مسلسل الرد..!
بتاريخ ٣١ تموز ٢٠٢٤، ارتكب العدو الصهيوني جريمة إرهابية ذات طابع دولي، وخرق سيادة دولة إقليمية ولاعب مميز ألا وهي الجمهورية الإسلامية من خلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حما.س إسماعيل هنية حيث كان ضيفاً على الدولة بمناسبة تسلم الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان منصبه، والذي أثار الرأي المحلي والعالمي والاستنكار، مع تجاهل الولايات المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة لذلك. من جهته، غضب الشعب الإيراني وكل الأجهزة العسكرية والأمنية بما فيها الجيش والحرس الثوري وفيلق القدس، وأعلنت الحكومة الإيرانية أن الأمر لن يمر وسيكون الرد حاسماً ومؤلماً، وحاولت واشنطن تمرير عدم الرد مقابل وقف العدوان على غزة. وتمهلت طهران بتأجيل الرد بغية وقف الحرب والقتل والتدمير والتهجير لأهل غزة دون أن تثبت مصداقيتها، والكيان المؤقت بمختلف فئاته يعيش حالة الخوف والقلق طيلة مدة تأخير الرد، حيث وضعت العالم أمام مسؤوليته وأبلغت عواصم الإقليم أنها سترد وكذلك الأمم المتحدة…!
وبتاريخ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، ردت القوات المسلحة والحرس الثوري عسكرياً بالصواريخ والمسيّرات فأصابت الكيان بالصميم رغم الحشد الدولي بقيادة الولايات المتحدة والصواريخ والطائرات لتعطيل الصواريخ الإيرانية والمسيّرات التي أنارت فلسطين المحتلة وكادت تزلزل الكيان من أقصاه إلى أقصاه….!
ومنذ ذلك الوقت، والعدو يهدد ويتوعد على ألسنة قادته السياسيين والعسكريين بتلقين إيران درساً لم تشهده من قبل، حتى وزير حربه خاطب عصاباته المسلحة محاولاً تحفزيهم وتعبئتهم بأنهم من نخبة جيوش العالم ومن خارج جنس البشر….!
وبتاريخ ٢٦ أكتوبر (تشرين الأول) شنّ سلاح الجو الصهيوني غارات جوية على مواقع عسكرية زعم فيها أنها حققت أهدافها وهذا ما دحضته طهران بالوقائع كما أن الأضرار كانت محدودة وتمت معالجتها….!
على اثر هذا الرد، أعلنت طهران وعلى لسان أكثر من مسؤول سياسي وعسكري أنها سترد وفقاً لما تقتضيه الظروف من حيث الزمان والمكان وتلقّن العدو درساً يجعله يندم على حماقته…!
يتبين مما تقدم أن مسلسل الرد والرد المقابل منذ أول تموز حتى تاريخه، وقد سبق ذلك رد إيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق الذي ردت عليه طهران وأصابت العدو مقتلاً، أن هذا العدو يمر بحالة من الضياع ويحفر قبره بيده، ويمارس الإرهاب الاستفزازي لجر الاقليم بل العالم إلى حرب واسعة تكون فيها واشنطن وأتباعها في مواجهة مباشرة مع المحور وخاصة إيران، لعله في ذلك يتخلص من سيدة المحور ويسقط النظام الإيراني ويحقق الحلم الصهيوني أي إسرائيل الكبرى، وهذا أبعد من السماء على الأرض ما دام طفل فلسطيني يرفض الكيان والتحرير آتٍ آتٍ، والنصر من عند الله ما دامت المقا.ومة تقاتل في سبيل الله ورعايته…!
تنهض من المسلسل أعلاه تساؤلات منها:
١- هل ترد إيران بضربة تعيد العدو إلى حظيرته كما قال نائب الأمين العام للحرب؟
٢- هل تفرض إدارة بايدن قبل الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) وقف الحرب وإطلاق النار؟
٣- في حال وقف إطلاق النار هل يتوقف مسلسل الرد؟
٤- هل تتفجر أزمات الكيان عند وقف إطلاق النار؟
د. نزيه منصور