عيد عكار يتحول الى فاجعة.. بأي ذنب يُقتل الشباب؟… نجلة حمود
ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى سقطوا في حادث سير مروّع على طريق عام الكويخات – التليل. الفاجعة التي ألمت ببلدتي السنديانة ووادي الحور هي فاجعة كل العكاريين.
لكن ليكن معلوما أن ضحايا آل علمان وآل حمزة هم ضحايا اهمال الوزارات، ضحايا سمسرات المتعهدين، ضحايا اهمال السلطة المحلية في المطالبة والمتابعة، ضحايا السكوت عن الحق، ضحايا سياسة الخضوع والخنوع، ضحايا الوزراء الفاسدين الذين اعتادوا زيارة المحافظة في جولات لا تغني ولا تسمن من جوع، ضحايا تسخير الوزارات لغايات واهداف سياسية خاصة.
أين حصة عكار من وزارة الاشغال؟؟ أين حصة اكبر المحافظات اللبنانية من وزارات الدولة؟ أين وكيف تم صرف 22 مليار دولار في عهد وزير الأشغال يوسف فينيانوس؟ الا تذكرون القسمة الطائفية السياسية البغيضة التي أنجزوها يوم تم توزيع الأموال بين تيار المردة من جهة وتيار المستقبل من جهة اخرى؟ وراح المنسق العام لتيار المستقبل خالد طه يوزع حصة الاسلام على هواه..
ماذا أنجزت وزارة الاشغال في عهد الوزير فينيانوس لعكار؟ ومن من العكاريين لا يتذكر وعوده يوم زار بلدية حلبا مركز المحافظة محاطا بقيادات المردة، واعدا بانصاف عكار مفوضا النائب السابق كريم الراسي متابعة شؤون عكار في الوزارة؟؟ ومن من بلديات عكار لم يطلب مساعدة الراسي للتمكن من الحصول على موافقة لتعبيد طريق؟.. الواقع المؤلم هو نفسه منذ سنوات، والظلم نفسه لم يتغير ولم يتبدل.
على كل من شاهد الحادث المؤلم اليوم، أن ينحني خجلا على شباننا وأهلنا وأطفالنا الذين نخسرهم يوميا على طرق لا تصلح حتى لسير الدواب، مؤلم في هذا العيد المجيد أن نبكي خيرة شبابنا فيتحول العيد إلى كارثة. من من العكاريين لا يتذكر وفاة أربعة أطفال وشبان من بلدة تلعباس على الطريق الدولية، الطريق الدولية التي تفتقر حتى للانارة، الطريق التي لا تصلح حتى لان تكون طريق فرعية في أزقة بيروت. الطريق التي تحصد سنويا عشرات الضحايا.
دماء هؤلاء في رقبة وزراء الاشغال، في رقبة النواب الذين لم يرفعوا الصوت للمطالبة، في رقبة رؤساء البلديات والاتحادات، في رقبة كل مواطن خانع لا يرفع الصوت للمطالبة بحقه.
الثورة يجب أن تكون ضد كل هؤلاء، الثورة يجب أن تسأل عن المليارات الانتخابية، الثورة يجب أن تكون ضد من مص دم الشعب وحوله جائعا، خانعا، ورقما ضمن لائحة طويلة من القتلى والضحايا المفترضين نتيجة الاهمال والفساد الذي تغلغل في مجتمعنا وبلدياتنا، ووزاراتنا.
الثورة يجب أن تسأل المتعهدين عن القسمة التي يعتمدونها؟ وكيف تدار الصفقات وتتلاشى الأموال؟ العكاريين يجب أن يسألوا بأي ذنب نقتل؟ بأي ذنب يحرم طفل من والده؟ او ام من فلذة كبدها؟ بأي حق يهدرون دماءنا كل يوم وفي كل ساعة ومع كل حبة مطر؟؟.