ضربة البيجر ستؤلم أمريكا والغرب و ستفرح اعدائهم
المحامي عبد الحسين الظالمي
ان جريمة الصهااااينة بأستخدام اجهزة البيجر هي جريمة اباده جماعيه وهي ايضاً ضربة غير مدروسة النتائج والتداعيات و رغم انها ضربة موجعة لجناح من اجنحة المقاومة إلا انها فتحت الباب على مصراعيه للصناعة الصينية واليابانية والروسية والايرانية من خلال الاثار والتداعيات التي ستترتب عليها و التي وجهت ضربة للصناعة الاوربية والامريكية سواء كانت في مجال الإلكترونيات او الصناعات الميكانيكية ، بعد تفجير اجهزة الاتصال التايلندية حيث لم يعد احد يثق ويطمئن بما يصنع في امريكا اوفي اوربا ، ومن وجهة نظري ان عملية التفجير كانت اكثر ايلاما لشركة ابل قبل ان تكون مؤلمة لحزب الله حيث تشير التقارير ان الشركة المصنعة للجهاز البيجر قد خسرت خلال يوم واحد ثلاث مليارات دولار وأمامها قائمة طويلة من التعويضات لمن تضرر من هذه الاجهزة وكذلك شركة ابل التي هتزت مبيعاتها من الهواتف الذكيه وخصوصا الايفون وكذلك شركات السيارات الحديثه فمن اليوم وصاعد لاحد ذو عقل يستطيع ان يطمن للسيارة التاهو او اي سيارة حديثة من الصناعة الامريكية بالدرجة الاولى فهو يعلم انه يتحرك في تابوت متحرك قد يعبث في اي جزء منها الكترونيا في لحظة ما عن طريق ضغط زر من طائرة درون او اتصال من هاتف نقال وهنا تجد الصناعات الاخرى وخصوصا اليابانية والصينية فرصتها في السوق العالمي التي اخذت تزحف اليه بشكل هادىء حتى جاء ت هذه العملية التي سرعت من عجلة الهيمنه ، حيث ارتفعت مبيعات هاتف هواي الصيني الى اضعاف خلال اربع وعشرون ساعة حسب اخر التقارير اما روسيا وايران فاصبح لزما عليها اعادة النظر بكل ما يمكن ان يشكل خطرا محدقا على مواطنيهم وعلى صناعتهم وعلى مواقفهم ، وعلى جميع من يقف في صف مناهضة الاستكبار الامريكي الاوربي وعليها ان تعيد النظر الف مرة بكل ما في يدها من ادوات تصنع في الدول التي تعادي محاور الرفض سواء كانت في منطقتنا او في اي مكان اخر في المعمورة فالحرب اصبحت حرب قذرة والصراع اخذ مشارب اقل ما يقال عنها انها (غير اخلاقية) فلا توجد حرمة لحياة البشر . وهنا نطرح سوال ماذا لو كان حامل هذا الجهاز يستقل طائرة نقل ركاب على متنها اكثر من ثلاثمائة راكب وهم بين السماء والارض ؟ ماذا لو كان حامل هذا الجهاز يستقل عجلة نقل ركاب او يستقل قطار او يستخدم مترو في احد الانفاق ؟ماذا لو كان حامل هذا الجهاز معلما في مدرسة ابتدائية او في روضة اطفال او في متجر او مدينة العاب كما شاهدنا في بعض المقاطع كيف يمكن ان نتصور حجم الفاجعة ؟.ما حدث له دلالات كبيرة جدا ربما اللطف الالهي قد حجم الكارثة . خمسة الاف جهاز من فجرها يعلم ان اغلبها بيد عناصر من حزب الله ولكن يقينا انه لا يعلم اين يكون هولاء ؟، والكارثة الاكبر ان هكذا عمليات همجيه سلبت الامن والاطمئنان من عيون الناس في بقاع المعمورة فلا احد بعد اليوم في مأمن ان يكون هدف لعصابة او منظمة او دولة بعد ان تتمكن من اتباع نفس الاسلوب ، صحيح ان الكيان قد سجل نقطة تفوق في هذه الضربة ولكنه في نفس الوقت خسر الكثير لانه اصبح مصدر قلق لكل البشرية فالطريق والاسلوب الذي سلكه في غزة او في لبنان ليس حكرا عليه بل يمكن ان يكون سلاحا بيد كل من يريد الانتقام ، الشخص الاسرائيلي الان اصبح مصدر قلق في اي مكان يحل فيه حتى وان كان مسالما فسوف يشربون من نفس الكأس عجلا ام اجلا .ان هذه العملية ربما فتحت الباب للعودة لكل الملفات السابقة خصوصا في الحوادث الغامضة ومنها حادثة اسقاط طائرة الرئيس الايراني او مقتل الشهيد هنية او عمليات استهداف عجلات وربما حتى حوادث المركبات التي تعمل وفق تقنيات البرمجة ومنها السيارات الامريكية والتي اتمنى على كل مسؤول ان يعيد النظر في استخدامه لهكذا نوع من العجلات .
وخصوصا مسؤولينا الذين اخذوا يتسابقون على التاهو السوداء التي اصبحت رمز تميزهم عن ابناء جلدتهم . الحرب سجال وكما يقال الضربة التي لا تنهيك ربما تمنحك القوة والصمود وتقربك من النصر ( وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).
المحامي عبد الحسين الظالمي 20/9/2024