مقالات

تجرأ سفّاح العصر ومجرم الحرب نتنياهو على تنفيذ محاولة القتل الجماعي أمس واليوم نتيجة الدعم الأمريكي اللا محدود

عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

بعد إتخاذ نتنياهو القرار بتوسيع الحرب في جبهة الشمال أول من أمس صباحًا؛ اعطى الأمر أمس في الساعة 15:30 بتفجير أجهزة الَمناداة الخطية ( البيجيرات/. PAGERS) والمفخخة مسبقًا لإصابة أكبر عدد ممكن من العاملين في مؤسسات حزب الله. كما أصدر اليوم قرارَا بتفجير الأجهزة اللاسلكية لإنزال أكبر عدد من الضحايا بين صفوف المواطنين.

فنتنياهو يتمتع بعقل شيطاني إجرامي فريد من نوعه في العالم؛ وقد إستطاع الموساد تنفيذ فكرة نتنياهو بتفخيخ عدد كبير جدََا من أجهزة البيجيرات مسبقََا. وتيقنت أجهزت المخابرات بأنها اصبحت قيد الخدمة. فتم إرسال رسالة موحدة إلى كافة الأجهزة وتم تفعيل التفجير على كافة الأراضي اللبنانية في نفس الوقت.

والتفجير كان بقصد القتل الجماعي لأن البيجر يوضع على الخصر أو في الجيب.
ففي حال وجود البيجر على الخصر، فالإصابات تكون في منطقة البطن والكلية وعظم الورك.

وفي حال وجود الببجير في جيب البنطال فالإصابة قد تتسبب بقطع الشريان الاورطي.
ومن حاول رفع البيجر في فترة 3 ثواني، فتكون الأصابة في اليدين والوجه.

فقد تجرأ سفّاح العصر ومجرم الحرب نتنياهو على تنفيذ محاولة القتل الجماعي أمس واليوم نتيجة للتالي:-

1- عدم محاسبة نتنياهو سابقًا على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبها منذ 7 أكتوبر الماضي ؛ فقد بلغت حصيلة العدوان الاسرائيلي 41,272 شهيد و 95,551 اصابة وأكثر من 10.000 فلسطين مفقود. وسأذكر على سبيل المثال لا الحصر تلاثة حالات أبدع فيها نتنياهو وتفنن في قتل الفلسطينيبين.

1-1 الأحد 31 آذار/مارس الماضي، أكد نتنياهو أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 200 مسلح في المجمع الطبيِ” (مستشفى الشفاء) .

وأفادت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي إنسحب من المجمع الطبي الذي يضم مستشفى الشفاء في القطاع المحاصر، بعد أيام من شنه عملية عسكرية واسعة النطاق في الموقع وهناك 400 جثة بينهم العشرات مكبلي اليدين وعدة مئات من المعتقلين َ مجهولي الَصير.

وقد قام جنود العدو بتدمير كافة أجهزة المستشفى وتخريب وتدمير كافة الغرف وإحراقها.

2-1 َيوم 8 حزيران/يونيو 2024

مجزرة مخيم النصيرات أو مجزرة تحرير الأسرى
وهي مجزرة ارتكبتها إسرائيل عبر سلاحها الجوي بالدرجة الأولى وبالشراكة مع سلاح المدفعيّة والسلاح البحري ووحدة أَمريكية خاصة والحصيلة تحرير 4 أسرى وارتقاء 274 شهيد فلسطيني وحوالي 800 جريح ومقتل 4 أسرى وتدمير عدة بلوكات سكنية.

3-1 10 آب/ أغسطس 2024

“مجزرة مدرسة التابعين الشرعيّة وعُرفت أيضًا باسمِ مجزرة الفجر.

وهي مجزرةٌ إرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي حين أغارَ عبر سلاح الجوّ على مدرسة التابعين الشرعيّة الواقعة في حي الدرج شرق مدينة غزة. وطالت الغارات الجوية العنيفة التي استهدفت المدرسة التي تضمُّ مئات النازحين المصلّى حيث كان الكثير من الفلسطينيين يؤدون صلاة الفجر؛ مما تسبَّب في وقوع مجزرة مروعة. أسفرت هذه المجزرة عن
مقتلِ ما لا يقلُّ عن 100 مدني فلسطيني وإصابة عشرات آخرين فضلًا عن عددٍ من المفقودين”.

والجدير ذكره أن أمريكا حين حجزت شحنة القنابل الذكية زنة 1000 2000 باوند ولم يسلمها لنتنياهو؛ اقترح بايدن عليه تزويد إسرائيل بصواريخ فعًالة ولا تهدم الأبنية. وتم تجريب هذه الصواريخ بمصلى المدرسة وهي من نوع GBU 39 ، والرأس المتفجر زنة 100كلغ مع الحد الأدنى من الشظايا. وقد تم إستعمال 3 صواريخ على جموع المصلين مباشرة لإنزال أكبر عدد ممكن من الضحايا.

2- العقيدة الدينية التي تستبيح دم كل من هو غير يهودي.

فالأجيال الحالية والسابقة قد شربت مع الحليب إستباَحة الدم الفلسطيني (العمالي) والغوييم (الأغيار) أي كل شخص غير يهودي. ولا بد من الإطلاع على تلك العقيدة التي تستبيح الدماء ولا تكترث بأعداد الضحايا التي تسقط منهم، فكلما كانت أعداد الضحايا أكبر،كانت فرحتهم أكبر. فكل عقيدتهم مبنية على الإبادة والقتل دون رحمة او شفقة. وحتى أنهم يشربون دماء الضحايا.

من أشهر معتقداتهم، فتوى عماليق التي إقتبسها نتنياهو في رسالته إلى الجنود بتاريخ 02 نوفمنبر الماضي :” لا تنسوا َما فعله عماليق.…!!!

1-2 فما هو مفهوم عماليق: وَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «إِيَّايَ أَرْسَلَ الرَّبُّ لِمَسْحِكَ مَلِكًا عَلَى شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. وَالآنَ فَاسْمَعْ صَوْتَ كَلاَمِ الرَّبِّ.
2-2 هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ.
فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا».

وآمل الإطلاع على الرواية الأسطورية كاملة حول العماليق لتحكموا على ربهم كيف يغضب؛ “والوسيط” بين إلههم يهوه والملك شاؤول كيف يقتل الأسير ملك العماليق أجاج.

3-2 وجاء يشوع يحمل سيف العدل الإلهي، جاء يحمل الأمر الإلهي “حرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف… وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها” (يش 6: 21، 24) ونفذ يشوع وشعبه الأمر الإلهي “ضربوا كل نفس بها بحد السيف. حرّموهم. ولم تبقَ نسمة. وأحرق حاصور بالنار. فأخذ يشوع كل مدن أولئك الملوك وجميع ملوكها وضربهم بحد السيف. حرَّموهم كما أمر موسى عبد الرب” (يش 11: 11، 12)

4-2 هوَ شعبٌ كلَبوَةٍ يقومُ، وكَشِبْلٍ ينهَضُ واقفا. لا ينامُ حتّى يأكُلَ الفريسةَ ويشربَ دَمَها حَلالا». العدد 24:23

3- شخصية وكيفية تفكير وتصرف نتنياهو

مع نتنياهو علينا أن نتوقع ـغير المتوقع وكل شيء خارج حدود العقل ، فهو ينفذ أشياء خارج المنطق والعقل وبما تمليه عليه تخيلاته.
فمنذ 348 يوما لا يزال َمتمسكًا “بالنصر الحاسم على حماس ومصلحة إسرائيل حسب مفهومه؟”.

فنتنياهو مريض عقلي ونفسي وبقي 9 سنوات يتعالج لدى د. موشيه ياتوم أشهر طبيب لإضطراب الأمراض العقلية، والتي إنتهت بإنتحار طبيبه. ومن ملاحظات طبيبه بأن نتنتياهو شخص غير قابل للشفاء لأنه عقله يرفض الواقع.

وعلى الصعيد النفسي فتنياهو :-

1- نرجسي
2- سادي
3- مصاب بجنون العظمة
4- عنصري إلى أقصى الحدود

طبيعته كائن ميت الضمير والعقل ولا يتأثر بالضغوطات َمهما كبر حجمها ولا يقبل النصيحة.ولَو وضعت الضغوطات التي تعرض لها نتنياهو حتى اليوم على حاملة طائرات لأغرقتها . وقبل ايام تسلّم رسالة هوكستاين بعدم التصعيد؛ فكان رده بأن همه كيفية عودة المستوطنين الهاربين إلى الشمال.

فنتنياهو أشبه بمقدمة كاسحة الجليد لا تتأثر بأي شيء وتجرف كل ما يواجهها. وقد تجرأ نتنياهو أمس على تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الإتصال اللاسلكي اليوم نتيجة لعدم محاسبته على كافة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وخطوته أمس واليوم هي تقليد لما نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر بتعطيل الإتصالات أولًا تمهيدًَا لعدوان عسكري متوقع.

فتنياهو لم بتعلم من المواجهات مع حزب الله في عدوان 1996 والإنسحاب المذل عام 2000 والإنتصار الإلهي عام 2006.

فعليه أن بأخذ العبر بأن الأسرى لا تعود إلأ بالتفاوض غير المباشر والعودة بالأمور إلى َما قبل 7 أكتوبر.

وبالنسبة لتفجيرات البيجيرات أمس والأجهزة اللاسلكية الیوم فحسابها عسير جدًا؛ والعقاب والردع والرد سيكونوا حتمَا أكبر من حجم العدوان وبدون سقوف ولا ضوابط لكي تردع العدو نهائيًا حتى بالتفكير لمعاودة الأمر.

وسماحة الأمين العام سيفصل في ذلك غدًا.

وإن غدًا لناظره قريب

18 أيلول/سبتمبر 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى