المقاومة في جنوب لبنان كانت الأذكى والأقدَر والأكثر حِنكَة وتركيزاً طيلة 47 يوم من الحرب الحقيقية المشتعله مع الكيان الصهيوني الغاصب
كَتَبَ إسماعيل النجار
لا شَك إن قيادة جيش الكيان الصهيوني والقيادة السياسية كانوا الأكثر غباءً في التعامل مع المقاومة عند فتح النار بإتجاه قواتهم يوم 8 أوكتوبر 2023 نجدَةً ونُصرَة لإخوانهم في غزة المحاصرة،فخلال معركه طوفان الأقصى كان هناك مسانده بالنار من جنوب لبنان بدأ بها حزب الله لإشغال الجيش الصهيوني على طول الشريط الحدودي الممتد من نقطه الB1 وصولاً الى أعلى مرتفعات مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، هدفَ الحزب من خلال هذا الاشغال إلى تخفيف الضغط العسكري الكبير الحاصل على جبهة القطاع المحاصر لمعرفته المؤكده بأن قيادة جيش الكيان تخيفها جبهة جنوب لبنان أكثر مما تخيفها جبهه غزه العسكريه رغم ما حصل بقواتهم في غلاف غزة، خلال المعركة مع لبنان حاول العدو الصهيوني اختبار جهوزيه المقاومه وأسلحتها وإلى أي مدى ممكن او هيَ مستعدة أن تتعمق أكثر في إشعال نار الحرب واتساع دائرتها، أيضاً كان العدو يحاول استفزاز المقاومه بين فترةٍ وأخرى من خلال قصف بعض منازل المدنيين وسياراتهم خلال تنقلهم من منطقه الى منطقة ليرى مدَى استعداد هذه المقاومه للرد على هذه العمليات وحجم هذا الرد ومكانه وعمقه كما استطلع العدو بالنار وعبر سلاح الجو مناطق ومواقع مختلفه في العمق الجنوبي وفي البقاع الغربي كاسراً بذلك قواعد الإشتباك التي أرستها المقاومة طيلة 18 عام هادفاً من وراء ذلك جَرها لاستخدام أسلحة مُضاده للطائرات متطوره ربما أنها تمتلكها للكشف عن اماكنها وإمكانياتها ونوعيتها، أيضاً رسم العدو خطه لِجِر المقاومه نحو قصف عمق الكيان الصهيوني بصواريخ ثقيله بُغية تحريك الدبلوماسيه الدوليه بإتجاه المطالبه بتطبيق القرار 1701 الذي ينص على عدم تواجد أي عنصر مسلح جنوب منطقه الليطاني، حزب الله كان يَعي جيداً حجم الإستدراج الصهيوني له وأهدافه وكان متأكداً بأن ما يجري اليوم ليس بتوقيت مِحوَر المقاومة ولا هو الحرب الرئيسيه التي بنىَ على أساسها قوته وطوَّرَ أسلحته، لذلك كانت المقاومه في الجنوب حريصه جداً على ضرب العدو بشدَّة وإيلامه وإنزال خسائر كبيره بهِ ماديه وبشريه بعديد وعتاد قواته من دون المس بفائض ألقوة الإستراتيجيه التي يملكها الحزب والتي سيدخلها إلى الحرب الكبرى التي أصبحت وشيكة للغايه،في لبنان قوات اليونيفيل المنتشرة على طول الحدود الفاصلة مع فلسطين المحتله غَيَّرَت مهامها التي أسِسَت عليها في مواثيق الأمم المتحدة وتحولت إلى قوات تجسسية تعمل على جمع المعلومات الإستخبارية لصالح العدو الصهيوني وحصلت صدامات كثيرة مع الأهالي بسبب ما أسموه تجاوزاً لأصول المهمات الموكلَة بها،إذاً هي عنصر أممي غير موثوق يعمل لصالح العدو، فهل سيخطئ حزب الله ويقوم بسحب أسلحته الثقيلة وعناصره من منطقة جنوب الليطاني كما حصلَ عام 2006 أثر صدور القرار الجائر؟بكل تأكيد “لآ” لإن المقاومة مؤمنة والمؤمن لا يُلدَغُ من نفس الجُحر مرتين،الصدام الدائم بين المشروعين المتناقضين تماماً الصهيوأميركي الذي بَنَىَ إستراتيجيتهُ على التوسع على حساب الغير ونهب خيرات البلدان وثرواتها،ومشروع محوَر المقاومة التحرري الذي يحترم حقوق الآخر وينادي بالحرية الحقيقية وإستقلال الدُوَل،هذا الصدام لا يوجد صَد له إلَّا إنتصار فريق وهزيمة آخر لأن فريق المقاومة لا يشبه فريق المطبعين،إسرائيل سقطت..
1/12/2023