ومن يمن العروبة النقية والشهامة يأتيك خبر اليقين…فلسطين في زمن التحرير.
ميخائيل عوض
بيروت؛ ١٢/١٢/٢٠٢٣.
اسقط المندوب الامريكي بالفيتو قرارا لمجلس الامن لوقف النار في غزة، وتباهت امريكا بموقفها وبقيادتها لإسرائيل وحربها لتدمير وتهجير وابادة غزة.
مازال العقل الامريكي المتعجرف يفترض نفسه سيد الكون والأمر الناهي والفاعل بما يحلو له غير ابه بما سيكون.فرك نتنياهو يديه فرحا فمازالت امريكا الشائخة والفاقدة للقدرة على المبادرة والعاجزة عن اتخاذ قرار صائب تشد ازره وتعطيه السماح والمال والقذائف والسلاح فحربه لتدمير غزة وتهجيرها عينها حربها لإعادة تمكنها من العرب والاقليم بوهم قدرتها على التحكم بالعالم لقرن.امريكا واسرائيل مضروبتان بعوارض حالة الشيخوخة ذاتها التي اصابت الامبراطوريات من قبل وتكفلت بانهيارها.
فكلاهما من طينة واحدة وقامتا على اصل واحد وصنعتا في خدمة مصالح الشركات ورؤوس الاموال، فلا غرابة ان تتماثلان وان تهب امريكا في محاولة لإنقاذ نموذجها المصغر ويحفزها الرهاب من ان سقوط الصغير دليل على دنو زمن سقوط وانهيار الكبير.اسرائيل وامركا دول مصنعة لا تعيش بلا ابادة الشعوب والاقوام صاحبة الحق القومي، وما اصاب امريكا اصاب اسرائيل فكلتاهما فاقدتان للحيوية السياسية وتفتقد لشروط الابداع، ومترهلتان ومحكومتان من نخبة شائخه مصابة بالزهايمر وعاجزتان ومجتمعهما تضربه الازمات العميقة البنيوية والوجودية فتعجزان عن انتاج الجديد واو تصعيد قوى قادرة على تجديد مشروعهما وبعث الامل بالشفاء.محور المقاومة وارواسيا بثنائية روسية والصين. مجتمعات حيوية، ومتوثبه، وقد نهضت وقررت دفن العالم الانجلو ساكسوني ومنتجاته التي انتهت صلاحياتها وانتفت وظائفها.ومحور المقاومة فتي، وعقائدي، وصاحب قضية وحق، وقد خاض الحروب والمعارك في وجه التفرد والهيمنة والعنجهية الامريكية والإسرائيلية لخمسين سنة واعجزهم عن تحقيق اي من اهدافهم واستنزفهم.والحق القومي في فلسطين استمر الحافز المحوري للحرب ولنهوض المحور وتطور قدراته وامكاناته.المحور في حرب اقليمية وواسعة وكبرى يخوضها على توقيته وفي الجبهات والساحات التي يراها اكثر فائدة واقل كلفة ولديه الامكانيات والقدرة والسلاح والرؤية ويتدرج في تصعيد وتائر الاشتباك على الجبهات ويزن خطواته بميزان الذهب.توقعت إسرائيل وامريكا التي حشدت الاساطيل والجيوش ان يكون الرد من الجنوب اللبناني، فكانت الحكمة ان يجري تشغيل جبهة الجنوب بوتائر منخفضة وتحت السيطرة وبوظيفة الاسناد والاشغال وبالتزام ان تنتصر غزة وان تنتصر حماس، وفي المسرحين السوري والعراقي استهداف القواعد الامريكية والحفاظ على الجولان كساحة اشتباك وسورية في حالة حرب مع اسرائيل منذ ٢٠١٢.لم يتوقع احد ان تكون جبهة اليمن هي الاكثر اهمية وفاعلية، ولم يفترض العدو وحلفه ان يستدعى للمنازلة في مسارح البحار. وبحار الاقليم الاربعة؛ المتوسط والاحمر والعربي والخليج هي البحار الحاكمة في مسارات ومعابر التجارة العالمية. وإسرائيل وامريكا الدول التي صنعت لخدمة الشركات والتجار وتجار المال والسلاح لا تقوم لهما قائمة بلا السيطرة على البحار والممرات.فتجسدت عبقرية المحور بان اختار قتال الكبار وفي عين مصالحهم وفي المسارح الاكثر اذيه لهم .اليمن وشعبه وعروبته النقية وقيمه الانسانية السامية وجغرافيته الواسعة وموقعه البحري والبري الحاكم ولشعبه المفعم بالوطنية والقومية والتدين، والذي اجاد عبر تاريخه القتال وجعل من اليمن مقبرة للغزاة والإمبراطوريات ويتوق للمشاركة في حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر. قررت قيادته واستجابت لنداءات شعبها وهتافات الحناجر، وانخرطت بالحرب من موقع الواثق والمقتدر، والقابض على الجمر وعلى البحرين والمضيق، وبدأت القوات اليمنية بقصف قواعد اسرائيل في ارتريا، ورجمت جنوب اسرائيل بالمسيرات والصواريخ واحتجزت السفن الإسرائيلية واشتبكت مع البحرية الامريكية والفرنسية وعندما لم ترتدع اسرائيل واتخذت امريكا الفيتو واسقطت قرار مجلس الامن لوقف المذبحة في غزة، رد اليمن بفيتو على تموين وتمويل اسرائيل واعلن فرض الحصار البحري على موانئها، وانذر الدول والشركات بان السفن المحملة من والى ايلات ستحتجز وستدمر والحصار مستمر حتى فك الحصار عن غزة.اليمن يناصر ويساند ويشاغل ويشتبك ويفرض هدفا جديدا واضافيا للحرب وهو فك الحصارات وكسرها لكسر اخر اذرع امريكا والاطلسي في الحروب وبهزيمتها في حرب الحصارات والعقوبات والحاق الهزيمة ببحريتها في البحار الاربعة ستكون امريكا والاطلسي والعالم الانكلو ساكسوني عراة من عناصر القوة وخارج المسارح والجغرافية التي تنشئ الحضارات والامبراطوريات وتصونها.
هذا هو مغزى ان تكون اليمن ذراع محور المقاومة الاصلب والأفعل في حرب حماية غزة وتحرير فلسطين من البحر الى النهر ودفن العالم الانجلو ساكسوني وتصفية اثاره ومنتجاته من النظم والاسر والادوات والكيانات التي تساندت لأضعاف العرب والمسلمين ونهب ثرواتهم والتحكم بجغرافيتهم.سعيد يا يمن وجبار باهلك ورجالك … واسعدتنا ..