القاهرة بين غزة والصومال……!
تعيش كل من الصومال واثيوبيا صراعاً، وهما جارتان متلاصقتان جغرافياً، وتمتد الحدود بينهما إلى مئات الكيلومترات. يعود الصراع إلى أربعينيات القرن الماضي، وازداد مع الحرب الأهلية الصومالية، حيث دعمت أديس بابا الجهة الانفصالية، وإذ بالحكومة المصرية ترسل آلاف الجنود المصريين مع المعدات العسكرية دعماً لمقديشو في وجه أديس بابا، وفقاً لاتفاق مصري صومالي وباسم الاتحاد الافريقي….!اللافت أنه لا يوجد حدود مشتركة بين مصر والصومال، والمسافة بينهما هي عبارة عن خط نار جواً ٢٩٠٩ كلم، وتحتاج اجتياز أجواء دول عدة حتى تصل إلى مطار مقديشو ….!وفي الوقت ذاته، ومنذ أحد عشر شهراً والمجازر تجتاح قطاع غزة الملاصق لمصر، الذي كان تحت الوصاية المصرية وأمانة لدى الحكومة المصرية منذ سنة ١٩٤٨ وإعلان دولة الاحتلال إسرائيل لفلسطين، وقد اجتاحه العدو في ١٩٦٧، إثر هزيمة ٥ حزيران، ومن ثم تحرر عام ٢٠٠٥ بفضل نضال الشعب الفلسطيني…!وبموجب اتفاقية كامب دايفيد المشؤومة، منحت مصر أشغال معبر رفح وفيلاديلفيا، اللذين يربطان مصر بقطاع غزة، لكن الجيش المصري لم يتحرك لمنع العدو من الاحتلال. ومن دون استئذان برز بطل من مغاوير الجيش المصري وأطلق النار على عصابات العدو، والذي استشه.د وسجل بدمه أنه ما زال في صفوف الجيش المصري رجال يرفضون الاستسلام ورفض الاحتلال….!اختارت حكومة السيسي دعم الصومال وترك غزة فريسة تنهش بها العصابات الصهيونية وتمزق أجساد الأطفال وتبيد الحجر والبشر، مكتفية بلعب دور الوسيط بين الحق والباطل، دون أن تنتفض لحقوقها الشرعية والقانونية بموجب القانون الدولي لاسترداد المعابر وإعادة الاعتبار لقطاع غزة الذي خسرته في هزيمة حزيران، وهذه فرصة تاريخية للقاهرة لإعادة الاعتبار لمصر رائدة للأمتين العربية والإسلامية…..!وبناءً على ماتقدم تثار تساؤلات عديدة منها:١- هل يستيقظ ضمير القيادة المصرية ويؤدي دوره ويقوم بواجبه؟ ٢- من أقرب إلى مصر الصومال أم قطاع غزة؟٣- لماذا تحرك الضمير المصري تجاه الصومال وغفل عن غزة؟ ٤- من وراء هذا الحماس المصري، هل لواشنطن في ذلك لتوريط مصر في النزاع الإثيوبي – الصومالي؟
د. نزيه منصور