غزة ترسم مستقبل المنطقة..
حقق أبطال غزة في ساعات، ما عجزت عنه الانظمة العربية مجتمعة، مقارنة مع ما يملكه الكيان المؤقت من إمكانيات وقدرات عسكرية متطورة وسياسية واقتصادية وحرية في الحركة، وما تملكه غزة المحاصرة بحراً وبراً، حيث ألحقت بالعدو هزيمة استخبارية وعسكرية، جعلته يفقد صوابه ويشن عدواناً مخالفاً كل الشرائع والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وقوانين الحرب التي تدعو إلى تجنب البنى التحتية والمنشآت المدنية من مدارس ومستشفيات وأبنية سكنية….!
أمام هذه الجرائم التي ارتكبها العدو بدعم أميركي غربي وحضور رؤساء ووزراء، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي بايدن الذي دعا إلى تقديم كل ما يلزم من أسلحة، وصرح أن تكون فلسطين المغتصبة دولة إسرائيل يهودية ديمقراطية وتحدث بلغة الآمر. ومثله الألماني والفرنسي والبريطاني وغيرهم…!
ولم تكتفِ الإدارة الأميركية بهذا الدعم، بل حالت دون اتخاذ قرار بمجلس الأمن لتقديم المساعدات الغذائية والأدوية لأهالي غزة الذين فقدوا كل مقومات الحياة…!
رغم ذلك، تواجه غزة وتدافع باللحم الحي، وترفض رفع الرايات البيضاء، كما فرزت العالم إلى فريقين: فريق يمثل الأنظمة والحكومات الذي يقف إلى جانب المعتدي، وفريق يمثل الشارع العربي والإسلامي والعالمي وعدده لا يتجاوز أصابع الكفين من الحكومات…!
انقسمت المنطقة على ذاتها بين الحكومات وأهلها ملوك ورؤساء وأمراء ووزراء طأطأوا رؤوسهم انحناء أمام راعية الإرهاب واشنطن…!
بناءً عليه، رسمت غزة مستقبل المنطقة بل العالم، بفضل دماء الأطفال والنساء والشيوخ، الذين باعوا جماجمهم لله سبحانه وتعالى….!
تحية إلى كل نقطة دم وإلى روح من ساروا على طريق الجلجلة وإلى المرابطين في الثغور والهضاب والوديان …!
نكتفي بسؤال واحد:
هل تشكل غزة نقطة انطلاق تحرير فلسطين كل فلسطين؟
د.نزيه منصور