مقالات

من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون .

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية .

الساعة الواحدة فجر اليوم نفذت القوة الصاروخية في المقاومة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة رامات ديفيد الجوية جنوب شرق مدينة حيفا وهي اكبر واهم قاعدة جوية اسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة .

ماذا حصل وماذا بعد ؟

الاهم ان المقاومة لا تزال تحصر ضرباتها على المواقع العسكرية ولم تستهدف اهدافا مدنية للعدو وفي ذلك مستوى عال من الحكمة والذكاء هدفه وضع العدو في الارباك والحرج وتحميله مسؤولية اي ارتكابات يمكن ان يقدم عليها خصوصا ان المقاومة ضمّنت بيانها ان الضربات ترتبط بتوسيع العدو نطاق عدوانه ما ادى الى استشهاد العديد من المدنيين .

١- من المؤكد ان هذه الضربة ترتبط ايضا بمعادلات اسناد جبهة غزة وهو ما ورد في بيان المقاومة ما يعني ان الرد على مجزرة البيجر واستهداف القادة لم يأت بعد وهو منفصل عن المسار الحالي وله حساب خاص سواء بالمدى او المكان او طبيعة الهدف او الاهداف التي ستُستهدف .

٢- ان وقوع القاعدة على بعد حوالي ٥٠ كلم من الحدود مع لبنان يعني استخدام صواريخ متوسطة المدى مداها يصل الى اكثر من ١٠٠ كلم اطلقت عليها المقاومة اسم فادي ١ وفادي ٢ وهي نفسها صواريخ فجر ٣ وفجر ٥ التي استخدمت في ال ٢٠٠٦ ما يعني ان المقاومة لم تُدخل الى المعركة سلاحاً جديداً وفي ذلك رسالة مهمة ان المقاومة تستطيع تثبيت معادلات الردع بصواريخ قديمة بمواجهة كل ما هو متطور وحديث لدى العدو .

٣- الضربة رسالة واضحة لسلاح الجو الاسرائيلي ان المقاومة قادرة على تعطيل كل القواعد الجوية في التوقيت الذي تحدده المقاومة ربطا بسلوك العدو .

٤ – اهمية الضربة الصاروخية هو بتوقيتها حيث يمكن اعتبارها سريعة وقاصمة بعد سلسلة تصريحات معادية تطال هيبة المقاومة ومعنويات الشعب اللبناني كما تأتي بعد سلسلة عنيفة من الغارات تؤكد سلامة وكفاءة منظومة القيادة والسيطرة لدى المقاومة .٥- تطورات المرحلة التالية ترتبط بسلوك العدو وتصرفه وطريقة رده على ضربات المقاومة وهو امر نستطيع مقاربته في الساعات القادمة .

ختاما : اثبتت المقاومة انها قادرة على التحكم بمستوى المعركة وهو ما يدحض ادعاءات العدو وتصريحات قادة الكيان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى