الحكومة قريبا ..وتوتير الشارع رهن قوى سياسية .. عمر ابراهيم
في الوقت الذي تتكثف فيه الاتصالات السياسية لتذليل كل العقبات امام ولادة حكومة الرئيس المكلف حسان دياب ، يبدو ان هناك شبه اقتناع من قبل المعارضين له بعدم جدوى اللجوء الى الشارع او التلطي خلف الحراك المدني الذي يواصل تحركاته الميدانية الخجولة نوعا ما مقارنة مع بداية ” الانتفاضة”.
على صعيد تشكيل الحكومة يبدو ان الرئيس المكلف مصر على تقديم نفسه كمستقل وهو يعمل حتى هذه اللحظة بهذه الروحية رغم الضغوط التي يتعرض لها من بعض القوى السياسية التي تسعى الى فرض توزير اسماء محسوبة عليها او اخرى قريبة منها، وهو ما يرفضه دياب المصر على حكومة اختصاصيين للخروج من المأزق الذي يمر به البلد وتأمين الغطاء الشعبي والدولي لها.
ويبدو ابضا ان دياب قد نجح حتى هذه اللحظة في ترجمة ما وعد به بعيد تكليفه وذلك من خلال المسار الذي يسلكه على خط تشكيل الحكومة والعناد الذي يبديه امام ما يتعرض له من صغوطات يبدو انها ستتضاعف في الساعات المقبلة التي تسبق إعلانه عن التشكيلة الحكومية والمفترض ان تتأخر الى الأسبوع المقبل في حال لم يطرأ اي تعديل او تحصل تطورات داخلية او خارجية تؤجل ولادتها او تفرض عل دياب الاعتذار والعودة بالبلد الى نقطة الصفر.
تزامنا مع ذلك يبدو ان الشارع المنتفض منذ اكثر من شهرين قد أعطى نفسه فترة استراحة وهو ما تجسد بتراجع التحركات بعد فورة التكليف والتي شملت قطع طرقات واطلاق رصاص والقاء قنابل قبل ان تهدأ بضغوط سياسية خشية انزلاق البلد الى فوضى لا يرغب احد بها او ربما لا يوجد قرار دولي لها.
ووفق المعلومات فان ” الحراك المدني يعمل على خط تفعيل تحركاته السلمية ومواصلة الضغوط من خلال اعادة تزخيم الساحات والتركيز على تنفيذ اعتصامات بعيدا عن قطع الطرقات بشكل عشوائي”.
وتضيف المعلومات ” ان قوى سياسية كانت تدعم هذا الحراك في بعض المناطق تدرس إمكانية الانخراط مجددا او إعطاء الرئيس المكلف فرصة بعدما لمست خطورة النزول الى الشارع وانعكاس ذلك على وضع البلد الذي لا يحتمل أية مغامرة ولا صدمات قد تؤدي الى انهياره بشكل كامل “.
وتختم المعلومات ” ان بعض قيادات الحراك الممتعضة من محاولة استغلال الثورة من قبل بعض القوى السياسية او شيطنة التحركات من خلال اعمال الفوضى والشغب، تدرس الخطوات التي ستقوم بها قبل وبعد تشكيل الحكومة، الا اذا جرى خلط أوراق وعادت القوى السياسية لتحريك شارعها ما قد يجبر هؤلاء الى الانكفاء كما حصل قبل ايام في وسط بيروت”.