(التيار الكهربائي)..قصّة ابريق الزيت…!! عثمان بدر
مسكين هو المواطن اللبناني عموماً والشمالي خصوصاً والطرابلسي على وجه التحديد انه ضحية اختلاف السياسيين واتفاقهم على حدٍ سواء,فان هم اختلفوا فانه يدفع فاتورة خلافاتهم قلقاً وقلّة راحة بال وفقدان للامن والامان والطمأنينة وغلاءً في اسعار المواد التموينية والسلع وان هم اتفقوا فانما يتفقون على لقمة عيش عياله والوسائل آلايلة الى سحبها من افواههم ولعل السبب واضح وضوح الشمس في السماء وقت الظهيرة وهو ابقاء الفقير فقيراً كي يظل تابعاً وملحقاّ ومرتهناّ بيد هذا”الزعيم” او ذاك (المسؤول) ويزداد الغني غنىً بعيداً عن العدالة الاجتماعية و بقية المفردات الاخرى التي ما عاد لها اي وزنٍ في مكاييل السياسيين الذين يبحثون ويتفنون في افقار الناس…
بالخوض في تفاصيل المشكلات اليومية التي تواجه المواطنين اللبنانيين في شتّى المناطق نحتاج الى “موسوعات” و”موسوعات” لعدّها وحصرها,غير ان المشكلة الابرز والاكبر التي تأتي في المرتبة الثانية بعد مشكلة شظف العيش والاوضاع الحياتيّة والمعيشيّة المتردّية مشكلة “التيار الكهربائي” التي ولا شك انها تتأثر بشكل او باخر بالمجريات السياسية وبحالة التجاذبات وبالصفقات والسمسرات والتي يدفع المواطن المسكين ضريبتها الباهظة والمكلفة,فما ان يحصل تحسّن نسبي في حال (التيار) يفرح به المواطنون و يهلّلون له ويكّبرون حتى تحصل انتكاسة ما على وضعه تعيدهم الى نقطة البداية وكأن ما يعاني منه هؤلاء الفقراء من مشكلات لا يكفيهم حتى تتفاقم هذه المشكلة المستعصّية ما يفرض على المواطنين من الفقراء ذوي الدخل المحدود ان يناموا ليلهم دون (كهرباء) مستعينين على طرد الظلام ب”الشمع” او”القناديل” التي بطُلت عملتها من بقية دول العالم بمن فيها (مجاهل افريقيا) من سنين طوال.
وكما هو معلوم ان الفقراء لا يملكون الاموال اللازمة لتسديد نفقات احتياجات عائلاتهم خاصّة في ظل الازمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد نتيجة شبه الشلل الذي يضرب جميع المرافق جرّاء (الثورة)،فانّى لهم ان يمددوا خطوط اشتراك من “المولدّات الخاصّة” خاصة وان سعر ال ” 2 امبير” يصل في غالبية المناطق الى 75 دولاراً امريكياً ما يعني ان بعض المواطنين يدفعون فاتورة “الكهرباء” مرتين احداهما للدولة والثانية لاصحاب المولدات.
الواقع ان هذه المشكلة التي بات واضحاً انها مفتعله لغايات واهداف لا يعلمها الاّ الله والراسخون في العلم واصحاب الصفقات بات من الضروري حلّها تحت كل الظروف وبكل الاساليب الممكنة وغير الممكنة لا سيما وانها تلقي بظلالها المقيتة والاليمة على جموع المواطنيين،لا سيما وان الحلول التي يتم طرحها بين الفينة والفينة هي حلول شكليّة ومؤقتة وليست جذريّة،فالمواطنون الذين بدأ بعضهم في غالبية المناطق التي تتعرّض للتقنين على التقنيين بتحركات سلمية ولايعلم الا الله اذا كانت ستظل سلمية ام لا يعرفون ان مشكلة (الكهرباء) لوحدها في اي بلدٍ يحترم انسانية مواطنيّه كفيلة بان تٌسقط حكومات ووزارات وهم يتطلّعون الى يوم يصبح فيه (التيار) 24 على 24 ساعة….؟