مقالات

« تقدير موقف : المأزق الاميركي الإسرائيلي »

حيان نيوف

أعلن بايدن اليوم أنه حريص على ان يقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه من دعم ، قم أردف بالتعبير عن حرصه على وصول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة ..كلام بايدن جاء بعد كلام آخر صدر عن وزيري خارجيته ودفاعه حول ضرورة التزام اسراىيل بالقوانين الدولية للصراع ، وتجنب استهداف المدنيين و الاطفال ..في واشنطن قام 55 عضو ديمقراطي في الكونغرس ممن يوصفون باليسار التقدمي بالتوقيع على وثيقة تدعو إلى ضرورة حماية المدنيين والإلتزام بالقانون الدولي للصراع ، وطالبوا بالإضافة إلى تخصيص المليارات لإسرائيل من اجل الدعم العسكري ، بان يضاف إلى ذلك مخصصات للدعم الإنساني لسكان غزة …في السياسة فإنه لا يمكن فهم السلوك الامريكي لإدارة بايدن إلا من زاوية التراجع التي تحدثنا عنها في منشور سابق ، وهي متعلقة بعوامل عدة تطرقنا إليها ..حتى الآن ما زال الموقف الأميركي متحد مع الموقف الإسراىيلي في تحديد الهدف من الهجوم الإسرائيلي المضاد ( إن جاز التعبير ) وهذا الهدف المعلن من قبل الجانبين يتمثل بمحو “حما..س” ..غير أن الإرتباك و القلق من الفشل في تحقيق هذا الهدف يبدو واضحا على كل الطرفين الأمريكي و الإسرائيلي ، ذلك أنه يستدعي دخولا بريا وهذا يعني بالضرورة خسائر هائلة بالعتاد و الأرواح ناهيك عن المفاجآت التي قد تخرج من أدراج حما..س ومن ثم قد تخرج من ادراج حز..ب الله ..السؤال الآخر الذي يؤرق الأميركيبن و الصهاينة يتمثل بالآتي : إن نجحنا في استئصال حما..س ، فمن سيتولى السيطرة على غزة ؟ إن استمرار الوجود العسكري الصهيوني في غزة يعني ببساطة عودة الصراع الى المربع الاول ، وإن السلطة الفلسطينية اعجز عن القيام بهذه المهمة .. ما زالت الاسئلة تؤرق الاميركي و الاسراىيلي ، وما هو مؤكد بأن كل الخيارات التي تطرح ستنتهي بالفشل ..إذا ؟! ما هو مرجّح أن كلا الجانبين ليس امامهما إلا العودة إلى خياراتهما العسكرية التقليدية القديمة والتي تتمثل باللجوء إلى الضربات الجوية وتلقي الضربات البعيدة من المقاومة الفلسطينية لمدة زمنية محدودة او طويلة مسبيا قبل ان ينكفئ كلٌ منهما ويقبل بهدنة وصفقة لتبادل الأسرى ..بالنهاية بدأت الإدارة الامريكية وقيادة الكيان الصهيوني بالتفكير جديا بانعكاسات “طوفان الاقصى” و ضيق خياراتهما على الجبهة الداخلية السياسية لكل من واشنطن وتل ابيب ، وهي جبهات متأزمة بالأصل ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى