مقالات

غزة تذبح .. المحور يقاتل.. اين العرب…. اي عرب؟

ميخائيل عوض

بيروت؛ ٢٨/١٠/٢٠٢٣.

دوما ندعو للتفريق بين عربين يشكلان جسد الامة كما هي كل امم التاريخ، كي لا يقع خلط فيأخذ الطالح بعزى الصالح.الامة امتان؛ امة النظم والنخب الحاكمة والمسيطرة وفي طبائعها المساومة والخيانة وتحقيق مصالحها ولو مع الشيطان وغالبا ما تتامر على شعوبها وامتها وتطلق اشرعتها حيث مصالحها لا يلجمها قانون او دستور او قاعدة او رأي عام او حق فقد تم تنصيبها في كيانات مصنعة وتمت حميتها وتأمينها لتكون وكيلا لمن نصبها وامن تصنيع الكيانات وهكذا من وعد بلفور وتقسيمات سايكس بيكو وانشاء الدولة المستوطنة والقاعدة البرية للأطلسي.مذ ذاك الزمن الاغبر والنظم تتخادم معها وتؤمنها لتأمن بقائها وسيطرتها واضطهادها ونهبها للشعوب.فأمة النظم والاسر والنخب الحاكمة لا امل فيها يرجى ويبد لا امل بالراهن عليها ان تتمتع ببعض الذكاء وحس البقاء لتأخذ من التلة مكانا لها في الحرب الجارية لتحرير فلسطين من البحر الى النهر فتتوقف عن التآمر على المقاومة والمحور.امة الشعوب والتعبير عن طبائعها ومصالحها واشهار ثوابتها وقيمها لم تترك الساحات ولا انكفات عن المقاومة للمطالبة بالحق القومي والسعي لتحرير فلسطين من البحر الى النهر، بالحروب والمقاومة وبرفض التسويات والخيانات ومحاولات وصفقات تصفية القضية الفلسطينية.والنزال بين الامتين وخيارتهما بدا ينجلي على توازن قوى مختل لصالح امة المقاومة والحق وخيار السعي لتحقيقه.والحالة الجارية في فلسطين وفي الحرب المشتعلة على مساحات واسعة تمتد من غزة الى الضفة الغربية والجولان فالجنوب اللبناني وبعمق يصل لى باب المندب والهضبة الإيرانية وتمطر فصائل الحشد الشعبي المقاوم القواعد الامريكية في سورية والعراق بصليات الصواريخ والمسيرات والقذائف.وما حققته كتائب القسام من فعل عجائبي واعجازي في طوفان الاقصى.  واكدت غزة انها ام الصبي وتقاتل بما تيسر وتبدع وتتميز من اجل تحرير فلسطين من البحر الى النهر وقدمت بصلابة اسطورية الاف الشهداء العزل والاف المباني، انما تعلن جهارا نهارا، بان الزمن بات طوع يدها واقدام المقاتلين وارواح الاطفال والنساء العزل تشكل غمامة تحرس سماء غزة وتمطر ارضها الفداء والقتال الاسطوري.اما بعد  فرهط من امة النظم الخيانية والتطبيع، والمتاجرة بالام غزة وجوع اطفالها وتنشر الملح في جراحها. مازالت تسعى لتجيير الانتصارات في صالحها وتحاول حرف الانتباه، للتغطية على خياناتها وعدائها لامة المقاومة وتعبيرا عن اخلاصها لسيدها الامريكي ووكيله الإسرائيلي الذي جاء بنفسه يقود الحرب بعد ان سقط الوكيل ارضا وتركله الارجل.المنهزمون بأنفسهم والمرتهبون مما حققه محور المقاومة وما تبليه مقاومته في غزة ولبنان واليمن والعراق وسورية يحاولون بما امتلكوا من ادوات تضليل ومسارح اعلام وعالم افتراضي ووسائط لحرف الانتباه والاشغال وتخفيف العبء عن اسرائيل وامريكا باتهامات ظالمة ومفبركة لمحور المقاومة وامته. فيصرخون وتعلوا الاصوات؛ اين ايران، ولماذا لم تعصف الجبهة السورية وما يفعله حزب الله والمقاومة الاسلامية لا يكفي وغزة تريد اكثر. ويخرج بعضهم يصرخ يا وحدنا، تركونا لنواجه الة القتل الجهنمية، ويردد اخرون من امثال المنافقين والمزاودين تشكيكا بسورية والفصائل…في الواقع المعاش كل تلك الاقوال ترهات تسقطها الوقائع والمعطيات والانجازات العملية…وفي المعطيات المادية ان المحور دولا وفصائل وجيوش لبوا النداء ويقاتلون ويحتشدون لساعة العصف ان ازفت.ام عرب الخيانات والتسويات واتباعهم من جنرالات الفضائيات والعالم الافتراضي يتجاهلون مسؤولياتهم، ويتهربون من ابسط الواجبات بل يفوتون على انفسهم بحماقات او بعمى الوان وتخلف سياسي فرص ان ينخرطوا فيقلبوا اشرعتهم ويقفزوا من المركب الغارق.بدل الصراخ وسوق الاتهامات يمينا ويسارا واطلاق المواقف التافهة وغير المسؤولة والمفبركة، فليعمل بقاعدة؛ قم انت بجميع امرك. سيما وان فلسطين قضية قومية ودينية وغزة تقاتل.فموقف عربي متفق عليه بين مصر والسعودية والاردن  ينذر بوقف المذبحة في غزة والا طرد سفراء إسرائيل ووقف التعاملات معها والتلويح بتجميد العلاقات مع امريكا والاطلسي وبتفعيل سلاح الاقتصاد والنفط والغاز، اذا اتخذ هذا الموقف الاعلامي والعلني ستسارع إسرائيل لوقف المذبحة والحذاء فوق راسها وستضغط امريكا وعالمها الاطلسي الانكلو ساكسوني عليها لفرض وقف المذبحة لحماية مصالحها وخوفا من شعوبها التي عادت قضية فلسطين احد اهم محركات شوارعها.ومصر ام الدنيا وكبرى العربيات هي في الواقع المفتاح السحري لتغير اتجاهات رياح العرب والاقليم وقلب توازنات الصراع العربي الصهيوني بيدها. فإنذار منها يوقف المجزرة انذار مشفوع بخطوة عملية واحدة جزئية وتفصيلية تغير من المعطيات. كاعلان مصري بتجميد مفاعيل كامب ديفيد يزلزل إسرائيل ويرهب امريكا والاطلسي، وخطوة فتح المعابر مع غزة بلا استرحام إسرائيل انسجاما مع مقولة الامن القومي والسيادة المصرية وبدون قبول شروط اسرائيل المذلة لمصر وطرد المراقبين الإسرائيليين من معبر رفح الذين يقومون بتفتيش شحنات الغذاء والدواء الداخلة الى غزة من معبر رفح خطوة اجراء بهذا  القدر من الجزئية يفرض على اسرائيل وقف المجزرة وترتدع.اما الاردن الوطن البديل والاتي على جدول مجازر ومذابح إسرائيل وعدوانيتها فبيده مفتاح ذهبي ايضا لحماية غزة ووقف مذبحتها وتدميرها والامر يحسم بكلمتين وبخطوة عملية واحدة. كلمة طرد السفير الاسرائيلي، وتعطيل اتفاق وادي عربة والخطوة السهلة واليسيرة وغير المكلفة تتجسد فقط بترك الشعب يعبر الحدود الى الضفة. لا تحتاج غزة وفلسطين وهي والمحور يخوضون حرب التحرير من البحر الى النهر اكثر من عرب التسويات والتفريط اكثر من موقف واعلان خطوات بسيطة وجزئية جدا جدا.ومفاعليها اهم واسرع من دعوة ايران والمحور للدخول بحرب يوم القيامة المتوقع ان تستخدم فيه اسلحة تدمير شامل.ليت المنافقين والافاقين ومروجي الاكاذيب يتعقلون وليت النظم والنخب الحاكمة والمنصبة عنوة عن الشعوب يدركون حقائق الجاري وان يفعلوا شيئا ولو جزئيا لفلسطين وسيرتد لهم بألف من المكاسب.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى