مقالات

حكمة السيد نصر الله تفرض شخصيته في الغرب وخطابه يدمر إسرائيل نفسيا..

إعداد ناجي أمهز

هكذا عنونت الواشنطن بوست، حتى وهو يهدد إسرائيل، نصر الله يشير إلى المستقبل.

من يقرأ الصحف العالمية التي أفردت مساحات لخطاب السيد نصر الله بالأمس، يدرك أنه أمام ظاهرة جديدة لم تعرفها البشرية منذ ظهور الإسلام.

فالعمامة السوداء والعباءة والملامح الإسلامية الهاشمية، تنتشر على كافة صفحات المواقع الغربية، وقد زينها خطاب هادئ، أمميا عالميا لأعقد مشكلة يعيشها العالم اليوم وهي الحرب على غزة.

اليوم هناك اجماع واعتراف عالمي، ومن الاعداء قبل الاصدقاء، بان السيد نصرالله يتعامل مع الامور بميزان من الذهب، والكثير يسال لو ان هناك قوة في المنطقة تمتلك ما يمتلكه حزب الله، ويتعرض لهذه الضغوط التي يتعرض لها حزب الله، لكانت فجرت المنطقة وادخلت في حرب عالمية ثالثة.

ولكن حزب الله يتحمل ويتعامل مع المرحلة بدقة متناهية، من اجل الوصول الى وقف اطلاق النار الذي هو الهدف الاستراتيجي لهذه المرحلة.

وقد نجح السيد نصر الله رغم ضخامة المشهد وتعقيداته وتشعباته الإقليمية والدولية، بوضعه في خلاصات مبسطة، فهم منها الرأي العالم الداخلي والدولي ما يجري، بعيدا عن المزايدات والمصطلحات الفضفاضة، التي يستخدمها الاعلام ومن يمتطيه .

وقد توقف الكثير عند جملة السيد نصر الله: ”جبهة الجنوب مظلومة إعلاميا“ وبعدها تحدث وعدد وما يجري وما يحصل ويحدث فيها وما ينتج عنها.

وما قاله السيد نصرالله عن مظلومية جبهة الجنوب اعلاميا، وعلى المستوى اللفظي يعتبر توجيه تأنيب إلى الإعلام وهو يعني فيه الإعلام المقاوم أو المقرب من بيئة المقاومة، لأنه لا يعقل أن يكون خطاب السيد موجها إلى الإعلام المعادي الذي هدفه التعمية على انجازات جبهة الجنوب، وشمال فلسطين المحتلة.

وقد عدد وشرح سماحته بالأرقام والمعطيات عدد العمليات وأماكن حدوثها وما نتج عنها من تدمير وإصابات جسدية ونفسية ومادية ومعنوية في صفوف العدو، وحتى الخلاصات التي حملت الأرقام، هي أيضا من مصادر العدو الطبية، والتي تؤكد ان حكومة العدو الاسرائيلي تخفي الحقائق، وقد عدد سماحته حتى اسباب هذا الفعل الذي تستخدمه حكومة العدو في تضليل الراي العام داخل الكيان وخارجه.

وأكثر ما شغل الرأي العام العالمي وتحديدا في الكيان المغتصب هو معادلة تهجير المستوطنين من شمال فلسطين، وهذه المعادلة التي وقعت على حكومة العدو كالصاعقة، يبدو أنها فجرت غضب المستوطنين على حكومة نتنياهو وفريق عمله السياسي والعسكري.

كما أن معادلة تهجير المستوطنين الإسرائيليين من شمال فلسطين، ورغم إيجازها في سطر واحد، إلا أنها توصف بدقة متناهية كيف انقلب المشهد وتغيرت المعادلات، مما يعني بأن الكيان قد انتهى فعليا حتى على مستوى القرار السياسي العالمي.

وقد استخدمت بعض المواقع ومراكز الدراسات هذه المعادلة في أكثر من صيغة وتم تشريحها وتحليل فواصلها وأحرفها.

ولكن الذي يمكن التوقف عنه، هو ما نشره بعض المواقع الإسرائيلية المعارضة لحكومة نتنياهو، تحت عنوان: نصر الله يحذر، أن شمال إسرائيل سيكون “أول من يدفع الثمن” إذا اندلعت حرب شاملة.

وهذه العناوين العريضة المستوحاة من معادلة تهجير المستوطنين شمال فلسطين، تشير إلى قدرات هذه المعادلة التدميرية على المتصارعين من الصهاينة انفسهم والتي قد يستغلها فريق سياسي في الكيان المغتصب ضد فريق سياسي اخر في الكيان المغتصب، وخاصة في الصراع على حكم الكيان المغتصب.

ولا يستبعد أن تكون هذه المعادلة إحدى النقاط الأساسية التي سوف يستخدمها خصوم نتنياهو ضده في حملاتهم الانتخابية، تحت عنوان: لأول مرة وفي ظل حكومة نتنياهو يتهجر سكان الشمال.

في الختام لا أحد يمكنه أن ينفي أن حديث الكرة الأرضية اليوم هو السيد نصر الله، الذي خاطب العالم من قلب لبنان، وكان خطابه الجامع الشامل المفصلي، هو خطاب القائد الذي يرسم المعادلات ويوضح المشهد، وخطورة نتنياهو وأمثاله على الاستقرار العالمي، وعلى منظومة القيم التي سعت الإنسانية طويلا إلى اعتمادها، والتي تتجاوزها وتنتهكها امريكا واسرائيل دون حسيب او رقيب.

الجميع اليوم يردد وبصوت مرتفع يجب إنهاء دور نتنياهو سياسيا وإقالته.

إذا يمكن القول إنه خلال الإطلالة الأولى للسيد نصر الله، نهار الأربعاء وإطلالته بالأمس نهار الجمعة، قد حطمت الكيان الغاصب نفسيا.

فهل هناك إطلالة ثالثة وقريبة جدا للسيد، لأنها قد تجعل الرأي العام العالمي ينتفض غضبا على إجرام نتنياهو، ويتم إسقاطه ومحاسبته…

الجميع بالانتظار…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى