بقلم المحامي سمير نجيب
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينين سوريا
.. 13/1 /
كان لمعركة طوفان الاقصى ابعادها السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية واليوم مع بدأ جلسات محكمة لاهاي اخذت ابعاد قانونية ..
فالكيان الصهيوني ككيان لقيط هجن مستوطنيه الذين جلبوا من اصقاع الارض بثقافات ولغات مختلفة ليستوطنوا ارض فلسطين فأنشأ هذا الكيان واعلن استقلاله المزعوم 1948 على حساب التهجير القسري للشعب الفلسطيني نتيجة ارتكابه المجازر الوحشية الجماعية بحقه واستمرت المجازر حتى يومنا هذا بحرب الابادة بقطاع غزة بغطاء وتواطئ دولي غربي ظالم وخلال ال75 عاما لم يتجرأ أي كان بمحاسبة هذا الكيان على جرائمه المتكررة حتى بادرت دولة جنوب افريقيا بخطوة جريئة يوم 29/12 / 2023 بتقديمها دعوى امام محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولاندا بحق ” اسرائيل ” بلائحة ادعاء مؤلفة من 84 صفحة بتهمة انتهاك اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية المعاقب عليها قانونا واعتبار ما تقوم به ” اسرائيل ” بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة هو جريمة حرب ابادة جماعية وبدأت أولى جلسات المحكمة يوم الخميس 11/1/2024 ومن المفترض ان تنتهي ويصدر الحكم القضائي بعد اسبوعين من بدأ المحاكمة وهو قرار نهائي وملزم غير قابل لأي طريق من طرق الطعن وفي حال عدم التزام الدولة التي صدر بحقها الحكم يصبح هذا القرار بحاجة الى قرار يصدر من الدول الاعضاء بمجلس الامن الدولي للالزام والتنفيذ بالقوة ..الا ان الكيان الصهيوني ومنذ نشأته حتى اللحظة لم يلتزم بأي قرار اممي صدر بحقه وهي عشرات القرارات التي تصطدم دوما بممارسة الادارة الامريكية لحق نقض الفيتو مما يفرغ هذه القرارات من مضمونها ويبقى الكيان طليقا دون اي عقاب قانوني ..
انظار العالم متجه اليوم نحو الحكم الذي ستصدره محكمة العدل الدولية بالدعوى المذكورة والتي تشير كل المعطيات والدلائل الى قرار لمصلحة الادعاء بادانة الكيان الصهيوني بجرم ارتكاب الابادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة والذي سيبقى امام الفيتو الامريكي قرار غير ملزم ولكن حكما سيبقى قرار له ابعاد معنوية و اخلاقية يفضح ممارسات الكيان الاجرامية امام الرأي العام الدولي وخاصة الشارع الغربي الذي بدأ ينحاز الى حقوق الشعب الفلسطيني ويتعاطف معه بمواجهة هذه المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني …
يشار الى ان محكمة العدل الدولية تأسست عام 1945 بقرار من الجمعية العامة للامم المتحدة ومارست اولى مهامها عام 1947 وهي المؤسسة الوحيدة من مؤسسات الامم المتحدة الذي تتخذ مقرا لها خارج الولايات المتحدة الامريكية . ..
فاللجوء الى المحكمة الدولية خطوة جريئة من حكومة دولة جنوب افريقيا تستحق التقدير والاحترام …
