أقسى ما أصاب العدو هو أنه وقع في التقدير الخاطىء بأن الأوضاع باتت في صالحه على مختلف الجبهات وخاصة في جبهة شمال الأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان .
لم يعتبر من درس غزة واعتقد أنه وجه ضربة ساحقه فاغتال القادة وضرب العناصر في غزوة البيجر و دمر الضاحية شر تدمير ودفع بالتهجير تحت وطأة النار لكي تخسر البنادق بيئتها الحاضنة وتكفر بما اعتقدت وطبعاً جند أبواقه و دعاة التطبيع والاستسلام لينفروا الناس من جدوى المواجهة .
وإذ يفاجىء بأن انتفض من تحت الرماد مارد أقسى وأقوى عن ذاك الذي عرفه .
وقد تفهم هذا المارد العقيدة الجديدة لجيش العدو بأنه قد باع أرواح المستوطنين وحرص فقط على معنويات جنوده التي دفع بها مرغماً إلى الجبهات ليحقق ولو جزءاً يسيراً من انتصار بعد اخفاقه في اقتلاع الجذور من غزة فتوجه لجنوب لبنان فاصطدم بجبل من عنفوان وتكتيك عسكري مذهل ماعهده من قبل في كل مواجهاته مع بنادق رجال الحق .
وعبثاً بعد أن أعلن رئيس حكومة الكيان مشروعه الكبير من على منصة الأمم وبعد أن أعلن التصاقه بمشروع ( الهند – فلسطين ) تلبية لطلب بايدن ومن ثم حدد أهدافاً صغرى في إعادة السكان للشمال و احتلال شمال غزة وتفريغ الجنوب اللبناني من كل بندقية .
فوجد أن كل أحلامه تبخرت وتلاشت مع تنوع وتنامي أساليب الدفاع من الداخل الفلسطيني إلى جبهات الإسناد على كامل جبهات المحور.
وصدمته الكبرى كانت بمشاهدة وقع الرد الإيراني الجاد وبدون تردد.
نحن أمام مسار طويل وقد لاتكون هي المرحلة النهائية رغم حديث زعيم الكيان على أنها حرب وجود .
حقيقة الأمر حرب الوجود هي مسعى المحور المضاد لأمريكا ولكن هذه الحرب ستكون على إيقاع المحور لتحقيق النصر الكامل كما وعد السيد.
……
أ.د. حسام الدين خلاصي