صباح القدس
صباح القدس ليوم كأنه يوم القيامة، أو يوم المقاومة، فالمقاومة قيامة الأمة، وليس مؤتمر القمة، حيث ادمان الهروب، عندما تستحق الحروب، وقد دخلت الحرب على غزة يومها السادس والثلاثين، ويبدو أن كل شيء يبشر بتحول كبير، والدم ينزف في كل فلسطين، والقطاع الصحي في منعطف خطير، والتوقعات بارتقاء الآلاف شهداء، وقد فقدت كل الموارد للكهرباء، وبالمقابل صار الاحتلال في لحظة صعبة، فالوضع الدولي الى تراجع، وعليه اثبات القدرة على تجاوز العتبة، بوجه مقاومة تعرف كيف تقاتل وكيف تدافع، واصطدم المسار الخطير للقطاع الصحي، بحاجة التغيير لجيش لا يعرف كيف يضحي، فيختار اقتحام المستشفيات جوابا، ولا يهمه ان توصف أفعاله إرهابا، وقد ألف قصصا خيالية أبصرها في المنام، فقال ان المستشفيات هي قواعد القسام، وفي المشهد اكتمال الصورة، بنهوض على مساحة المعمورة، حيث الشوارع ملك الشعوب، تصرخ بملء الصوت أوقفوا الحروب، وقمتان عربية وإسلامية، تواجهان شوارع هلامية، بعدما ظن الحكام ان شوارعهم قد ماتت، جاءتهم سيول شعبية وما فاتت، تهتف لفلسطين، والنصر المبين، وعلى هامش الصورة صارت قضية الأسرى والرهائن، موضوع مفاوضات دولية، وكشف حساب دائن، يضعها في الأولوية، طالما ان لا تقدم في الحرب، ولا قدرة احتمال في الغرب، فتختلط الأوراق، مع صواريخ اليمن والعراق، ويصير الوقت كالسيف البتار، يفرض تسريع القرار، وهنا يخرج السيد بالمواقف، بحساب العارف، يخاطب جيش الاحتلال الخائف، ويرسم المعادلات، مدركا لكل حساب، وماذا تقول المفاوضات وما تفتح من أبواب، وفرص الهدنة المحتملة، وبناء على الصورة المكتملة، سوف يعلن مسار الاحتمالات المفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، وعنده الجواب اليقين، وجوهر المعادلة، لن تسقط غزة ولن تهزم فلسطين، فإما أن يقف العدوان، أو يبدأ تأديب الكيان .
ناصر قنديل