهم وكتبهم وفتاويهم لاتحث الناس على غرس قيم ومبادئ الولاءللوطن .بل يعملون جاهدين وبكل الميادين لولاء الناس للدين وللمذهب ولمن يمثل هذا الدين او هذا المذهب .اماالولاء للوطن فتلك قضية لاتعنيهم الا بجوانب الولاء لهم ..ولاتعنيهم قضايا الحب والاخلاص للأوطان ..مع اهمية الولاء للوطن التي هي الطريق السليم والصحيح للولاء والاخلاص لله .ولا يعنيهم ابدا من يكون هذا او ذاك مخلصا بولاء تام للوطن..لانه بهذه الحالة لايمكن ان يكون ولائه لاشخاص على حساب مصالح وطنه وامته .واية مرجعية دينية تهتم وتحث الناس بالولاء والإخلاص للوطن ولسيادة الأنظمة والقوانين وقضايا الوطن بما يحقق للناس الكرامة والكبرياء هي مرجعية دينية جديرة بالتقدير والإحترام .فالأمة الواعية القوية تتقدم وتتحرر وتزدهر وتبني الانسان الذي يحافظ على العمران وعلى كرامة ابنائها عندما تهتم كل مرجعيات الاديان فيها بالمناسبات الوطنية كما اهتمامها بالمناسبات الدينية .
-سعيد فارس السعيد