تحقيقات

هشام شربتجي.. ينسج برحيله آخر حكايات بطل من هذا الزمان

خفت ضوء الدراما السورية برحيل بطل زمانها ومرآة ماضيها الذي صور أسرار مدينته بكاميرا كان مديرها على مدى أكثر من أربعين عاماً، ليذكرنا بأيامنا الحلوة من خلال لوحات رسخ من خلالها مفهوم البهجة والفرح، تاركاً في تاريخ الكوميديا السورية نجوماً سطع ألقها، لتبقى أعماله خالدة في مذكراتنا السابقة، وأحلاماً تراود أزماتنا العائلية.

وشيع جثمان المخرج الراحل هشام شربتجي الذي وافته المنية بعد ظهر أمس عن عمر ناهز 75 عاماً من مشفى جمعية المواساة الخيرية، ليصلى على جثمانه في جامع المزة الكبير، مودعاً مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين قبل أن يوارى الثرى في مقبرة باب الصغير “ماوردي” بدمشق.

وودعت الدراما السورية والعربية أحد أعمدتها وصانع نجومها الذي زين جدران متحف الكوميديا السورية بأجمل اللوحات التي مازالت عالقة في ذاكرة الأجيال، تاركاً حقبة تتغنى بمخرج حفر اسماً عميقاً في تاريخ الفن السوري وذاكرة الدراما التلفزيونية والإذاعية.

وبكلمات مؤثرة عبر رفاق الدرب ونجوم الدراما السورية عن مدى حزنهم برحيل مبدع ترك في مخيلتهم مشواراً طويلاً من الذكريات، حيث عبر عدد من الفنانين خلال تواجدهم في تشييع الراحل عن حزنهم بخسارة قامة كبيرة وإرث فني عظيم.

معاون وزير الإعلام أحمد ضوا قال في تصريح لـ سانا: “إن الدراما السورية خسرت برحيل المخرج الكبير هشام شربتجي أحد أعمدتها الأساسية الذي كان له باع طويل في إخراج أهم أعمال الدراما التلفزيونية والإذاعية التي مازالت خالدة في ذاكرة الأجيال، وإن رحيله خسارة فنية وطنية كبيرة”.

رئيسة فرع دمشق لنقابة الفنانين تماضر غانم أشارت إلى أن الدراما السورية خسرت مخرجاً كبيراً وإنساناً طيباً صنع البهجة والفرح، وترك أثراً قيماً وفراغاً كبيراً لن يعوض.

مدير المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد أوضح أن المخرج شربتحي كان قامة كبيرة لها حضورها وعلامة فارقة في الدراما السورية، حيث كان صاحب مشروع وأحد الداعمين للكثير من المواهب الشابة، وأطلق الكثير من النجوم، ولاسيما ضمن المشروع الذي تميز به سواء في الدراما الكوميدية أو الاجتماعية.

صاحب مدرسة درامية مميزة وإنسان مميز ومخرج كبير، هكذا وصفه الفنان زهير عبد الكريم الذي عمل معه في العديد من الأعمال التي ما زالت تشاهد بشغف إلى الآن، ومنها يوميات مدير عام، لافتاً إلى أنه كان صانع النجوم في كل مجالات الفن، واصفاً رحيله بالخسارة الكبيرة ليس للوسط الفني فقط وإنما لسورية وللوطن العربي.

رفيق دربه لأكثر من ثلاثين عاماً المخرج المنفذ والمونتير سليم شامية، قال: “كان إنساناً حنوناً ومحباً جمعتنا الكثير من الأعمال الدرامية المميزة، حيث كان يخرج ما بداخل الممثل ويدخله في الحالة قبل تصوير مشاهده، ويركز كثيراً على أدق التفاصيل، مدخلاً الابتسامة إلى كل من شاهد أعماله”، لافتاً إلى أن مدرسته كانت كوميديا الفارس السهل الممتنع، إضافة إلى براعته أيضاً في إخراجه للأعمال التراجيدية.

ترك رحيله أثراً كبيراً ليس عند الوسط الفني وإنما لدى الجمهور السوري والعربي ويمتلك مكتبة كبيرة في الدراما ومرجعية مهمة للأجيال القادمة، حيث سيبقى خالداً في قلوبنا جميعاً.. هذا ما قاله الفنان طارق مرعشلي في وداع المخرج القدير.

الفنان محمد حداقي أشار إلى أن المخرج الراحل كان ذا أثر لا يغيب في تطور الدراما السورية الكوميدية والتراجيدية، وعزاء الدراما في مسيرة ابنته المخرجة رشا شربتجي التي نهلت من خبرته الفكر النير والنظرة المميزة في الإخراج بالرغم من اختلاف مدرستها الإخراجية، إضافة إلى أنه صنع الكثير من الممثلين والمخرجين والكتاب، موضحاً أن الراحل أضاف له على الصعيد الشخصي خبرة ظهرت في مشواره المهني.

منقول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى