ساحة النور تخنق طرابلس وشاغلوها باتوا عبئاً على الثورة – محمد خالد ملص
تزداد معاناة الطرابلسيين يوماً بعد يوم، حيث لم يعد العبور في شوارع طرابلس أمرًا سهلًا أو حتّى عاديًا، فبعد المخطط العشوائي الذي نفذته بلدية طرابلس من تضييق للطرقات وتوسيع للارصفة، باتت المدينة اشبه بموقف للسيارات. ساعات طويلة يقضيها المتنقل في ارجاء المدينة وشوارعها ، نتيجة ذلك المخطط الخنفشاري. لكن ما زاد الطين بلة، كان اغلاق ساحة النور، بعيد اندلاع الحراك الشعبي، حيث تحولت الساحة لايام طويلة وجهة للمعتصمين، وسرعان ما تحولت الساحة الى مساحة مغلقة ادت الى خنق المدينة اكثر فأكثر .
ما يزيد عن 4 أشهر مضت على اغلاق ساحة النور، الساحة التي تعتبر ملتقى ومخرج لمعظم شوارع طرابلس، باتت اليوم مقفلة بكامل مساربها واتجاهاتها بالعوائق الحديدة والاسمنتية ، وهو ما حولها من ساحة مركزية للمرور الى مساحة مغلقة بشكل تام.الغريب في الأمر ان أحداً لم يعرف من اتخذ القرار باغلاق الساحة وتحويلها الى ما يشبه المسرح الكبير. وحيث اختفى منها المعتصمون وباتت تشبه الحديقة العامة يتجول بها أصحاب البسطات وبائعو القهوة والمأكولات، بالاضافة الى المقاهي العشوائية التي باتت تنتشر في الساحة وعلى جوانبها وارصفتها.
هذه الحالة التي لم تعد مرغوبة ومقبولة من قبل معظم ابناء المدينة ، دفعت بالعديد من الطرابلسيين الى رفع الصوت والمطالبة باعادة فتح الساحة وعودتها الى سابق عهدها. الاصوات المعترضة، تؤكد ان مطلبها اليوم هو ضرورة ايجاد حل لساحة عبد الحميد كرامي المغلقة منذ بدء الحراك إسوة بباقي الساحات والطرقات ، وذلك انطلاقاً من قرار قيادة الجيش القاضي بفتح كل الطرق بهدف استعادة التواصل بين مكونات الوطن”، وبالتالي التخفيف من وطأة عجقة السير التي تخنق المدينة وروادها، وثانياً لانقاذ اصحاب المحلات التجارية المحيطة بالساحة ، التي تأثرت حكمًا بواقعها الجديد، وفيما اقفلت معظم المحال ابوابها لا يزال البعض الآخر يصارع من اجل البقاء، وهي تتكبد الخسائر الاقتصادية يومًا بعد آخر.
صرخة الاعتراض، بدأت تعلو في طرابلس، وخصوصاً من التجار واصحاب المصالح والمحال التجارية، وهم يحاولون بشكل يومي التواصل مع الجهات المعنية في المدينة، علهم ينجحون في اعادة رفع الضرر الذي لحق بهم جراء اغلاق الساحة ، منذ قرابة الاربعة اشهر، وما تبع ذلك من خسارة مادية لحقت بمحالهم التجارية وهو ما يؤكده احد التجار المتضررين بالقول:” أن وضع الساحة لم يعد مقبولاً، خصوصاً وانها فرغت من الناس وتحولت الى قهوة عامة، وبالتالي لم يعد مقبولاً ما يجري”. إغلاقها لم يقتصر على الدائرة التي تضم ساحة النور، بل تعداها الى بعد الشوارع اوالطرقات الرئيسية ،لتصبح المساحة المقفلة والمعطلة اكبر وابعد من ساحة النور فقط.،
لا شك أن ما بات يعانيه المواطن الطرابلسي اليوم لم يعد يحتمل، وبالتالي بات المطلوب ان تتحرك الجهات المعنية بشكل سريع علها تستطيع ان تنقذ ما تبقى من محال ومؤسسات تجارية تصارع من اجل البقاء، ليس ذلك فحسب، بل ان ما تعانيه طرابلس من عجقة السير واختناق الشوارع بالسيارت لم يعد يحتمل ، فساحة النور هي شريان طرابلس الحيوي، ونقطة وصلها مع محيطها، ولا يجوز أن تبقى مقفلة ، فهل سيسمع نواب طرابلس وبلديتها صرخة ابناء المدينة ويعيدون فتح الساحة، أم ان هناك قرارا اكبر واقوى من هؤلاء المسؤولين سيبقيها مغلقة الى ماشاء الله ؟؟