( تقدير موقف – بعد شهرين من الطوفان )
حيان نيوف
تصريحات أميركية اسرائيلية متقاطعة منذ سقوط الهدنة تؤكد بأن العدوان على غزة سيستمر شهرين .. واشنطن تقول شهرين على الأكثر ، بينما تقول تل ابيب شهرين على الأقل .. من جانب آخر يبدو بأن واشنطن قد عدلت الآن عن فكرة البحث في عن سلطة بديلة في غزة ، وهو ما يتقاطع مع تصريحات لنتنياهو قال فيها بأن لا سلطة فلسطينية في غزة ..
يمكن الإستنتاج مما سبق ومن غيره ، بأن واشنطن وتل ابيب ، تراهنان على انجازات ميدانية في غزة أساسها الإبادة الجماعية وبما يسهم بخلق واقع جديد خلال مدة الشهرين ليتم البناء عليه لاحقا ..بالتوازي مع ذلك فإنه من غير المستبعد أن تكون واشنطن قد اعطت لنفسها مهلة الشهرين لإحداث تغيير اقليمي ما ..وبكل الأحوال فإن إدارة بايدن التي ستدخل الموسم الإنتخابي بعد شهرين من الآن لا تستطيع المغامرة أكثر من ذلك ، والأمر ذاته ينطبق على حكومة نتنياهو المهتزة بفعل طوفان الأقصى و نتائجه ..
السؤال الذي لا بد من طرحه :
هل استمرار التوتر في الإقليم بات مصلحة أميركية تهدف من خلالها واشنطن لفرملة الإندفاعة الصينية الروسية نحو الإقليم مع اقتراب موعد انضمام عدة دول إقليمية إلى بريكس مطلع العالم المقبل ؟
ربما تكون الإجابة على ذلك واضحة ، وتعبر عنها زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزمعة إلى كل من ابو ظبي و الرياض حيث ستتولى موسكو رئاسة مجموعة البريكس للعام المقبل 2024..