الضفة الغربية فلسطين والنهب العابر لأحزاب الإحتلال الإسرائيلي ..
“مخطط ألـون ١٩٦٧”.
صحيح أن ما جاء في نص كوهِن أعلاه عن ‘صفقة القرن’ ما هو الا قراءة واضحة بأن الوثيقة تعبد الطريق لنتنياهو ليحاول فعل ما يشاء في فلسطين؛ وصحيح انه ولخدمة نتنياهو وترامب يجب وضع كل المخططات الموجودة في خلّاط وتغليفها مجددا لغرض التسويق السياسي. إلا ان التفكير العقائدي “بأحقية الشعب اليهودي” – “المُختَرع” كما جاء في وثيقة شاكيد (والتي تستعمل رموزا دينية رغم انها علمانية) لم تكن بحاجة لابتكارات جديدة. فالمقترحات السياسية المختلفة لبسط سيطرة الاحتلال الصهيوني على أكبر نسبة من اراضي فلسطين بما في ذلك الموارد الطبيعية، وبأقل خسائر مادية، تعود مباشرة وكمخطط “عصري” صهيوني رأسمالي “علماني” الى أقل من شهر بعد النكسة في العام ١٩٦٧ وليس بالضرورة الى وصول اليمين الاستيطاني الى دفة الحكم (ولا اليمين الديني الصهيوني: بن غفير وسموتريتش وإلخ).
فـ “براءة الاختراع” لتهميش الشعب الفلسطيني وتهشيم وطنه تعود الى يغئال ألـون، الشخصية العلمانية العمّالية التي شغلت منصب وزير العمل اثناء احتلال القسم الشرقي\الثاني من فلسطين عام ١٩٦٧، وهو الشخصية ذي الباع العسكري اذ ترأس منظمة “الپلماح” (١٩٤١) الإرهابية إبان النكبة والتي انضمت الى منظمتي “الإيتسيل” ( ١٩٣١) و “الليحي” ( ١٩٤٠) لتصعيد الارهاب ضد حكومة الانتداب والفلسطينيين أثناء فترة الاستعداد للانقضاض على فلسطين.
ففي جلسة الحكومة يوم ١٩ حزيران ١٩٦٧ أقرَّ ألـون ان السياسة الخارجية يجب ان تكون ديناميكية مثل المخططات العسكرية واقترح ضَمّ الخليل (جنوب القدس وبيت لحم) وذلك لضمان السيطرة على القدس المحتلة. إلا أنه عاد وطرح رسمياً على حكومته يوم ١٣ تموز ١٩٦٧ ما تم عنونته بـ ‘مخطط ألـون’. و’مخطط ألـون’ الذي طرحه ألـون على الحكومة العمّالية (كان رئيس الوزراء ليفي إشكول ووزير الدفاع موشيه ديّان) يستند على الفكر الاستعماري الذي يؤمن بحق اليهود المطلق في فلسطين وبتطبيق السيطرة الأمنية والاقتصادية. ويتمحور ذلك بثلاث نقاط:
١. تطبيق العقيدة التوراتية بحق اليهود في فلسطين.
٢. رسم حدود أمنية على اراض فلسطينية ما بين الاحتلال وما بين الأردن.
٣. ايجاد طريقة (استيطان وبسط سيطرة عسكرية لسلب الموارد) لضمان اغلبية يهودية لما يسمى بـ “دولة يهودية ديمقراطية” ولهذا فبالإمكان منح بعض الفلسطينيين معادلة لإدارة شؤونهم المحدودة والمقتصرة على المسائل الخدماتية. كما واقترح “مخطط ألـون” الاستيلاء على غالبية غور الأردن وإعادة ما لا يلزمهم الى الأردن وإقامة حدود بينهما، أي فقدان الحدود الخارجية لأي كيان فلسطيني مستقبلي والسيطرة كذلك على ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة. ورغم انه لم يتم تبني إقتراح ألـون رسميا من قِبل الحكومة الإسرائيلية، الا انه تم العمل بروح المخطط وأحيانا قرارات ألـون شخصيا، كوزير، شجّعت الإستعمار على الأرض وذلك منذ نهاية الستينيات من القرن العشرين ووفقا له أُقيمت واحده من أكبر المستعمرات حاليا شرق القدس وهي مستعمرة “معاليه ادوميم” (٤٠ الف مستوطن حاليا). فقد تم وصف مخطط ألـون على انه ’حل وسط’ من طرف الاحتلال الصهيوني ما بين أولئك الذين يريدون “إعادة الأراضي” المحتلة وأولئك الذي أرادوا التمسك بها وإقامة المستعمرات فيها.
= إقتباس مقطع واحد من أطروحة الأكاديمي الفلسطيني-البريطاني
مكرم خُوري – مَخّوُل بعنوان “هل سيتم تنفيذ النهب المسلح الثالث في فلسطين وماذا سيتبقى؟”
والتي نُشرت بتاريخ: 26/06/2020