مقالات

الحرب التي بدأت مع العدو كشفت الداخل والمستور

لا شك بأن العالم ينتظر سماحة الأمين العام للحزب عند كل إطلالة ليعرف ماذا يحصل وإلى أين تتجه الأمور. ولكن قلة مَن تقرأ أبعاد كلام سماحته وتحلل آفاق رؤيته.وهنا، سأكون أكثر صراحة، وليعذرني مَن يعتبر نفسه معني بهذا الموضوع، فالمرحلة لا تحتمل رمادية اللون، إما أن تكون أبيض وإما أن تكون أسود. حصل في لبنان خرق إسرائيلي ضخم أدى إلى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبدأت التحليلات منها الواقعي ومنها الدانكيشوتي ومنها العاطفي ومنها مَن أعطى لمخيلته الخرافية الواسعة نسج سيناريوهات لا تمت للواقع بصلة، والملفت، هو وعي الشارع وتلاحمه ووطنيته وتكاتفه وامتزاج الدم لأجل شفاء وطن.في الجزء الأول الذي تكلمت عنه وكان المواطن يتابعه عبر القنوات ويسمع تحليله تبين بهذه المحنة بأنه (المواطن العادي) كان أكثر وعياً منه، وقد تغلبت عاطفته الوطنية على موقفه السياسي، فوقف إلى جانب اهله بروحه ودمه وإنتمائه لهذا الوطن معترفاً بأن العدو هو واحد. وفي الشق السياسي فالمعركة، وتحديداً بعد هذا الخرق، كشفت غباء الكثيرين من المحللين وأكثرهم من (المنتفعين) وقد غربلت أسماء سقطت بأمتحان الصبر والإرادة والإنتماء، وقد تبين بأنها مع الحزب لمصالح شخصية فقط للأستفادة، وعند توقف موارد الدعم يتبين معدنهم الأساسي، وهنا نتائج هذه المواجهة التي أثبتت صوابية هذا العمل بوجه العدو وبينت ضعف البعض في الداخل والأمثلة والأسماء كثيرة (ولكم تحليلها) حتى لا اقول اكثر حفاظاً على ادبياتنا فقط. سياسي ينقلب بمواقفه وهو الذي بنى أسمه وشهرته من خير المقاومة وبفضلهاإعلامية تتهكم الرد بأسلوب ساخر وناشطة على وسائل التواصل تناشد سماحته والدمع يترقرق في عينيها من ظلم بحقها، وكل ذلك بسبب طلب لم يتحقق او إنزعاجهم منها من كثرة طلباتها، ومحلل سياسي يريد الحرب الآن وإلا فنحن مهزومون وكأنه يقول إما الحرب وإما انا خارج محور المقاومة كل ذلك لم ينتبه البعض بأن كلام سماحة السيد في مواجهة العدو لا يدخل العاطفة ابدً.عاطفة سماحة السيد وحبه لجمهوره وللبنان ولشعبه هي ناحية إنسانية،ولكن هذه العاطفة يضعها جانباً عندما يتحدث في كيفية المواجهة مع العدو،وهنا يثبت بذلك سماحته بأنه ليس مغامراً وهو الأحرص على لبنان، وبالتالي يدرك جيداً كيف يتعامل مع العدو وكيفية ردعه بصلابة الموقف وعزيمة المواجهة وبحكمة القرار.ما حصل بهذه الحرب وتحديداً في اليومين الأخيرين بعد جريمة الحرب التي قام بها العدو، نجح الحزب في مواجهتهوانتصر الشعب في تلاحمهوسقط البعض الذين كانوا يدعون بأنهم صوت المقاومة ليتبين بأنهم اصحاب مصالح لأجل المال والجاه وحب الظهور والاستفادة فقط.وكما يقال عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، لقد سقطتم في الامتحان المصيري والمقاومة تدرك جيداً اليوم مَن كان معها صادقاً وتحمل ومَن كان معها لأجل مصلحته فقط.. و”سقط”.

نضال عيسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى