٢/٢
من يشرع الشذوذ الجنسي ولماذا؟؟
بيروت ؛ ١٥- ٨ ٢٠٢٣
ميخائيل عوض
بداية لابد من معرفة اسباب ظاهرة الشذوذ الجنسي وبيئاتها ومقاصد مروجيها…
بما تقدم يمكن تفسيرها بأحد عاملين؛ اما لحكمة الخالق، وحكمته لإبراز اهمية الرجل والانثى وتأكيدا للقاعدة، او منتج اجتماعي وفي بيئات خاصة ومحددة.
اذا كانت منتج الخالق فلابد من التعايش معها وقبولها والسعي للحد منها ومحاصرتها والتعامل معها بمثابة الاستثناء لتأكيد القاعدة.
وهذه تقتضي رفض تشريعها ورفض تامين الحمايات القانونية والتشريعية لها ومحاصرتها وترذيلها وعزلها ومنع الدعاية لها ومنع تزيينها ومواجهة مخططات تسويقها لتعميمها.
اذا ثبت انها منتج بيئات وظروف بعينها يمكن محاصرتها واجهاضها وتحرير البشرية من مثالبها.
وذلك عبر وسيلتين العلم والحث على اكتشاف مسبباتها والجينات المسؤولة عنها ومداواتها، وعبر العلم والعمل بالسعي لإعادة صياغة التوازنات الطبقية والاجتماعية ومواجهة الحفنة الفاجرة التي نهبت وتنهب ثروات البشر ومنتجاتهم وتتقصد حرمان شعوب وامم ومجتمعات من حقها بالحياة الكريمة ومن تحقيق انسانيتها وغايات الخالق والانسان بالعدالة الاجتماعية وتامين البشر بتوفير حاجاتهم المادية والروحية، وهذا جهد تشترك به الانسانية جمعاء وبكل حال جار في الحرب العالمية العظمى المشتعلة على مسارح مختلفة وممتدة على وجه البسيطة وفي شتى مجالات الحياة والحروب وكانت توطنت الحرب في بيئة العرب والمسلمين منذ نصف قرن ومازالت، وبانتقالها الى اوروبا من اوكرانيا وتحولها الى حرب شاملة تتشكل نذر وارهاصات تؤشر الى ان عالما جديدا يولد من رحم القديم الذي هرم وتأكل وبلغ ذروته وتعسفه ومن اواخر منتجاته ثمار العجز بتسويق وتشريع المثلية الجنسية. فالسعي لدفن العالم الانكلو ساكسوني وتسريع ولادة عالم جديد بطابع وبصمات اسيوية وعربية يؤمن الامم والشعوب والاقوام ويعزز حقوقها في الحياة والثروات والسيادات والعدالة العالمية والمحلية من شانها ان تصفي ببيئات توليد الشذوذ وترويجه على الضفتين؛ بيئة الفقر والتخلف واضطهاد المرأة وتجريم العلاقات الجنسية وبيئة الغنى والبطر عند الاقلية الناهبة والجالسة على راس الهرم العالمي بعجرفة وشذوذ.
اما في الدوافع والجهات الساعية الى ترويج وتعميم الشذوذ الجنسي يمكن ضبط المعطيات التالية؛
– هي ذاتها فلسلفة الليبرالية الفردية والاقتصادية التي هيمنت وساقت العالم الى تمركز الثروة وتشريع النهب والحروب والبلطجة وابادة الامم والشعوب، وهي صاحبة نظرية المليار الذهبي، وتسعى لتحقيقه بتحديد النسل، وابتلاء البشر بالفيروسات، والامتناع عن تامين الادوية وتصنيع كل ما يؤذي الانسان والاعتداء على الطبيعة وتدميرها والتسبب بالاحترار، والاختلالات البيئية، وصناعة وترويج الاطعمة الضارة والتي تتسبب بالعقم، وبالحروب النارية وحروب العقوبات والحصارات التي تحجب الحاجات وترفع الاسعار فلكيا، وتخلف المجاعات، ويأتي تشريع المثلية وتعميمها من بين مقاصد تقليص عدد البشر على ظهر الكوكب؛ فزواج الشاذين لا يبني اسرة ولا يؤمن تجديد البشر عبر التلقيح والولادة.
– وتعميم الشذوذ يتقصد عن سبق اصرار وتصميم كسر اهم القيم الانسانية واثبتها واعقدها؛ فأول قيمة يكتسبها الانسان بعد الولادة معرفته لنفسه ذكرا ام انثى. وبكسر هذه القيمة يتحول الانسان الى شيء، يمكن التحكم به وبممارساته وبحاجاته، واولوياته، ما يسهل على الفاعلين تحويله الى رقم ينتج ليربحوا ويستهلك ليجنوا ارباح دون ان يسهم في رفض إجراءاتهم، او التمرد على انماط حياتهم وعلى قيمهم ورفض منتجاتهم التي لا توافق جنسه وقيمه، فالحرب على الرجولة والانوثة والاسرة هي صنو الحرب على الاديان وقيمها وحدودها ومحرماتها وعلى قيم اسيا التضامنية اجتماعيا، وليس صدفة ان قيادة هذه الحروب هي ذاتها ولنفس الغايات، والقصد بتحويل البشر الى قطعان يسهل السيطرة عليها وتشغيلها في خدمة الحفنة والاقلية الباغية والنهابة.
– حاجة القلة لقطعان بشرية بلا قيم وبلا حدود وبلا محرمات وبلا اديان وعقائد تفترض كسر القيمة الانسانية الاولى بان البشر يخلقون ذكرا وانثى ليتكاثروا.
هكذا تفسر الجهود القمعية والارهابية التسلطية التي تمارسها دول في اوروبا، على الاسر وعلى رافضي الشذوذ، وبلغ بها العدوانية والقمع بالامتناع عن تسجيل جنس المولد ذكرا ام انثى عند ولادته واصرارها على دفع الاولاد والفتية وتحفيزهم على ممارسة الشذوذ اولا وحتى البلوغ لاختيار النوع، بذريعة الحرية الشخصية وبفرية اكتمالها بعد التجربة والمعروف ان كثيرا من الشاذين اكتسبوا صفة الشذوذ بعد تعرضهم للاغتصاب مرات ومرات ما يحفزهم على الاستمرار بالشذوذ الجنسي ذكورا واناث.
ففي هذه الاجراءات الجرمية والتعسفية، تكتشف غايات وممارسات واستهدافات المروجين للشذوذ وتتأكد نظرية ان الشذوذ امر يكتسب من البيئات وليس بالضرورة انه من صنع الخالق ولحكمته. والا لماذا منع الاهل والاولاد من تسجيل الجنس عند الولادة ولماذا التحفيز على تجربة المثلية وحتى سن البلوغ ال١٨ ولماذا لا تبذل الجهود والعلوم لتعزيز الذكورية والانوثة عند الاولاد المولودين طبيعيا.. ؟؟ ولماذا قسر العائلات والاسر ومنعها من تربية الاولاد على اديانها وقيمها الاجتماعية والانسانية؟؟ ولماذا تجريم رفض الشذوذ الجنسي …؟؟
تلك الممارسات القهرية والقمعية والمخالفة للطبيعة البشرية تسقط كذبه الحرية الشخصية والحريات العامة والاجتماعية والسياسية وتكشف عسف النظم والحكام وقمعهم وغاياتهم الجرمية.
- ليس امرا عابرا او صدفيا ان الدول والمجتمعات والامم التي التزمت التصدي لأحادية القطب والترويج الليبرالية الاقتصادية المتوحشة والتي رفضت الخضوع والاستسلام للأوامر والتمثل بالنموذج الانكلو ساكسوني هي نفسها التي تتنكب مهمة التصدي لفرية ترويج وتعميم الشذوذ والتفلت من القيم والاديان والمحرمات، وتتركز الجهود للمواجهة وتقودها اوراسيا بمثلثها الذهبي روسيا الارثوذكسية وايران الاسلامية الشيعية والصين الكونفشيوسية والحريات الدينية، وتساندها شعوب الكاريبي وامريكا اللاتينية وافريقيا ودول الجنوب. وتكتسي الحرب والتصدي للعدوانية الليبرالية المتوحشة الانكلو ساكسونية صفة الحرب الشاملة والحرب العقائدية والقيمية وحق الانسان بالحياة وبتامين الحاجات ومنع التدخلات العدوانية القسرية بتقرير خيار الجنس ذكر ام انثى، وبطبائع الحياة وقيمها ومساراتها فالنصر مكتوب للشعوب والمقاومات ويقترب موعد انهيار العالم الانكلو ساكسوني الذي هيمن لأربعة قرون واثخن البشرية والطبيعة بالجراح والتقيحات وربما اعتماد الغرب لأولوية تعميم المثيلة يكون بمثابة ثمار العجز التي تنتجها الشجرة اذانا باليباس والموت.
- تلازم حروب المقاومة في وجه العسف والعدوانية الليبرالية المتوحشة مع مقاومة فرض الأجندات الساعية لازدراء الاديان والاساءة للرموز الدينية والمقدسات والمترافقة مع السعي لإبادة البشر وتقليص عددهم وتدمير الاسر وتحويل الناس الى عبيد يساقون برغبات الحفنة النهابة وتدمير الطبيعة وتغير قيم وانماط الحياة البشرية، امر تفرضه الحقائق والخالق والاديان والشرعيات الارضية والدينية والقيمية، وباتحاد البشر وسعيهم للارتقاء في انماط حياتهم وتشكيلاتهم الاجتماعية والمجتمعية يسعون الى العصر الثالث للحضارة البشرية بعد ان استنفذ العصر الثاني الذي دشنته واطلقت عفاريته معاهدة وستفاليا ١٦٤٨ ميلادية .
وعليه يفهم ويفسر الجاري في العالم وعلى وجه الكوكب كمرحلة مخاض قاسية تستوجب الولادة القيصرية الجارية والحقائق والمعطيات تقطع بان النموذج الرأسمالي في حقبته المتوحشة والليبرالية قد استنفذ القدرة على الاستمرار والترقيع وتضرب دوله ازمات هيكلية وبنيوية اقتصادية وسياسية وهوياتيه وانماط حياة بلغت رفض العلاقات الجنسية الطبيعية لاستبدالها بالشذوذ، وشتى المجتمعات الانكلو ساكسونية ودولها تبدو لأزماتها قابليات الانفجار وتسارع الانهيار، ما يبشر بولادة العالم الجديد ونظامه المختلف، الاقدر على ادارة الحياة البشرية بلطف وتفاعل وتبادل المنافع وحماية الطبيعة وتامين الانسان وتحقيق حاجاته الروحية والمادية والحفاظ على خاصيات البشر والمجتمعات والهويات ومساعدتها على تحقيق ذاتها والتفاعل مع الاخرين باحترام واقرار بالحقوق والخصائص.
هكذا يبدو العالم والبشرية في حقبة الاضطراب والمخاض ولا ينتقص من حقوق البشر وسعيهم الى الحرية والحياة الكريمة ان الاقلية المهيمنة والمازومة تبذل اخر واخطر عدوانيتها بحق الجنس البشري بمحاولاتها تشريع وتعويم المثلية والشذوذ الجنسي وفرضها كقيمه انسانية ومن طبائع البشر قسرا وعدوانا وبما يخالف الطبيعة البشرية ذاتها.
جهود لن يكتب لها النجاح ومحكومة بالسقوط وخسارة الحرب فلن تستقيم الحياة البشرية الا على طبائع الخلق وحقائق وقيم الحياة وعلى عامودي تجديد البشرية الانثى والذكر، وقد وهبهم الخالق والطبيعة الحق بممارسة الجنس والتلقيح والولادة من ذكر وانثى لا من ذكرين او انثيين.
الحياة تقوم وتستمر وتتجدد على ثنائية الذكر والانثى والرجل والمرأة ولن تقبل ثالثة بتكريس وتعميم الشذوذ الجنسي بديلا وطريقا لإفناء البشر.
احفظوا اولادكم واحفظوا اسركم وتمسكوا بقيمكم وعاداتكم وعقائدكم الحميدة.
البشرية ليست على عتبة الموت والفناء انما الرأسمالية واقتصادها الحر وليبراليتها العدوانية والمتوحشة هي من دخل طور الموت والفناء غير مأسوف عليها وعلى مثالبها وجرائمها.
تستمر الحياة وتتجدد وترتقي بالعلاقة بين الذكر والانثى، هكذا بدأت وهكذا ستكون وكل طارئ زائل.