مقالات

جولة طوفان الاقصى في خواتيمها.. ماذا عن فرص تسوية ٤ حزيران ١٩٦٧

ميخائيل عوض
بيروت؛ ٢٠/١٠/٢٠٢٣
ابدعت غزة الاسطورة في صناعة المعجزة العجائبية، وهجمت وحررت مواقع ومستوطنات في فلسطين ال٤٨ في عملية وقائعها ونتائجها مفاجئة وفوق استراتيجية. ادمت اسرائيل وكشفتها على خوائها وعجزها وانهيار قدراتها، ما استوجب رعاية ابوية وامومية من امريكا والاطلسي.
ليس لدى اسرائيل اي قدرات عسكرية فعليا الا الطيران والصواريخ والذخائر التي قدمتها امريكا لها بالسرعة الكلية، وهذه لا تفيدهم الا بقتل الأبرياء وتدمير الكنائس والجوامع والمشافي والابراج وقتل الاطفال والنساء.
وهذه بدورها تكشف اسرائيل وامريكا انها دول مصنعة لا تعيش الا على الحروب التدميرية وابادة الشعوب الاصلية وتستنهض الشعوب والامم التي ضاقت ذرعا بالنموذج الانكلو ساكسوني وقيادته المتوحشة.
 اما الحرب البرية فستكون مقبرة للجيش الاسرائيلي وتحويل اسلحته ودرر صناعته والغرب الى خردة ما سيفتح الباب امام هجمات معاكسة وجولات تصل فيها اقدام القساميين وفصائل محور المقاومة الى الضفة وعموم فلسطين ال٤٨ لإنجاز التحرير الكامل.
غزة ابدعت، والقسام عبرت، والجولة حققت الف ضعف مما خطط لها، وما استهدفت عندما تم التخطيط لها. ولم يدر بخلد المخططين حلم ما تحقق ولا افترض احدهم ان الدفاع الاسرائيلي سينهار بلحظات وتدخل إسرائيل وقيادتها السياسية والعسكرية لساعات في حالة الغيبوبة التامة.
من الواضح ان المحور ارادها جولة في استراتيجيته للحرب طويلة الامد وتحرير فلسطين بالجولات. وخاضتها القسام كعملية نوعية لتحرير الاسرى وفك حصار غزة وحماية الاقصى. فتحولت بقوة الظرف الموضوعي ونضج الظروف المادية حولتها من عملية تكتيكية عبقرية الى جولة قاسية خسرتها اسرائيل وامريكا والاطلسي، ودفعت غزة ثمنا باهضا من ناسها وعمرانها.
فجرت جولة طوفان الاقصى تحولات هائلة النوعية مؤسسة ومغيرة في الاحوال واتجاهات الريح في مستقبل العرب والاقليم والعالم منها؛
-عزلة اسرائيل وافتقادها لقوى الدعم التي كانت رسميا وسياسيا ودبلوماسيا وشعبيا.

  • انكشفت امريكا والاطلسي على شيخوختها وعجزها وانحسارها واستمرار خسائر الحروب والتأثير. وانهيار هيبتها فلم تفدها استعراضات القوة والعضلات والاساطيل واعلن بايدن نفسه لإسرائيل والعالم بان امريكا لن تقاتل مع اسرائيل ولو دخل حزب الله والمحور الحرب.
  • اكدت ان اوراسيا واسيان والبريكس والجنوب تحول عن امريكا وعالمها ويسعى ويؤيد كل من يقاتلها ويستنزفها ويفرك الجميع اكفهم فرحا.
  • اعظم التحولات النوعية والمؤسسة ضربت في العرب شعوبا ونظما ودول وهذا سيؤسس لإقليم ولعرب ولعالم جديد. فتكون جولة طوفان الاقصى الاهم والاكثر نوعية ين سوابقها وتتوجها، وقد تجسدت نتائجها كاهم من حرب اقليمية فماذا وكيف تجسدت هذه التحولات؛
  • ثلاث حكومات وقعت اتفاقات مع اسرائيل وطبعت وتامرت وخدمت اسرائيل وعملت بأوامر واملاءات امريكا تمردت وصفعت بايدن ورفضت الاجتماع معه في عمان.
  • اعلنت مصر على لسان السيسي ان تهجير غزة لسيناء اعلان حرب لم ولن تمر ولتبحث اسرائيل عن حلول اخرى.
  • اعلنت الاردن ان تهجير الضفة ممنوع ودونها حرب.
  • اعلنت اسرائيل سحب بعثاتها واقفال سفاراتها في الدول العربية والاسلامية كنذير ومؤشر لانتهاء حقبة التطبيع والابراهيمية وصفقات تصفية اقضية.
  • نهضت الشعوب وتتظاهر الملايين وتهتف لتحرير فلسطين كلها.
    –        اعلنت السعودية رفض كل اشكال التطبيع واستمرار الحرب وطالبت بتسوية ٤ حزيران لا غير.
    –        بدأت فصائل المحور تشتبك مع الامريكي في سورية والعراق والبحر الاحمر في توسيع لمسرح الحرب لمعاقبة امريكا على دعمها لإسرائيل واعتبارها عدو.
    –        نهضت الشعوب في العالم وتتظاهر في اوروبا وامريكا وفي الكونغرس لإدانة اسرائيل والادارة الامريكية..
    ماذا بعد؛
    الحرب على عتبة تحول كبير؛ اما الانفجار الشامل وهذه بيد محور المقاومة ان قرر، او بداية لتبريد وصولا لوقف النار وهدنة والشروع بالبحث باحتمال تعويم حل الدولتين واطلاق التسوية على قاعدة الانسحاب الاسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران…
     فهل من فرص للتسوية السياسية ام ان الزمن قد فات
    …/يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى