سلسلة ثقافة الأدب الشعبي (ج / 14) وثيقة إحياء الأصالة عن تراث
الباحث الثقافي وليد الدبس
ثقافة الأدب الشعبي و علاقتها بالثقة في النفس
عندما يعيّ الإنسان تركيبته المشاعرية في حواسه يكون قد أتصل بعمق إنشائيته الشخصية بداخله
وعندما يعتمد ميزة المحاكاة الذاتية كحوار مكاشفة يكون قد بلغ إمكانية مقدرة التحكم بتحديد الذات وقدرة المساهمة في بناء الشخصية إعتمادا على الطاقة وصلا بالمساحة الذهنية و ربطاً بالنضوج المكتسب وهذا الأمر يرتبط مباشرة بوعيّ الإستعاب للكلمة المدخرة ربطاً بالحاسة الوجدانية التي تحول الكلمة إلى شعور – و هذا يعني أن الإنسان قائم على مركبِ مزدوج فاعل منبثق عن الكلمة التي تحدد شخصيته وفق بلاغتها ومنتجة لطاقة الثقة بالنفس المتصلة بعمق الضمير الحيّ أما عن الوجه الآخر لهذه الحقيقة من قوة الثبات الذاتي فهو يتمثل بضعف البنية النفسية في تكوين الشخصية ومبعث الضعف النفسي يأتي من القحط الفكري الحاد الناتج عن الجفاف العقلي المتأثر بالمحل الثقافي العام.
ومن هنا تتكون الخلية السرطانية القاتلة لجسد المجتمع وتنشأ ثغرة نمو الجريمة من زاوية الإنطواء على الضعف لتشط بحثاً عن أي فجوة تؤدي إلى مظاهر القوة الوهمية التي تتحقق بالإعتمادعلى دعم مستثمر الضعف المكبوت في هوة الفراغ الثقافي والأخلاقي الملونة بالرمادية، والقابلة بغطاء التلون بالحرية المعطاة مقابل التوجه إلى المسار المرسوم والمؤدي إلى لا خيار العودة عنه بتأكيد الإنخراط في مسلك القوادة والعمالة والخيانة وفق الإتفاق على دعم صناعة شخصية الضعف النفسي في مصانع التبعية والعبودية المنتجة لأدوات الإنحراف –
.
القراءة التحليلية لهذا المشهد الإنقسامي المجتمعي
بداية كيف لنا أن نتصور إرتهان الإنسان للإنتحار الذاتي
يبدأ من إرتهان حياته مقابل الأجر السهل المنال عطاءً والبعيد عن ميدان الإحتراف المهني المفقود الإبداع، ليختصر المقابل بالطاعة للإملاءات المفروضة منهاجياً، فمن لا يجيد الإبداع المهني لا يستحق العطاء بلا مقابل وهنا يختصر الأمر بفقد المنطق المتصل بقوة الشخصية بالإضافة لضعف عامل نفسي مفتقر للثوابت الإجتماعية المتصلة بقواعد التربية والتعليم وصلاً بثقافة الأعراف القائمة على مركزية المنطق المنبثق عن بلاغة الكلمة ،
و هنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الفلسفة غير معقدة ولا تحتاج إلى قدرة التركيز لحفظ المفردات البحثية فيها إنما هي مختصرة على ربط إستقلالية الشخصية الفردية بضوابط العلاقات الإجتماعية الجامعة لقانون الأعراف.
وجميع هذه الحيثيات متسقة بالكلمة المتصلة بالإحساس بدءً من حاسة السمع و مروراً بالوعي ووصولاً للإستعاب، فرغم تعقيد الشرح نسبياً على الذين لا يدركونه شعوراً إلا أنه سهل الفهم من خلال الإستقصاء بقصد الإطلاع.
فبالعودة إلى جوهر الطرح البحثي المذكورأعلاه، والمراد فيه الإشارة إلى رابط الكلمة بقوة الشخصية ورابط الثقة بالنفس بقوة إستعاب الكلمة وتبني المعتقد.
فالكلمة مشكاة تنبعث منها الطاقة البصيرية الروحانية التي تنتطلق إلى أفق الخيال الإبداعي الواسع التأمل لتستنهض ما لدى الإنسان من قدرة إثبات وجود إبداعي في مفاصل الحياة حسب الميول إلى جهة المشاركة التي تغنيه بميزة الإنفراد وتكسبه إستقلالية الشخصية بحرية إختياره لنمط بناء الذات ربط بمحيطه الإجتماعي بتوافق المساحة الذهنية مع إمكانية تطوير المضمون الذي يتنامى بالمساهمة في بناء الإنسان المعد ثقافياً.
وبالعودة للوجه الآخر لصورة إنعدام التركيبة الشخصية على قاعدة الثقة بالنفس للإنسجام بالطبيعة الإجتماعية يكون الإنسان قد حكم على نفسه بدخول دائرة الفراغ بمطلق حرية الإختيار هروباً من ضابطة إلتزام أخلاقي وتقبل برحابة صدره إقتياده إلى مسلك جريمة منظمة نتيجة عجزه عن مناظرة الآخر بقانون الإختلاف الطبيعي في وجهات النظر كواقع يضبطه الإحترام المتبادل بينهما ويحكم المنحرف على نفسه نهاية الإنتحار الذاتي طوعاً نتيجة معاداته للمجتمع الذي تكفل حمايته بوازع إنساني و نتيجة تبعيته بهدف تحقيق أحلامه بأداة الجريمة التي يمليها عليه مقتاده كوسيلة لنهايته المحتومة قتلا إمابحكم العدالة أو في ميدان الجريمة وإما بيد مستثمره
الباحث الثقافي وليد الدبس
…يتبع
💐🌿 تحية كواليس🌿💐
مرة اخرى يستعرض “الاستاذ وليد الدبس الشاعر والأديب الشعبي، عضو الأمانة العامة للثوابت الوطني في سورية، عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون” اهمية التنمية الثقافية والادب الشعبي في صناعة المستقبل اعتماداً على تاريخ يتوارث قيمه وآدابه ليضيفها مجداً مكللاً بالاصالة ومتانة الانتماء ورسوخ المباديء لينتقل اليوم علاقة ثقافة الادب الشعبي بالثقة بالنفس وما لهذه الثقة من قوة التأسيس لشخصية قوية حرة كريمة قادرة على بناء المجتمع الصالح والسليم بعكس ضعف هذه الثقة التي تأخذ صاحبها بين امواج ضعف الشخصية وفقدان الحرية وجعل صاحبها يباع وبشري يكذب ويخون وتأخذه امواج الضياع هذه إلى حيث لا يدري فإذا به بلا لون ولا سمة ولا هوية
هذهبعض من بحث الاستاذ وليد الدبس الذي نحتاج لقراءته لاكثر من مرة حتى نستطيع لملمة جواهره المتقنة اماكنها والتي تضيء لنا معني الكلمة والتي بقدر ما تكون قوية وواضحة وفي مكانها بقدر ما تحفر لنا حروفها طرق الثقة التي تجعلنا ملوك انفسنا وقراراتنا التي تصب اولاً وأخيراً في مصلحة انسانيتنا السوية الواثقة والملتزمة.
فاطمة فقيه