مقالات

ماذا تريد أميركا بالضبط من غزة وفلسطين ، وهل شَطَبَت مِحوَر المقاومة من حساباتها؟

كَتَبَ إسماعيل النجار

لماذا تشعر واشنطن بالإرتياح التام لما تقوم به إسرائيل من دون أيَّة حسابات أو مراجعات سياسية لِما قد ينتُج عن هكذا فعل بإبادة المدنيين؟

سؤالٌ يخطر على بال كل مراقب ولكن أين يكمن الجواب عليه؟هل إطمئَنَّت الولايات المتحدة الأمريكية إلى موقف الصين وإنشغال روسيا بهمها الأكبر أوكرانيا،وهل أستطاعت واشنطن من تحويل حرب الإستنزاف الأوكرانية الروسية إلى عبئ على موسكو يتربع على عرش أولوياتها السياسية الخارجية والأمنية والعسكرية، الأمر الذي جعلها تراقب ما يحصل في غزة من بعيد معتبرةً أن توتير الاجواء في المنطقة بين مُحوَر المقاومة وإسرائيل وأميركا بأنه مصلحة روسية خالصه، في الحقيقة أميركا دائماً تَعمَد إلى إشغال المنطقة في نزاعات يدفع ثمنها سكانها وتستنزفهم من دون أن تخسر واشنطن أي جندي او أي عتاد، بخلاف ما حصلَ في غزة منذ يوم ٧ أوكتوبر حيث إهتزت عاصمة الدولة العميقة خوفاً على ربيبتها الصهيونية وسارعت إلى رفع الصوت وهرعت إلى نجدتها فحشدت حاملات الطائرات والغواصات والأساطيل مدعومَةً من ملوك ورؤساء وأمراء عرَب مساطيل أباحوا لِبَني صُهيون قتل الشعب الفلسطيني وتدمير بلده ضمن مشروع يهدف إلى طردهم منها إلى سيناء والأردن، ربما قد رأت أميركا أن الوقت أصبحَ مناسباً لإعادة الوهج إلى إسرائيل الكبرى بعدما خلع أغلبية الحكام المحسوبين على العرب أقنعتهم عن وجوههم واعترفوا بأنهم من أصولٍ صهيونية وقرروا العودة إلى حضن أبناء جلدتهم وعمومتهم، وخصوصاً ان الإمارات أعلنت صَهيَنتها أكثر مما خطىَ بن سلمان بإتجاه أعمامه اليهود حيث قام بترميم كل ما يمُت بصِلَة لهم مثل حصن خيبر وغيره بعد تدمير كافة مساكن وآثار الاسلام والرسول الأعظم والصحابة عليهم سلام الله عليهم أجمعين، من هنا شعرت أميركا أن الطريق مفتوحة امامها للتمهيد السريع لتوسعة حدود الكيان من الفرات إلى النيل وقررت السير بالمشروع منذ يوم عملية طوفان الأقصىَ مستغلةً حجم الحدث ونتائجهِ، لكن ماذا عن محوَر المقاومة الذي تقودهُ إيران وهل سيبقى الموقف لأطراف المحوَر عبارة عن مساندة من باب المشاغله العسكرية المحدودة أم سيتطور إذا ما استمرَ الموت الصهيوني يسقط فوق رؤوس الفلسطينيين من السماء؟

بينما حكومة إسرائيل تجِد السير في تنفيذ مشروعها بقوة الدمار والدبابات والطائرات، حيث إستأنفت العمليات العسكرية وتقوم بقصفٍ مدمر ومكثف لما تَبقَّىَ من مباني وبُنَىَ تِحتِيَّة في غزة، فهل سيقرر أطراف المحور تَوسِعَة دائرة النار وخوض حرب على نطاق واسع مع هذا الكيان أم أن الموقف سيبقى على ما هو الآن وبعد شهر او شهرين قد نصحوا على غزة ممسوحة بالكامل؟ الجواب رهن مَن بيدهم القرار .

بيروت في… 3/12/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى