العاطفة الشيعية تشكل خطرًا على وجود الشيعة
ناجي أمّهز أستطيع أن أقولها صراحةً وعلانيةً ودون مواربة: إن العقل الشيعي عاطفي إلى درجة تجعله يفشل في السياسة فشلًا ذريعًا للغاية.عندما سئل الجنرال عون عن علاقته مع حزب الله قال: “سأفرح معهم جدًا إذا انتصروا في هذه الحرب، وإذا خسروا (لا سمح الله) سأحزن معهم.”الشيعة أخذوا جملة “أحزن معهم وأفرح معهم” وحولوها إلى ترند، وبدأت الأقاويل أن الجنرال عون يختلف عن الوزير باسيل، وأن الجنرال عون مع الشيعة، إلى آخر المعزوفة التي توجع القلب. مع العلم أن ظهور الجنرال كان للدفاع عن قرارات الوزير باسيل التي يتخذها داخل التيار، وتأييده لموقفه من عملية إسناد غزة، معتبرًا أنها خطأ ارتكبه حزب الله.قول الجنرال: “سأفرح معهم جدًا إذا انتصروا في هذه الحرب” يعني أن الجنرال يشك في انتصار حزب الله في هذه المعركة، مما يعني أن التيار لديه كافة المعطيات التي تؤكد أن نسبة انتصار المقاومة في هذه المعركة مع إسرائيل شبه معدومة بالمطلق. لذلك يرفض التيار عملية إسناد غزة.اما مقولة الجنرال عون: في المرة الماضية “٢٠٠٦” اعتدت علينا إسرائيل، فيما هذه المرة نحن من بدأ المعركة وأعطيناهم «ممسكاً» علينا.هذه النقطة لم يناقش فيها الشيعة ابدا ان الجنرال عون يقول بان حزب الله هو الذي اعتدى على اسرائيل.ومع ذلك تناقل الشيعة قول الجنرال عون، اننا حريصون على العلاقة مع حزب الله، وقد جهد بعض الشيعة بايصالها الى اكبر عدد ممكن، وتحولت كلمة حريصون ايضا الى ترند.مع العلم اذا كان التيار حريص على العلاقة مع الحزب كان يكفي ان ينتخب مرشح الثنائي الوطني سليمان فرنجية، وكنا وفرنا على الوطن حالة تعطيل وتشنيج وربما ايضا حركنا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل.أقسم بالله العلي العظيم، وبكل شيء مقدس في الدنيا والآخرة، حتى عند البوذيين، أنه لو الحزب قدم واحد بالمائة مما حصل عليه التيار الوطني الحر من دعم حزب الله طيلة هذه السنوات الماضية، لكان عدد نواب حزب الله من مختلف الطوائف أكثر من عدد نوابه الشيعة.المقاومة عليها إجماع شعبي، خاصة عندما كانت تحارب الإرهاب التكفيري، لكن هناك فئات سياسية استهلكت تضحيات وعطاءات المقاومة من أجل منافع شخصية، مما أدى إلى خسارة المقاومة الكثير على الصعيد السياسي والشعبي، خاصة عند فريق من الموارنة، الذي يعتبر نفسه خسر في الحكومة والبرلمان بسبب تصويت حزب الله الدائم لصالح التيار ، وبما ان الفريق الماروني الاخر اصبح يمثل اكثرية الموارنة لذلك الشيعة اليوم بخصومة مع اكثرية الموارنة بسبب التيار الوطني الحر.على الطائفة الشيعية أن تغير من أسلوبها، وأن تعطي وتمنح بقدر ما يمنحها الآخرون؛ وغير ذلك هو خسارة ويسيء إلى الطائفة الشيعية داخليًا ودوليًا.