مقالات

أنتقل المشهد من غزة إلى رفح ويجب الرد بالنار

التفاوض لا يقل أهمية عن خطط الحرب.

فكما يخطط للحرب العنيد المفاوض القدير يضع خطط لإيقاع المفاوض الخصم في كمائن يخطفه فيها كما يخطف الجندي أسير حرب ويضعه في مكان لا يستطيع بعده التفاوض بقوة لأنه بذلك قد سلبه الورقة الرابحة التي كان يفاوض بها. هذا ما حصل مع المفاوض المقاوم الذي وصل إلى أعلى مستوى من الصبر والثبات على المطالب وعندما تيقن العدو أو تهيئ له بأن المقاومة لا تستطيع قبول بنود الهدنة نظرا” لما تتضمن من مطالب هي بالأساس ليست بمستوى ما يريده المقاوموالمفاوض الذكي قلب الطاولة بلحظة لم يتوقعها العدو وهي أشتداد التهديدات ووضوح المعطيات عند المقاوم بأن النتنياهو لن يستوعب هذه اللعبة فهو الفاشل بكل شيئ قامت المقاومة بالقبول بهذه البنود وأعلنت موافقتها بالوقت الذي قرر مجلس الحرب الإسرائيلي حربه على رفح فأتت نتيجة هذه اللعبة الدبلوماسية الذكية من المقاومة بتعرية هذا العدو ليس أمام العالم فقط إنما امام مَن يقوم بالوساطة معه مثل قطر ومصر وأحرجهم ولم يعد امامهم سوى التخلي عن نتنياهو هذه الشخصية النرجسية الذي اتخذ قرار الحرب ونقل مشهدية غزة إلى رفح. بعد السقوط الثاني للعدو من خلال دبلوماسية التفاوض وهزيمته كما سقوطه الأول وهزيمته العسكرية في غزةيدرك الجميع وتحديدا” في داخل الكيان الغاصب وحالة الإنقسام العامودية التي تهدد أنهياره بنفسه بعد تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر بات من الواضح بأن نتنياهو يعمل بشكل شخصي في إكمال هذه الحرب فهو على قاب قوسين او أدنى من دخول السجن ومن المحتمل أن يصنف رجل الأجرام الأول وتقديمه إلى محكمة دولية بتهمة مجرم حربوهنا على المقاومة التي وجهت الضربة القاسمة في دبلوماسية التفاوض ورمت أرضا” هذا العدو، عليها فورا” الرد على إجتياح رفح بالنار ليعلم هذا العدو بأن المقاومة كما تحارب بكرامة تفاوض بشرف ومَن غدَر بالتفاوض هو عدو لا يعرف الكرامة وبعيد كل البعد عن الشرفومَن يراهن على أن ضغوطات تمارس على محور العزة والكرامة بالتخلي عن مساندة الأخوة الفلسطينيين بعد دخول رفح هو واهم وغير مدرك بتاتا” بأن هذه القضية هي (الأم) وبأنها تساوي( وجودنا) اليوم وبعد جنون هذا العدو بقصف رفح المقاومة هي أقوى بكثير ومتماسكة بشكل أكثر عما سبق من العراق إلى اليمن ولبنان الذي يقوم بما تعجز عنه دول ويكبد العدو خسائر لا يتجرأ على البوح بها خوفا” من الأنقسام اكثر داخل كيانه المتهالك ودخول البحرين في محور المقاومة وصمود سورية العزة وثبات الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعم هذا المحور والتي تعتبر فيه عصب هذا المحور كما سورية التي كانت وما زالت حاضنة محور المقاومة هذا التطور الذي ذهب إليه نتنياهو في حربه ستكون رفح نهاية هذا الكيان الغاصب

نضال عيسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى