المفارقة في الموقف عما يجري في غزة بين أحرار العالم ومنهزمي العرب..
د. سليم بدليسي
في اعياد الميلاد ورأس السنة، كما في الأيام والليالي التي سبقتها، امتلأت ساحات المدن الأوروبية والأمريكية بألوف المحتجين على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أهالي قطاع غزة وأطفالها من تدمير شامل وحشي للمنازل وقصف قاتل مبرمج للسكان… وهذه التظاهرات الإحتجاجية لم تطالب فقط بإيقاف العدوان الصهيوني على غزة فحسب وإنما عبرت عن صحوة ضمير لدى أحرار العالم وخاصة الشباب منهم فطالبت حكوماتها والمنظمات الدولية بحل القضية الفلسطينية ورفعت أعلام فلسطين و هتفت بشعار.: فلسطين حرة Free Palestine.. الحرية لفلسطين.. لقد أيقظت حرب غزة ضمائر شعوب الغرب وخاصة جيل الشباب منهم والذي ترسخت مواقفه الأخلاقية الانسانية المبدئية تجاه إدانة عدوان الاحتلال الاسرائيلي والمطالبة بإيقافه الفوري وبالحرية لفلسطين.. ناهيك عن موقف العديد من دول أمريكا اللاتينية وجنوب افريقيا والتغير في موقف بعض الدول الأوروبية إضافة للمواقف الثابتة العلنية للعديد من السياسيين والبرلمانيين الأوروبيين وأبرزهم أعضاء كتلة فرنسا الأبية في البرلمان الفرنسي La France Insoumise والمواقف الجريئة والشجاعة لمؤسسها جان لوك ميلانشون Jean-Luc Mélenchon
من المدهش المحزن ان بعضا من المحسوبين على بني جلدتنا يريدوننا ان نصمت عما يجري في غزة من مقاومة من صمود من تدمير وجرائم الصهاينة والمعاناة المريعة لأهالي القطاع .. وبزعمهم ان الكلام والتعبير وإتخاذ المواقف لا بجدي ولا يغير شيئا من مسار الأمور والمصير المحتوم لغزة والذي رسمه التحالف الإسرائيلي- الأمريكي- الغربي .. لا يريدوا ان نتكلم عما يجري او عن نتائج ما يجري او عن اية حلول للقضية الفلسطينية .. مطالبتنا بالصمت يعني ان ننهزم وجدانيا مثلهم مرة بحجة ان المقاومة ومرجعيتها الايديولوجية لا تناسب مزاجهم ومرة بان هذا تهورا مشبوها لعدم تناسب قوى المقاومة مع قوة الاحتلال الصهيوني الطاغي الباغي وأن هذا التهور هو الذي أدى الى تدمير قطاع غزة نتيجة رد فعل الاحتلال الطبيعية.!!!!. لم يخجلوا وتماهوا وحتى سبقوا بذلك مواقف الأنظمة العربية القمعية الفاسدة والعميلة المتخاذلة والتي زرعت التخلف والجبن والإنهزام في نفوس شعوبها المقهورة ماديا ومعنويا…ووقفت هذه الأنظمة الخانعة عاجزة عن الحد الأدنى الواجب إزاء عدوان الاحتلال الصهيوني على غزة متناسية ان قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة العربية وبلدانها والتي ها هي اليوم تصبح قضية كبرى لأحرار العالم..
الاحتلال هو الإرهاب
الاحتلال هو التعدي
المقاومة هي حق الشعب في مقاومة محتليه
المقاومة هو الرد على الاحتلال وعلى تعديه..
وعدم تكافؤ القوى يدين أولا وأخيراً الأنظمة العربية ومن يؤيد خنوعها..
دعونا في هذه الأعياد الميلادية وفي راس السنه نردد مع أحرار العالم فلسطين حرة حرة .. والعدوان الصهيوني على غزة والإبادة الجماعية العنصرية لسكانها جريمة حرب جريمة حرب والسكوت عنها جريمة اكبر…. ومن له أذنان للسمع فليسمع..
د. سليم بدليسي
2 يناير كانون الثاني 2024