العالم في طنجرة بخار
لايكاد يمر يوم الا والعالم ينام على أزمة ويستيقظ على اخرى ذلك ليس وليد تضارب المصالح بين الدول وتناقضها فحسب انما هو النفس الاستعماري الجيني في البعدين الثقافي والتاريخي للأوربي الذي امتهن وشرعن لنفسه استعباد الامم والقوميات والدول وتدميرها واحتلالها بالبارود والمدفع والخديعة .اذ كان لشرقنا العربي وللقارة السمراء نصيب الاسد من هذه السياسة الاستع مارية الأوربية التي رفعت ومازالت رايتها دولتي الاستعمار التقليدي فرنسا وبريطانيا
لتأتي بعدهما دولة اكثر اج راما لتحمل الراية الاستع مارية منذ 78 عام الى الآن والتي قتلت من البشر خلال هذه المدة ماقتلته كل الحروب على مدى قرون من الزمن.
رافعة استراتيجية لها (نشر الفوضى في العالم وادارة الازمات الدولية الى مالانهاية) لأن أخطر مايهدد مصالح الولايات المتحدة في العالم هو السلام والاستقرار كما أكد منظروا السياسة الأمريكية .
مايجري اليوم في المنطقة العربية وفي مياه الخليج العربي من تحشيد عسكري أمريكي غير مسبوق لا من حيث عدد الجنود ولا من حيث العتاد العسكري البحري والجوي.اللهم سوى ماكان عام 1991 في عملية عاصفة الصحراء والعام 2003 اثناء الغزو الامريكي للعراق.
لايمكن الفصل بين هذا التحشيد الامريكي في المنطقة ومايحري في افريقيا المنتفضة على ذاتها اولا وعلى عقود من الاذلال والنهب لثرواتها من الدول الاستعمارية ، وكذلك الحرب الدائرة منذ عام ونيف في أوكرانيا .
من يظن أن الامريكي جاء بكل هذه القوات الى الخليج العربي والبحر المتوسط ليحارب حزب الله او سورية او الحوثيين هو مخطئ .ومخطئ ايضا من يعتقد بأن الأمريكي سيحارب الروسي ويشغله في سورية بهذه القوات غير المسبوقة
لأن أية مواجهة مباشرةعسكرية في أية منطقة بالعالم بين الروسي والأمريكي سينتج عنها حرب عالمية مدمرة للدولتين معا وللعالم كله ولن تبقى دولة خارج الصراع والتدمير
اذتدرك الدولتين ان التدمير سيكون متبادلا مؤكدا لامتلاكهما أسلحة دمار شامل ذرية ونووية.لذلك تلجأ القوى العظمى لتفادي المواجهة المباشرة باتباع سياسة الحروب بالوكالة .
اذا لماذا هذا التحشيد الامريكي؟
الهدف والعين الامريكية على ايران …ولأجل ايران
الهدف الثاني..منع دول الخليج من التمرد على السيد الامريكي الذي يؤمن بنظرية أحجار الدومينو .فعندما تسقط دولة واحدة من المسبحة الامريكية سيعقبها حكما سقوط باق الدول وتحررها خاصة بعد الانهيار الدوميني لأنظمة الحكم الموالية للغرب الامريكي في افريقيا.
الخطر الاكبر على سورية دولة وشعبا وأرضا يتمثل بالمحتل التركي تاريخيا .بالاضافة الى الخطر الامريكي المباشر وغير المباشر عبر الاحتلال والحصار والعقوبات الجائرة غير القانونية احادية الجانب.
العالم اليوم يغلي في طنجرة بخار مازالت حتى اللحظة متماسكة قادرة على النفيس لكن لا أحد يستطيع الاطمئنان الى قدرتها على التحمل دون الانفجار المدوي)
(لتبقى العين السورية على التركي )
برهان شعبان
باحث ومحلل سياسي