دلالات اطلاق صواريخ دفاع جوي من المقاومة للمرة الاولى فوق البقاع .
عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية .
هي المرة الاولى التي تطلق فيها المقاومة صواريخ دفاع جوي على مسيرة اسرائيلية في اجواء البقاع اللبناني خصوصا ان المسيرة هي من نوع هيرون تي بي – ايتان التي تعتبر من اهم واحدث الطائرات المسيرة الاسرائيلية .هذه الطائرة يمكنها مسح منطقة تبعد ٢٠٠ كلم عن قاعدة انطلاقها ذهابا وايابا خلال ساعة واحدة ، ما يعني القدرة على تنفيذ عمليات مسح ومتابعة ورصد وهي في اعلى سقف تحليق لها البالغ ٤٥ الف قدم ( ١٣٧٠٠ متر ) وتنفيذ عمليات قصف وهي على ارتفاع ٩٠٠٠ متر ما يمكن اعتباره ميزات عالية خصوصا ان المسيرة تحتوي اخر ما توصلت له التكنولوجيا وهي مرتبطة مباشرة بالاقمار الصناعية ويمكنها القيام بعمليات تحليل ورسم للخرائط بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي .اذن نحن امام طائرة متقدمة جدا والتصدي لها فوق البقاع في هذا التوقيت بالذات هو رسالة واضحة تقول ان المقاومة تمتلك الجهوزية للتعامل مع التهديدات الجوية سواء من المسيرات او الطائرات الحربية .الرسالة الاهم ان وحدات الدفاع الجوي للمقاومة في ظروف المعركة الشاملة يمكنها في الحد الادنى اجبار الطائرات المسيرة والحربية على التحليق عاليا ما يعرضها لاستهداف منظومة الدفاع الجوي السورية التي لا تستطيع حاليا التعامل مع الطائرات الحربية الاسرائيلية التي تطلق صواريخها من الاجواء اللبنانية مستغلة وجود السلسلتين الشرقية والغربية من جبال لبنان والتي تستخدمها الطائرات الاسرائيلية كساتر تختفي خلفه بعد اطلاق صواريخها الى داخل الاراضي السورية حيث كل الاشتباكات تحصل بين منظومة الدفاع الجوي السورية والصواريخ الاسرائيلية .مع وجود منظومة دفاع جوي فاعلة للمقاومة في البقاع تصبح حركة سلاح الجو الاسرائيلي مقيدة وصعبة الى حد كبير .غير ذلك من المهم الاشارة الى ان امتلاك المقاومة لمنظومات دفاع جوي في البقاع سيقيد حركة الطائرات الاسرائيلية خصوصا ان المقاومة ستستخدم صواريخ الدفاع الجوي بنمط الكمائن الجوية انطلاقا من مبدأ الصمت الراداري وتفعيل الرادارات في التوقيت المناسب لاتمام عملية الاطباق والرمي والمتابعة .