مقالات

لا يمكن لبني معروف أن يكونوا ضد وطن سلمان الفارسي وأبناء عمومتهم

بقلم ناجي أمهز
منذ انتشار الفيديو للشيخ حكمت الهجري الذي يحرض فيه على مقاومة الاحتلال الإيراني ومليشيات حزب الله كما أسماها، قلت في نفسي حتما الشيخ حكمت الهجري هو تحت التهديد من الإرهاب التكفيري، لأنه لا يعقل أن يحصل خلاف بين بني معروف وإيران بفلسفتها وتاريخها وحضارتها، وخاصة أن سيدنا ومولانا سلمان الفارسي -رضي الله عنه- من إيران، واخواننا الدروز يعرفون أكثر مني بأسرار الدين، أما بالنسبة إلى علاقة الموحدين والشيعة، أنتم نحن ونحن أنتم، وخلافتنا لا تختلف عن (المثل المصري- إذا مصارين البطن (تتخانق) فكيف لطوائف تتعايش مع بعض).
حصل عشرات النقاشات حول الفيديو للشيخ حكمت، كنت أردد دائما، أن بني معروف معروف عنهم الحكمة والعقلانية، وحتما العقال يعملون على تبيان وتوضيح ما يجري، وخاصة أن البيضاء (السويداء) أهلها رغم قوتهم وشجاعتهم ونخوتهم وكرمهم، إلا أنهم محاصرون وعددهم قليل، وكنت أردد انتظروا أنها غيمة صيف وتمر.
لكن بعد تغريدة وليد بيك (أن دروز سوريا أسوة بإخوانهم في كل سوريا يريدون الحرية والعيش الكريم بعيدا عن نظام الاستبداد لبشار الأسد)
توقفت طويلا عندها، وخاصة وليد بيك من اعرف الناس في الشرق عن آلية صناعة النظم، ويعلم كلفة إسقاطها واستبدالها، ويبقى السؤال الكبير ما هو البديل للنظام القائم من إيران حتى لبنان مرورا في سوريا.
وانا اكتب هذا المقال واعرف انه لا يمكن لاحد ان يزايد علي،لانه يوجد من واجه السوريين مثلما واجهتهم عندما كنت أنتمي للتيار العوني، وقد اعتقلت وعنفت، وكدت أن أقتل، ولكن بالختام ماذا كانت النتيجة، لقد تبين أن السوريين كانوا ضحية في لبنان ونحن كنا ضحية، عندما أذكر، كمْ ناضلت كي يعود الجنرال عون إلى لبنان ويصل إلى سدة الرئاسة، وأقارن ماذا فعل الجنرال مقارنة بما كنت أحلم به، اسال ماذا فعلت بنفسي.
كما تبين أن لا علاقة للسوريين بالفساد في لبنان والدليل أنه بعد خروج السوريين، وصل الفساد إلى مكان سرق فيه حتى ودائع الشعب.
وفي هذه الأيام الناس تترحم على زمن التواجد السوري، حيث كانت المهل الدستورية تطبق بمواعيدها من تكليف حكومي وانتخابات نيابية ورئاسية، ناهيك أنه بدأت لغة التقسيم ترتفع بوتيرة كاننا في عام 1976.
لذلك دعونا دعنا نتحدث ببساطة، عندما نقارن كمية الأموال المهولة التي صرفها العقيد معمر القذافي طيلة عقود دون أن يكون هناك في ليبيا بنى تحتية مقبولة، مما حول فيضان عادي يصيب إي بلد في العالم إلى تسونامي دمر ليبيا، ونقارن ميزانية سوريا الضئيلة وما بناه الرئيس حافظ الأسد من بنى تحتية بقيت صامدة رغم الحرب الكونية على سوريا وما زالت تعمل.
وعندما نقارن بين ميزانية العراق وناتج العراق من النفط وإمكانيات الجيش العراقي حيث حل الرابع في ترتيب الجيوش على مستوى العالم، وكيف انهار واختفى وتبخر الجيش العراقي خلال ساعات، وكيف الجيش السوري رغم إمكانياته الضئيلة وعتاده صمد 12 سنة ومستعد أن يصمد أيضا مائة سنة بوجه الإرهاب التكفيري والعدو الصهيوني والمؤامرات الأمريكية ومن معها من العملاء، وأن ينتصر عليهم.
ألا نستغرب كيف استطاع الرئيس حافظ الأسد أن يبني وطنا لا يسقط وجيش لا يهزم بسبب العقيدة الوطنية الصافية في قلوب أبنائه في سوريا.
ثم ما هو البديل للنظام في سوريا.
نحن كنا نشاهد كيف كان الشعب السوري يعيش بأمان الله وأمنه، تعليمه وطبابته وأدويته والمواد الغذائية الأساسية كلها بالمجان، بل كان غالبية الشعب اللبناني وحتى من الأردن ياتون إلى سوريا لشراء المواد الغذائية ذات الجودة العالية، والكثير منهم يرسلون أولادهم للتعلم في جامعات دمشق.
وفجاءة قامت مجموعة تحت شعارات فليسقط النظام وأنها تريد أن تولي عليها أبا حذيفة وأبو جهل، وابا لهب، وأصبح لديهم مفتي اسمه عرعور وشيخ اسمه كركور، والذي كان يشتغل نجارا أصبح أميرا ويريد أن يدير شؤون إمارته، وأمم لا أحد يعرف أصلها من فصلها، ومن أشكالها ولبسها تشعر أنها قادمة من عصر الديناصورات،
وبسبب هؤلاء التكفيريين الذين فجروا المدارس وهجروا العائلات في أصقاع الدنيا، تحولت سوريا التي كانت من الدول الأولى عالميا في إلزامية التعليم ومحاربة الأمية، إلى دولة تتفشى فيها الامية ويوجد بين اطفالها وبعضهم اصبح في عمر الشباب ما يقارب ال 40 % من الاميين.
هل معقول أن يكون بديل النظام في سوريا، هؤلاء المجانين التي محاكمهم تامر بنحر الناس بالسكين وأخذ النساء سبايا في القرن الحادي والعشرين، ولا يفقهون شيئا في السياسة، أو يعرفون بالاقتصاد والصناعة ولا حتى يقبلون النقاش، وتعدد المذاهب.
هل يعقل أن نجد عاقلا واحدا يسيرا خلف هؤلاء الإرهابيين الذين يسيطرون على بعض المدن، بالختام هل سيخرجون دكاترة ومهندسين ومخترعين أم أن بيئتهم لن تنتج إلا المزيد من الإرهابيين.
على كل عاقل أن يدعو الشعب السوري إلى قتال هؤلاء الإرهابيين حتى لو بالحجارة وإلا لن يبقى شيء من سوريا الحضارة ومن شعبها، أصلا كل يوم يعيش هؤلاء الإرهابيون بين الشعب السوري ينتجون المزيد من التخلف، ويدمرون مستقبل شعب وأجيال بأكملها.
بالختام الحقائق واضحة والناس لم تعد تتوقف عند ما يسوق له في الاعلام، الناس اوجاعها اصدق من السوشيال ميديا، والناس في سوريا وحتى في لبنان تحلم بان تعود سوريا كما كانت قبل عام 2011.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى