السيسي في تركيا …!!! اين سوريا……..؟؟؟؟!!!
كتب نبيه البرجي…
عبد الفتاح السيسي في ضيافة الباب العالي , اذا كان يتذكر ما فعله سلاطين بني عثمان بمحمد علي باشا , لا في ضيافة الشقيق .
هي فجيعة العرب , كما لو أن الرئيس التركي الذي دمّر سوريا , لمصلحة أميركا واسرائيل , لم يكن يخطط للاستيلاء على مصر وسوريا , وعبر النيوانكشارية , لتأتي الضربة على الرأس من الأميركيين والاسرائيليين الذين يتوجسون من احياء أي أمبراطورية غير “أمبراطورية يهوه” , حتى ولو كانت القهرمانة في حرملك الكابيتول أو في حرملك الهيكل .
اتفاقات في الاقتصاد , وفي الدفاع . أي دفاع ذاك حين لا نرى أي دور لمصر , لا في ليبيا , وحيث الدبابات التركية على أرضها , ولا في السودان , الذي يخطط اردوغان لاقامة قاعدة على البحر الأحمر على شواطئه . ماذا عن غزة , وحيث صيحات الاستغاثة لا تصل الى آذان ذوي القربى , وقد هزت كل صاحب قلب في هذا العالم ؟ الرئيس المصري يعلم أي أزمة قاتلة تعيشها سوريا , حيث الاحتقان الاقتصادي , والاحتقان الاجتماعي , في ذروته . خبير في صندوق النقد الدولي قال لنا “عجباً كيف لا يزال هناك أحياء في سوريا !” .
ولكن أي حياة تلك حين تكون حياة اللهاث , ان بسبب الحصار الدولي , والعربي , وليس فقط الحصار الأميركي , والأوروبي , أو بسبب الاحتلال التركي لمناطق شاسعة من البلاد , دون اغفال ما يقوم به مصاصو الدماء الذين , كما في لبنان , عاثوا فساداً حتى على أبواب المقابر ,,, وكنا رحبنا برغبة اردوغان في زيارة دمشق , كونها عودة الأخ (الضال) الى أخيه , قبل أن يتذرع بأن الأميركيين هددوه بقطع رأسه أن مضى في ذلك الاتجاه , ليتبين لنا الى أي مدى ذهب الرجل بـ”ديبلوماسية الثعبان” أو بـ”استراتيجية الثعبان” , حين قالت لنا شخصية سورية مسؤولة “لقد أبلغنا اصدقاءنا الروس والايرانيين بأن الرجل يراوغ , اذ يدّعي التجاوب مع مساعيكم لرأب الصدع انما يلعب بالورقة الأميركية , وحتى بالورقة الاسرائيلية , من وراء ظهوركم” . حتى السوريون العاديون لا يثقون البتة بصدقية الرجل الذي فتح أبوابه لكل شذاذ الأفاق في الدنيا لينشروا الخراب والدم والقهر في دولة توقعت “الفايننشال تايمز” أن تصبح “نمر غربي آسيا” . هذا مالاحظته من التعليقات على مقالتي “أهلاً برجب طيب اردوغان” , وقد تخلى عن شخصية “الذئب الأسود” (وكان لقب أتاتورك “الذئب الأغبر”) , ليرتدي وجه الثعلب ويدق باب قصر اليمامة في الرياض ـ ولعلكم تذكرون كيف حمل رأس جمال خاشقجي , الرأس المتعفن , ليحرّض به ادارة دونالد ترامب على ازاحة الأمير محمد بن سلمان عن السلطة , وربما عن الحياة , كما وهو يدق باب قصرالاتحادية في القاهرة .
انه يريد علاقة استراتيجية مع مصر . ولكن ماذا يمكن أن تفعل له مصر , وقد انكفأ وجودها الجيوسياسي , الى حد الغياب الكامل , بحجة عدم اضاعة الوقت , والجهد , في صراعات أثبتت الأيام ان مدى عبثيتها , أومدى قبليتها . اردوغان يأمل أن تكون القاهرة بوابته الى كل من طرابلس والخرطوم , وحتى الى أورشليم , وهو المرشد الروحي , والسياسي , لـ”الاخوان المسلمين” , الذي اكتفى بالتنديد , من غرفة نومه , بالمذابح الهمجية في غزة , في حين كانت بواخره تنقل الخضار , والأسماك , وحتى الذخائر , الى بنيامين نتنياهو . ترى في أي جهنم يرقد العالم العربي , كذلك ذلك العالم الافتراضي الذي يدعى “العالم الاسلامي” , كما لو أن “الديانةالأميركية” لم تحل ّ محل كل الديانات , وكما لو أن الحضارة الأميركية لم تقض على كل الحضارات .
وقد سأل المفكر الفرنسي , ورفيق تشي غيفارا في غابات بوليفيا , ما “اذا كان علينا أن نرفع العلم الأميركي , مكان الصليب , على كاتدرائية نوتردام ؟” .
في اعتقادنا أن العلم الأميركي يرفرف حتى في العالم الآخر , والا لمن تقرع أجراس الكنائس , ولمن يرفع صوت المآذن ؟ لكنه الموت العربي العام , الموت الابدي , لنلاحظ مدى عجز الحلفاء عن انقاذ سوريا التي الى متى يمكن أن تعيش ذلك النوع المروع من المعاناة ؟ السيسي في أنقرة لا في دمشق (ومن يتجرأ على زيارة دمشق اذا ما تذكرنا المخالب الأميركية ؟) لكنه رئيس الدولة الكبرى التي تستوطن منذ طفولتنا قلوبنا وعقولنا .
كل شيء انكسر فينا . ما نهاية تلك الشظايا ؟!