من عاصفة السوخوي الى عاصفة التنين .. ولكل مرحلة عاصفة !! ..
نارام سرجون
الفرق بيننا وبين خصومنا هو اننا اكرم منهم وارفع منهم اخلاقا .. ومهما بلغ احتقارنا لهم لعمالتهم فاننا نمر بلحظة شفقة كلما عددنا لكم خيباتهم … صدقا اننا نشفق عليهم رغم نذالتهم .. فكم وصلت قلوبهم الى حناجرهم في سنوات الحرب .. وكم كان خصومنا يستعدون للاحتفال بالنصر في كل يوم فتأتي الضربة الموجعة لهم في اخر لحظة وهم يتوقعون وصول خبر السقوط المدوي للنظام الذي حاربوه .. بدأت الخيبات منذ لحظة وعد اردوغان ان صبره قد نفذ وانه سيصلي بهم في الجامع الاموي .. والى الان لم يصل الرجل ولو ان سلحفاة انطلقت من استانبول الى دمشق لوصلت في سيرها الى القطب الجنوبي عبر دمشق .. ولكن اردوغان لم يصل الى أحبابه ومريديه ولايزال في ادلب وسيغادرها عاجلا ام آجلا .. ثم جاءت لحظة بابا عمرو ومعركة القصير ولم يمن الله عليهم بالفتح المبين ..ثم حدثت لحظة اغتيال الخلية الامنية التي لم تثمر عن اي شيء .. ثم جاءت الفيتوات الروسية الصينية المفاجئة وكانت خيبات اعدائنا يكاد يسمع صوتها في تنهداتهم وزفراتهم وغضبهم وتقطر من كتاباتهم ونزقهم .. وتشكو في صلواتهم مع الاميركييين .. وفي لحظة حاسمة وصل الثورجيون فيها الى يقين اليقين عندما دخلت اميريكا الحرب مباشرة وجاءت بالاساطيل .. وتأكد المؤمنون ان الله قد ارسل ملائكته الاميريكيين لنصرتهم بجنود يرونها بأم عيونهم .. ولكن وقعت المفاجأة ولعب الطرف السوري ورقة الكيماوي ببراعة .. فهو لم يكن يخطط باستخدام السلاح الكيماوي الا كرادع نفسي مع الاسرائيلي .. فالصراع مع اسرائيل لايمكن ادخال اسلحة ذرية او كيماوية بسبب ضيق الجغرفيا وتداخل الوجود العربي والاسرائيلي في محيطها القريب .. حتى اسرائيل لاتستطيع استخدام سلاحها النووي .. فقرر رمي الورقة بشكل مفاجئ .. وتغيرت اللعبة تماما .. وخسر الثورجيون ورقة الكيماوي الحقيرة .. وشرب الاسرائيليون ماء الكيماوي و البراميل الكيماوية بعد ان نقعوها .. وعندما قصفت دمشق تلك القصفة التي ظنها البعض ضربة نووية .. ظن المؤمنون ان الله قد استجاب لهم .. وان ابواب دمشق قد تصدعت ليتدفق منها الفاتحون .. ولكن الله خيب املهم ولم يقدر احد ان يقتحم دمشق .. ثم سقطت ادلب .. وصار الطريق الى دمشق مفتوحا من الشمال .. ولكن ظهر الاسد فجأة في موسكو وعاد بعاصفة السوخوي .. التي جعلت المشروع الامريكي كعصف مأكول .. وفي لحظة حاسمة دخلت تركيا في الحرب مباشرة باسقاط طائرة روسية وكنا نسمع التكبيرات والابتهالات ان روسيا ستخرج من الحرب لان الناتو سيدفع تركيا للحرب .. ولكن اردوغان جفل وتخلى عن ابنائه المؤمنين وتركهم لمحرقة السوخوي وتم تدميرهم في معركة حلب ..خيبات لاتتوقف .. وهزائم موصولة بهزائم .. حتى ان من يراقب الخيبات يتعاطف مع هؤلاء الذين لايعرفون سوى صنع الوهم وصنع الهزيمة ..وعندما سقطت الليرة تحت حوافر الدولار دعا المؤمنون الله ان يكون الدولار هو وسيلتهم للنصر وبساط الريح حيث ستتفكك الحاضنة الوطنية .. ووصلت القلوب الى الحناجر عندما ظهر بعض المجانين في السويداء وهم يسقطون الدولة بالشعارت .. عاد الواهمون الى عادة هضم الوهم ومضغه .. وارتفعت امانيهم فورا .. ولكن في لحظة حاسمة وفي لحظة دقيقة فوجئوا بورقة صفراء ترمى في الصراع .. بالتنين الصيني يدخل المعركة .. فقد ظهر الاسد فجأة في الصين .. في توقيت حاسم وضربة معلم ..الحقيقة هي ان الصين هي التي زارت سورية .. الزائر الصيني للأزمة السورية كان مفاجئا في توقيت زيارته .. كما كان الزائر الروسي بالسوخوي خارج توقعاتهم .. وكما كان دخول حزب الله آخر شيء توقعوه .. ودخول الصيني يدل على ان خصومنا لايعرفون السياسة فقد فهموا ان الصيني يفضل النأي بالنفس وان لايجتاز سور الصين وان الصين العظيمة تتعلم من ميشيل سليمان النأي بالنفس .. الا ان مايحدث الان يكاد يكون الامر تداول ادوار بين الروسي والصيني والايراني .. فبعد ان لعب الروسي الورقة العسكرية .. جاء دور الصيني في الورقة الاقتصادية لتكتمل عملية احتواء المشروع الامريكي .. وكما عاد الاسد بعاصفة السوخوي من موسكو فانه عاد بعاصفة صينية .. ربما هي عاصفة اليوان الصفراء ..وربما لايدري من يتابع السياسة السورية كيف انها ليست سياسة انفعالية بل هي سياسة صناعة الاوراق والادوار .. فالروسي تم جلبه بعد ان تم اظهار المصلحة الروسية في تحطيم مشروح اسلامي في اوراسيا يبدأ من الشرق الاوسط .. وعليهم ان يعرفوا ان الاسد لم يذهب الى موسكوا الا مدعوا بقوة وبحماسة روسية .. فقد لعب السوريون لعبة التوقيت والاقناع بمهارة .. فبعد ان كشفت اللعبة الغربية للروس نية الاميريكيين الاستيلاء على حزام اوراسيا عبر ظهور العنصر الارهابي الاسلامي بيدهم .. صار الروس تواقين للتدخل .. ولم يذهب الاسد الا بعد ان اعطي وعدا بالحسم لصالحه ولو تدخلت اميريكا بنفسها ..واليوم ظن البعض ان الصين لاتريد ابعد من دور الفيتو في مجلس الامن وانها لن تجرؤ على التدخل كثيرا .. ولكن اخطأ اللاعب الاميريكي التقدير بمحاولة قطع طريق الحزام والطريق عبر خط الهند تل ابيب .. وظهر للصينيين ان لااحد في العالم سينقذ حزامهم الا رجل واحد هو الاسد والشعب السوري .. فتمت دعوته بالحاح ولم يذهب الاسد لطلب اي شيء بل ذهب ليستمع الى العروض المغرية لرفع الاقتصاد السوري وتحويل الدولار الى ثور في حلبة مصارعة الثيران حيث سيدخل المصارع الصيني .. ويستخدم اليوان .. ليجلد الثور الاميركي في سورية الذي يدهس الليرة والاقتصاد بحوافره ..وسيفاجأ الجميع اكثر ان وجود اميريكا في الشرق السوري مع قسد صار بنظر الصينيين موجها ضد الحزام والطريق .. وان من مصلحة الصين الغاء الوجود الاميركي وازالة عائق قسد .. كما لها مصلحة في ازاحة المقاتلين التركستان في ادلب لانه عائق محتمل خاصة اذا اراد الحزام ان يتجه الى تركيا ..الحقيقة ان لااحد يعلم كيف سيكون شكل العاصفة الصينية .. هل ستكون اقتصادية ام أكثر من اقتصادية .. ولكن المنطق يقول انها ستبدأ قريبا .. ويبدو ان قدر المنطقة ان تجتاحها العواصف .. من عاصفة الصحراء الى عاصفة السوخوي الى العاصفة الصفراء .. او عاصفة التنين ..الاميريكيون سيخسرون المنطقة الشرقية عاجلا ام آجلا .. فالايرانيون والسوريون والعراقيون والصينيون والروس صارت كلهم مصالحهم تجتمع على اخراج الامريكي من المنطقة .. و تقطيع أذنابه .. فعاصفة السوخوي قطعت أذياله الاسلامية .. والعواصف القادمة ستقطع مابقي له من أذناب اسلامية وكردية انفصالية واقتصادية .. والحصار الغربي وبلطجة الدولار ستتوقف .. لأن الدولار سيتم ترويضه بشكل او بآخر ..لكل عدو عاصفة .. وخزانتنا مليئة بالعواصف .. ولكل عدو عاصفة .. ولن تتوقف عواصفنا الا حيث يجب ان تتوقف .. عند تحقيق حلم هذا الشرق بالحرية والاستقلال من الهيمنة الغربية .. واعادة المنطقة الى أبنائها .. واخراج هذا الويل والدم والحروب والخراب الذي جلبه الاوروبيون لهذا الشرق ..وعلى اعدائنا ان يعدوا دموعهم للبكاء من جديد وان يضيفوا لخيباتهم .. خيبة جديدة .. ومن جهتنا سنرمي لهم المناديل .. ونلقي لهم المسكنات والادوية المضادة للاكتئاب .. فهذه اخلاقنا .. نحن لانقدر الا ان نكون كرماء مع خصومنا الانذال .. وان نواسيهم حتى في بكائهم ..